يرقد الأسير المحرر محمد التاج في مستشفى رام الله الحكومي منتظرا عملية زراعة الرئة له، إثر مرض التليف الرئوي الذي أصابه داخل السجن؛ دون تلقي أي علاج. يقول التاج: قضيت اخر أيام سجني وأنا أظن أني قد قد أكون الحالة رقم 208 بعد استشهاد الاسير ميسرة أبو حمدية.
استشهد 207 اسير داخل السجن بسبب الإهمال والظروف الصحية الصعبة، وأصبح الرقم القادم مخيفا لديهم، والمخيف أكثر هو التحول لرقم من الإهمال الشعبي والرسمي.
شبكة قدس التقت بالأسير التاج لتطمئن عليه، وتتحدث معه عن تجربته وأحوال الأسرى المرضى.
تحدث التاج ( 40 عاماً ) من مدينة طوباس، عن تجربته وكيف أنه أعتقل للمرة الأولى خلال الانتفاضة الأولى ليمضي وقتها ثلاث أعوام و نصف (89 _ 93) متنقلا بين عدة سجون، ومع إندلاع انتفاضة الاقصى أعتقل بعد ثلاث أعوام من إشتعالها ليواجه حكما بالسجن 15 عاماً .
يحكي التاج لشبكة قدس عن مداهمة وقمع القسم الذي كان معتقلا فيه داخل سجن جلبوع نهاية 2004، حيث قاموا بإستخدام الغاز المسيل للدموع، و تعمدوا ضرب الاسرى حتى نزفت الدماء منهم، و عملوا على صلبهم ساعات طويلة، لتظهر بعد فترة قصير من عملية القمع ولأول مرة علامات ضيق وصعوبة في التنفس لدى الأسير التاج.
بدأت صحته بالتدهور شيئا فشيئا إلا أن ادارة السجن لم تقدم له أي علاج غير المسكنات، كما تفعل مع كل المرضى.
يكمل محمد التاج سرد قصته: لم أستطع التنفس بتاتاً، ونتج عنها حالات إغماء متكررة وهزل في الجسم، تبين بعد الفحوص أنني أعاني من فشل رئوي أو ما يسمى تليف رئوي في حالة متقدمة جداً، و بالتالي أحتاج الى زراعة رئة بأسرع وقت ممكن. ثم تم نقلي إلى مستشفى الرملة الذي هو أسوأ من السجن نفسه، فالمكان غير مهيأ للعيش ومليء بالرطوبة، هناك التقيت بالأسرى المرضى حيث يرقد في كل غرفة ستة أسرى مرضى، أتذكر منهم الأسير خالد الشاويش وهو مقعد ويتألم على مدار اليوم ولايتلقى غير المسكنات. والأسير منصور موقدة الذي خرجت امعاؤه من جسمه".
وبعد انتهاء المقابلة ودعتنا والدة الأسير، وهي تصف لنا شعور أهالي الأسرى: أنتم لاتعرفون مدى السعادة التي كنت أشعر بها كأم أسير وأنا أرى الناس ينزلون إلى الشارع نصرة للأسرى، هذه المسيرات التي أصبحنا نراها اخر سنتين فقط. فيما كانت غائبة تماما فيما قبل.. كنا نشعر أنفسنا وحيدين.