شبكة قدس الإخبارية

من هو الشهيد محمد تركمان؟

شذى حمّاد

جنين – خاص قدس الإخبارية: تنتظر عائلة تركمان نجلها محمد (٢٥ عاما) كل يوم ثلاثاء لتجتمع وإيّاه على مائدة العشاء في منزلهم ببلدة قباطية في مدينة جنين، إلا أن العائلة لن تنتظر عودته بعد اليوم.

مساء الاثنين  ٣١ تشرين أول، وقبل آذان المغرب بدقائق قليلة، ترجّل محمد تركمان بلباسه العسكري، حاملّا بندقيته من نوع كلاشنكوف، من مركبة قرب حاجز الـ DCO قرب رام الله، ليبدأ بإطلاق النار على جنود الاحتلال المتمركزين في الحاجز.

اشتباك بين محمد و3 من جنود الاحتلال دار لدقائق عديدة، أصيب خلاله الجنود الثلاثة برصاصه، قبل أن يرتقي شهيدًا، عقب تنفيذ عمليته.

وحسب مصادر من جيش الاحتلال، فأحد جنود الاحتلال أصابه محمد بعدة رصاصات، وهو في وضع صحي خطير، فيما وصفت إصابة الجنديين الآخرين بالمتوسطة.

محمد تركمان أحد ضباط الشرطة الفلسطينية والذي يعمل في سلك الحراسات منذ خمس سنوات بعد تلقيه دورات عسكرية عديدة أهّلته للعمل ضمن الأجهزة الأمنية حسب ما أوضح عمّه محمد تركمان لـ قدس الإخبارية.

اعتاد محمد أن يزور عائلته في منتصف الأسبوع تحديدا يوم الثلاثاء، حيث يعمل ويقيم في مدينة رام الله، إلا أنه لا يمر أسبوع عليه دون أن يعود لعائلته، فيقول والده، "قبل أسبوع جاء محمد، فهو يزورنا كل أسبوع".

والدا تركمان وبعد ساعات الظهيرة، داهمهما القلق إثر اقتحام مفاجئ لعناصر من جهاز الوقائي، الذين أخضعوا المنزل لتفتيش دقيق، وصادروا سلاحًا وذخيرة خاصة بمحمد، الذي لم يعد يرد على الاتصالات الواردة لهاتفه.

"محمد رجل بمعنى الكلمة، أنا دائما أضعه في خانة الرجال الذين لا شبيه لهم .. لا أقول هذا الكلام لأنه استشهد، فأنا دائما أفتخر وأعتز به"، يقول والد محمد الذي تلقى خبر استشهاد نجله من أهالي البلدة ولم يرده أي اتصال رسمي من قبل السلطة الفلسطينية، مضيفًا "لولا أن محمدًا رجل، لما قام بهذه العملية، كلنا نفتخر به".

"محمد كان طبيعيا جدا طيلة الفترة الماضية، لم يشعر والداه أو العائلة بأي شيء.. ولم يظهر عليه أنه يخطط لتنفيذ عملية"، يعلق عمّه، مبينا أن محمدا شاب عادي جدا لم يعط أي اهتمام للتخطيط لمستقبله، فلم يكن ينوي الزواج ولم يسعَ لبناء منزل كما يحلم أقرانه".

مساجد قباطية وعبر مكبرات الصوت أعلنت استشهاد الشاب من البلدة، مشيدين ببطولته بعد أن اشتبك مع جنود الاحتلال من نقطة الصفر، فيما توافد أهالي البلدة لمنزل عائلته.

عبد الخالق الذي بدا صابرًا، يفقد ابنه الثاني، حيث سبق أن توفي نجله ربيع – أحد مقاتلي كتائب الأقصى – بعد سنوات من معاناته من مرض الفشل الكلوي والذي سببه له رصاص الاحتلال، "لا أتمنى أن يمر أب بهذا الموقف، هذا شعور صعب للغاية، فيما أنا قلق الآن على زوجتي التي لم ينته حزنها بعد على ابننا ربيع"، مضيفًا، "الحمد لله هذا كله كرمال الوطن".