شبكة قدس الإخبارية

التسريبات الهجومية ضد عباس.. خلطة مصرية بنكهة دحلانية

توفيق حميد

فلسطين المحتلة- خاص قُدس الإخبارية: أثار التسريب الصوتي الذي يكشف تهجم ضابط بالمخابرات المصرية على الرئيس الفلسطيني محمود عباس عددًا من التساؤلات حول طبيعة العلاقة بين القاهرة والسلطة وهدف الأخيرة من هجمتها الإعلامية ضد عباس، وعلاقة القيادي السابق في حركة فتح النائب محمد دحلان بالقضية.

وكانت قناة "مكملين" بثت تسجيلا صوتيًا لمكالمة هاتفية مسربة بين مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية اللواء وائل الصفتي ودحلان، يكشف عدم رضا المخابرات المصرية عن الرئيس محمود عباس.

ضغوطات ورسائل

المحلل السياسي طلال عوكل، قال إن الرئيس محمود عباس تعرض لضغوطات من قبل الرباعية العربية لإجراء مصالحة فتحاوية داخلية تقضي بإعادة القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان، مما يثير جملة من الاختلافات.

وأضاف عوكل، أن الرباعية العربية تحاول الضغط على عباس بطرق مباشرة وغير مباشرة للموافقة على مطالبها لكنه يصر على رفضه لعودة دحلان، لافتًا إلى أنه يحاول تجنب المواجهة المباشرة مع الرباعية من خلال تحقيق بعض مطالبها كإعادة أشخاص لصفوف الحركة ومحاولة الإنجاز في ملف المصالحة الفلسطينية.

ولفت إلى أن رئيس السلطة حاول ارسال رسائل في هذا السياق من خلال خطابه في الأمم المتحدة الذي أكد وقفوه لجانب المملكة العربية السعودية في القضية اليمنية وبعض الملفات، مؤكداً أنه يحاول امتصاص حالة الغضب العربية حيال تصريحاته التي هاجم فيها الرباعية العربية.

وكان رئيس السلطة هاجم الرباعية العربية في خطاب سابق له، حيث أبدى فيه تحديه للرباعية العربية من دون أن يسميها بشأن خطواتها لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي قائلا: "لا أحد يملي علينا موقفًا".

وحول التوجه لملف المصالحة الفلسطينية، أشار عوكل إلى أن عباس يحاول افقاد الرباعية العربية بعض مبرراتها للضغط على السلطة من خلال السعي في ملف المصالحة الفلسطينية وإرسال رسالة مفادها أنه يسعى لتحقيق بعض مطالب الرباعية.

مناورة المصالحة

أما المحلل السياسي إبراهيم المدهون، فرأي أن عباس توجه للمصالحة كمناورة وللقول بأن لديه أوراق يستخدمها لمواجهة الضغوطات العربية، مبيناً أن حماس لا تتعاطي مع هذه الدعوة بشكل جدي لإدراكها بأن هناك علاقة بين جهود المصالحة الحالية وخلافات رئيس السلطة مع الرباعية.

وأكد المدهون بأن المصالحة لن يكون لها مستقبل على الأرض ما لم يبدأ الرئيس بتنفيذ خطوات عملية لتحقيقها، واتفق المدهون مع عوكل بأن عباس لا يحاول أن يصطدم بشكل مباشر مع الدول العربية نظرا لوجود اوراق ضغط بيدها ضد السلطة.

أما بخصوص الهجمة المصرية، فأوضح أن هناك ارادة عربية يقودها النظام المصري لفرض عودة دحلان للسلطة الفلسطينية وحركة فتح لخلافة محمود عباس، مشيراً إلى أن عباس يرفض عودته وبشدة.

وبين أن النظام المصري لا يعلن موقفه بشكل رسمي ومباشر من رئيس السلطة بل يحاول ايصال رسائل عبر الاعلام، منوهاً إلى أن التسريبات الأخيرة قد تندرج ضمن الرسائل غير المباشرة التي ترسلها القاهرة.

وأوضح أن عباس يصر على مواجهة الضغوطات نظراً لوقوف أغلب كوادر وقيادات حركة فتح إلى جانبه وتمسكها برفض عودة دحلان للسلطة، لافتاً لوجود حالة غضب بصفوف الحركة من تلك الضغوطات ومن الهجمة المصرية على الرئيس.

وأكد أن رئيس السلطة يدرك أن عودة دحلان هي بمثابة إنهاء لمرحلته السياسية وستتيح له الانتقام منه، منوهاً إلى أن علاقات القيادي المفصول مع النظام المصري نابعة من علاقته مع الامارات ونفوذه المالي والدولي وخبرته الأمنية السابقة إبان وجوده بالسلطة.

وحول كيفية مواجهته للضغوط، أوضح المدهون أن عباس ما يزال مرغوب به اسرائيليًا وأمريكيا وهو يحاول المحافظة على حالة الرضا من خلال تفادى الاصطدام مع الاحتلال على عكس القيادي المفصول والذي لا يلقى حالة رضا فلسطينياً سواء على الصعيد الشعبي أو داخل صفوف حركة فتح.