شبكة قدس الإخبارية

من مقاتل بكتائب الأقصى إلى مصير مجهول بسجون السلطة

هدى عامر

جنين- خاص قُدس الإخبارية: لم تشفع السنوات الخمس في السجون الفلسطينية وما سبقها من اعتقال لدى الاحتلال ووعمله العسكري في كتائب شهداء الأقصى والأجهزة الأمنية أيضًا، شيئًا لمحمد صعابنة أمام أسئلة عائلته عن مصيره المجهول في سجون السلطة مؤخرًا.

ذات ليلة، امتشق سلاحه الأمني خلال دوامه العسكري، متوجهًا حيث اقتحام المستوطنين لقبر يوسف بنابلس، وما إن رأى المستوطنين حتى أطلق رصاصة فدائية اخترقت رأس مستوطن إسرائيلي أردته قتيلًا.

انقلبت حياة المعتقل محمد صعابنة بعد قتله مستوطنًا إسرائيليًا بنابلس، حيث أصبح مهددًا بفقدان حياته بشكلٍ جديّ أو قضاء المؤبدات لدى سلطات الاحتلال؛ ليجد نفسه أمام أكثر الخيارات صعوبة، لكن اللجوء لحماية الأجهزة الأمنية الفلسطينية كان الخيار الأكثر منطقية وقربًا له حينها.

خمس سنوات قضاها صعابنة في سجن الجنيد الفلسطيني، تزوره عائلته بين الفينة والأخيرة، تهوّن اتصالاته المتفاوتة على أمه حرقة قلبها، ويبقى صوته تذكارًا لها في كل مرة كم كان ابنها شجاعًا ووطنيًا و"بيرفع الراس" كما وصفته دومًا، إلا أن ما حدث خلال الأيام الأخيرة أعاد لقلب أمه الاشتعال مجددًا.

علي صعابنة شقيق محمد قال إن مصادر داخل السجن نقلت للعائلة أنباء عن نقل الأجهزة الأمنية لمحمد لمكانٍ مجهول، ودون ابداء الاسباب أو توجيه العائلة حول الخطوات المتخذة بحقّه، حيث أوضحوا "أن عناصر من الأجهزة اقتحموا غرفته طالبين منه الاسراع بتحضير أغراضه ونقله فورًا بشكل منفرد"

وأضاف لـ قُدس الإخبارية، أن شقيقه معتقل لدى الأجهزة الأمنية بسجن جنيد منذ 5 سنوات، لحمايته من الاعتقال لدى سلطات الاحتلال بعد قتله مستوطنًا إسرائيليًا خلال اقتحام قبر يوسف بنابلس آنذاك.

وأشار إلى أن العائلة تواصلت مع عدد من قادة ورؤساء الأجهزة الأمنية للاستفسار حول مكان محمد ومصيره ودوافع نقله، إلا أن الإجابات جاءت على غير المأمول، فجميعهم قالوا "إنهم لا يعلمون شيئًا عنّه وتنكروا له طالبين من العائلة عدم الاتصال للسؤال عنه مجددًا".

وأوضح صعابنة أن آخر زيارة له كانت بفترة عيد الأضحى السابق، كما أنه اتصل بأمه قبل أيام قليلة من نقله وكانت أخباره عادية، مضيفًا "أنباء جديدة قالت إنه نُقل إلى زنازين أريحا"

وحمّلت العائلة المسئولية الكاملة عن حياة نجلهم محمد صعابنة لأجهزة السلطة التي لجأ لهم لحمايته، مضيفة "أن التنقلات تعطي فرصة لاعتقاله من قبل الاحتلال تحت ذرائع واهية، كما أن حياته تصبح معرضة للخطر".

محمد صعابنة (30 عامًا)، قائد بشهداء الأقصى من محافظة جنين شمال الضفة، يعمل لدى الأجهزة الأمنية مسبقًا، يقبع بالسجون طالبًا اللجوء بعد قتل مستوطن، كما أنه كان أسيرًا محررًا قصى 4 سنوات بسجون الاحتلال مسبقًا.