رام الله - خاص قدس الإخبارية: أثارت "صحيفة القدس" المحلية حفيظة الشارع الفلسطيني، عقب إعلانها عن إجراء مقابلة شاملة مع وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان"، ولكنها لم تستجب لمطالبات الصحفيين الذين اتهموها بالتطبيع الإعلامي مع الاحتلال، وأصرت على نشر المقابلة في عددها الصادر اليوم.
"مقابلة ليبرمان ليست تطبيعًا"
نفى الصحفي في "صحيفة القدس" محمد أبو خضير والذي حاور ليبرمان في حديث لـ "قدس الإخبارية" أن يكون ما فعله تطبيعاً مع الاحتلال؛ كونه لم يجمل صورة الاحتلال بل كان مهنياً في طرح الأسئلة وفقاً لوصفه.
ويرفض أبو خضير اتهامه والصحيفة بالتطبيع قائلاً: "أنا عضو مؤسسة مناهضة للتطبيع واعتقلت 40 يوماً لدى الاحتلال وصحيفة القدس أغلقت 6 مرات وهي الوحيدة التي تتعرض للرقابة العسكرية، ومن العيب أن لا تستطيع صحيفة عمرها 50 عاماً إجراء مقابلة مع الطرف الآخر لذلك نحن الأجرأ في الإعلام الفلسطيني".
وأضاف أبو خضير لـ "قدس الإخبارية": "لا مشكلة في المقابلة ما دامت كل الصحف تنشر بيانات جيش الاحتلال والشرطة والحكومة الإسرائيلية، الذي اختلف أن الصحيفة كانت هي المصدر هذه المرة وليس الإعلام العبري".
وذكر أبو خضير أن الهدف من المقابلة كان إيصال الأسئلة التي تدور في ذهن الشعب الفلسطيني للمسؤول عن الاستيطان والحفريات في المسجد الأقصى؛ من أجل تعرية سياسة الاحتلال التعسفية بحق الفلسطينين، مبرراً عدم الاستجابة لمطالبات الصحفيين والمواطنين بعدم نشر المقابلة أنه لم يكن هناك رفض رسمي أو فصائلي.
الصحيفة فصلت صحفيًا انتقدها
يبدو أن الانتقادات التي تهافتت على "صحيفة القدس" استفزتها ودفعتها لتنهي خدمات الصحفي أحمد يوسف العامل في الموقع الإلكتروني للصحيفة، بسبب انتقاده إجراء مقابل مع ليبرمان عبر حسابه على فيسبوك.
واعتبر الصحفي يوسف في تغريدته استضافة الصحيفة لوزير جيش الاحتلال سابقة تطبيعية، وقال: "ليبرمان تعمد أن يتوعد ويهدد كما يفعل عندما يلتقي الصحافة الإسرائيلية تمامًا، ما أراد ليبرمان قوله أنه لا يجامل ولا يهادن، ولا يغير مواقفه بتغير المحاورين".
ويوضح يوسف سبب إقالته لمراسل "قدس الإخبارية"، "تلقيت اليوم خبر إقالتي من الجريدة هاتفيا من خلال السكرتيرة على خلفية منشورات حول مقابلة ليبرمان" مضيفاً أنه حاول ألا يعلق على المقابلة احتراماً لمكان عمله، لكنه لم يستطع عندما قرأ تصريحات ليبرمان.
ردود فعل متباينة
استهجنت حركة المقاطعة العالمية ضد إسرائيل (BDS)في بيان لها "تحويل صحيفة القدس صفحاتها إلى مساحة لترويج أكاذيب وتهديدات الاحتلال ونشر دعايات مدفوعة من قبل الحكم العسكري والجيش "مطالبة الصحيفة بالاعتذار للشعب الفلسطيني" وفق تعبيرها.
أما وزارة الإعلام فعبرت عن أسفها من نشر المقابلة، " كنا نرجو ألا تمنح صحيفة القدس منبراً للقاتل أفيغدور ليبرمان ليخلط الأوراق، وألا تمرر الكثير من المصطلحات المرفوضة خلال المقابلة التي أجرتها معه".
فيما أصدرت نقابة الصحفيين بيانًا مساء اليوم الاثنين، أدان بشدة إقدام "صحيفة القدس" على إجراء مقابلة مع وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ونشرها، وتعتبر النقابة أن إجراء المقابلة بحد ذاته تطبيعًا مرفوضًا، انما يصل حد التساوق مع الاحتلال.
من جانبها، اعتبرت حركة حماس ما قامت به الصحيفة خطأ يستوجب الاعتذار، معقبة على ذلك، "ارتكبت الصحيفة خطأ بفردها مساحة لأحد أكبر قادة الاحتلال عنصرية وفاشية، عدا عن أن منصبه كوزير للحرب يجعل منه مسؤولا عن الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا الفلسطيني، كما أن الصحفية فتحت له مجالا لإطلاق تهديداته الوقحة ضد قطاع غزة، وأن يمارس الابتزاز ضد حركة حماس".
يذكر أنها المرة الأولى التي يظهر فيها وزير إسرائيلي على وسيلة إعلام فلسطينية، ولكن سبق أن ظهر الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر وكالة معاً وإذاعة أحلى أف أم المحلية في رام الله عام 2014، مما يشير إلى رؤية جديدة لدى بعض الصحفيين الفلسطينيين لطبيعة التعامل مع المصادر الإسرائيلية.