رام الله – خاص قدس الإخبارية: إلى زاوية شقة قيد البناء التجأ أمير هاربا من جنود الاحتلال الذين تفاجئ بهم أثناء توجهه لمنزل جاره في بلدة بيتونيا شمال رام الله.
"اختبأت في زاوية المنزل، لحقني جنديين وألقوا بي من النافذة"، يروي أمير فروخ (13 عاما) لـ "قدس الإخبارية"، وهو مستلقٍ على سرير المشفى بعد أن خضع لعملية زراعة بلاتين في قدميه الاثنتين وإحدى يديه اللواتي تعرضن للكسر، بعد أن ألقى به جنود الاحتلال من الطابق الثاني في إحدى البنايات السكنية.
ففي مساء 29 أكتوبر، توجه أمير إلى منزل صديقه المجاور، ليتفاجأ وصديقه بمجموعة ما تسمى "حرس الحدود الإسرائيلية" في الحي، ليركضا خوفا وهربًا إلى أول مبنى أمامهما.
جنديان من قوات الاحتلال لحقا أمير وصديقه، ليجدا أمير يختبئ خائفا، فحملاه وألقيا به من النافذة، "بعدما رموني من النافذة، لحقوني وبدأوا بضربي والدعس علي" يقول أمير.
تزامنا مع انتشار قوات الاحتلال في الحي القريب من سياج معسكر "عوفر" الاحتلالي، ووقوع أمير بين يدي جنود الاحتلال، اقتحمت قوات الاحتلال منزل عمه محارب فروخ، "اقتحموا المنزل، وبدأوا بالصراخ وتخويف الأطفال ووضعوا سلاحهم في صدر طفلة عمرها ستة أعوام.. وعندما تصديت لهم بدأوا بضربي"، يروي محارب لـ "قدس الإخبارية".
ويضيف محارب، أنه خلال المناوشات التي اندلعت في المنزل، جاء اتصال لجنود الاحتلال يفيد باعتقال أحد الأطفال، فخرجوا مسرعين من المنزل، "خرج الجيران لرؤية ما يدور، لنجد أمير قد ألقي من النافذة، فيما هجم عليه جنديين آخريين وانهالوا بالضرب على يديه وصدره ووجه".
محاولات الأهالي لتخليص أمير من أيدي جنود الاحتلال فشلت، لتنجح إحدى نساء الحي بالتسلل بين الجنود وصولا لأمير لتحتضنه مانعة تلقيه مزيدًا من الضربات، "جنود الاحتلال رفضوا ترك أمير، إلا بحضور والدته، متعمدين أن تراه وهم يقومون بضربه والاعتداء عليه".
اقتحام قوات الاحتلال الهستيري للمنطقة جاء بشكل مفاجئ، رغم الهدوء الذي عم البلدة التي تشهد بين الحين والآخر مواجهات عنيفة أمام معسكر "عوفر" المقام على أراضيها.
"جنود الاحتلال فتحوا بوابة المعسكر واقتحموا المنطقة وبدأوا بإطلاق القنابل الغازية تجاه المنازل القريبة رغم الهدوء الذي تشهده المنطقة منذ فترة" يؤكد محارب، مبينا أن اعتداءات قوات الاحتلال اليومية التي تستهدف أهالي المنطقة تسعى لتهجيرهم وطردهم منها.
الاعتداء على الطفل أمير ينبأ بعودة جنود الاحتلال اتباع سياسية تكسير العظام التي نُفذت خلال الانتفاضة الأولى، "هدفهم توجيه رسالة لأطفال الحي وتخويفهم، لردعهم من الاقتراب من المنطقة والتفكير بإلقاء الحجارة".
منزل فروخ يبعد عن بوابة معسكر عوفر ما يقارب (١٠٠ متر)، ما يضعه في مرمى أسلحة جنود الاحتلال، "لا يمر يوم دون أن يطلق جنود الاحتلال القنابل الغازية مستهدفين بها المنازل"، مشيرا إلى أن القنابل الغازية كادت تقتل عائلة باكلمها تسكن في المنطقة بعد دخول القنبلة الغازية داخل المنزل.
رئيس بلدية بيتونيا ربحي دولة بين لـ "قدس الإخبارية"، أن قوات الاحتلال تنفذ اعتداءات يومية على المنازل القريبة من الجدار ومعسكر "عوفر"، حيث تتعمد اقتحام المنطقة بشكل مستمر واستهداف المنازل بالقنابل الغازية، ناهيك عما تنفذه من مداهمات مستمرة.
ويقول دولة، إن قوات الاحتلال تلاحق الأطفال والفتية وتقوم باحتجازهم والتنكيل بهم عدة ساعات، قبل أن تفرج عنهم، "تسعى قوات الاحتلال لردع الفتية ومنعهم من الوصول إلى منطقة الاحتكاك، إلا أنهم يتعمدوا دائما اقتحام المنطقة والاعتداء على الأهالي".
ويبين أن قوات الاحتلال تصعد من اعتداءاتها على أهالي البلدة خلال موسم قطف الزيتون، لتفتعل أي سبب يمكنها من إغلاق البوابة أمام الأهالي ومنعهم من التوجه لأشجار الزيتون المحاصرة داخل جدار الفصل.