نابلس – خاص قدس الإخبارية: بادر أحمد عزت حلاوة بتسليم أبنائه وأشقائه للأجهزة الأمنية كوسيلة لحقن الدماء في نابلس، بعد أن وعدته الأخيرة أن اعتقالهم لن يكون أكثر من ثلاثة أيام، لتمر ثلاثة أسابيع دون أن تفرج عن أي من المعتقلين.
اعتقال أبناء أبو حلاوة جاء قبل تدهور الأوضاع مجددا في البلدة القديمة في مدينة نابلس لتدخل دوامة الفلتان الأمني، التي ذهب ضحيتها اثنان من أبناء البلدة بعد اقتحامها من قبل الأجهزة الأمنية بذريعة البحث عن أسلحة، لتطور المواجهة لاشتباكات مسلحة، وقبلهم اثنان من عناصر الأجهزة الأمنية.
قبل يوم فقط تحديدا في ٢٠ آب الجاري، اجتمع رئيس الوزراء رامي الحمد الله مع عدد من شخصيات مدينة نابلس، واتفقوا على عدد من البنود، من ضمنها السعي لتحقيق الأمن في المدينة، وإثر الاجتماع، باشر وجهاء نابلس بالاتصال بالمطلوبين ليبدؤوا بتسليم أنفسهم لأجهزة السلطة الأمنية، المحامي محمد حلاوة المتحدث باسم العائلة يقول لـ"قدس الإخبارية": "تلقينا اتصالا من وجهاء نابلس يطالب أبو العز بتسليم نفسه .. لم يقاوم ولم يعترض وسلم نفسه وكله ثقة بالقرار الصادر".
وأضاف المحامي حلاوة، "أحمد حلاوة، ملازم أول في المباحث العامة وأحد رجالات الإصلاح المعروفة في مدينة نابلس، وأبرز قادة كتائب شهداء الأقصى، سلم نفسه وهو واثق أن القانون هو الفاصل بإدانته أو تبرأته، ولكن ما أن وصل فجرا سجن الجنيد في مدينة نابلس حتى تبين غير ذلك تماما".
وبحسب تصريحات متطابقة لمحافظ نابلس أكرم رجوب والناطق باسم الأجهزة الأمنية عدنان الضميري، فإن أكثر من (٢٠ عسكريا) هاجموا أبو العز واعتدوا عليه بالضرب المبرح حتى فارق الحياة.
محافظ نابلس قال في تصريحات إعلامية: إنه "لدى وصول أبو العز إلى ساحة السجن، هاجمه عدد من أفراد الأمن، وانهالوا عليه بالضرب المبرح، وقد حاول عدد آخر من ضباط وأفراد الأجهزة حمايته، وأطلقوا النار في الهواء لإبعاد المجموعة المهاجمة عنه"، مشيرا إلى أنه تم إدخاله إلى مبنى السجن، وفحصه طبيا حيث تبين أنه فارق الحياة، وتم نقل جثته إلى مستشفى رفيديا".
ووصف الرجوب، حلاوة "بأنه أخطر المطلوبين، والرأس المدبر للأحداث الدامية التي بدأت بالمدينة يوم الخميس الماضي وأسفرت عن مقتل اثنين من أفراد الأجهزة الأمنية".
فيما يقول المحامي حلاوة: "أبو العز معروف في مدينة نابلس أنه رجل اصلاح، قلبه على البلد دائما، يسعى دائما لحقن الدماء .. فهو ليس كما يقول محافظ نابلس أنه الرأس المدبر للأحداث الدامية، فالمدينة تشهد له أنه كان دائما الرأس المدبر لحفظ الهدوء في البلد".
تسليم أحمد حلاوة لأبنائه وأشقائه قبل ثلاثة شهور كان دليلا على مبادرته بحقن الدماء في نابلس، كما توضح العائلة، ويبين أحمد حلاوة، أن أحمد كان قلقا على نجله نصر المعتقل لدى الأجهزة الزمنية وخاصة أنه يعاني من مرض القلب، إلا أن الأجهزة الأمنية وعدته بالإفراج عنه، ولم تف بوعدها حتى اليوم.
أب لسبعة أبناء أصغرهم (١٨) عاما، هو أحمد حلاوة الذي فارق الحياة قبل أن يجتمع بابنه عز المعتقل منذ تسع سنوات في سجون الاحتلال، حيث يقضي حكما بالسجن (١٣ عاما).
وأكد حلاوة أن عدم الإفراج عن المريض نصر حلاوة هو الأمر الذي زاد احتقان أشقائه والعائلة، وأحد أسباب تدهور الأوضاع الأمنية في البلدة في ظل عدم التزام الأجهزة الأمنية بالوعود التي قطعتها للعائلة ولأهالي المعتقلين من البلدة القديمة.
وأدرجت الأجهزة الأمنية عائلة حلاوة في قائمة المتسببين بأحداث مدينة نابلس، وهو ما ترفضه العائلة التي تعد إحدى العائلات المتجذرة في المدينة، ويعلق المحامي حلاوة، "نحن عائلة موجودة منذ مئات السنين في البلدة القديمة، لم نخض يوما أي اشتباكات عائلية ولم نفتعل أي مشكلات .. نحن عائلة معظمها من المتعلمين والمثقفين الواعين، وعمال في المخابز ... وهو الأمر المعروف في المدينة كلها".
ويؤكد أن "فراس حلاوة ابن شقيق أبو العز، أعدمته الأجهزة الأمنية على مرأى شهود العيان في البلدة بعد اعتقاله، على الرغم أن لا علاقة له بكل الأحداث التي تدور في المنطقة".
وتحمل العائلة محافظ نابلس المسؤولية الكاملة على تدهور الأوضاع في نابلس، فيقول حلاوة، "لو كان المحافظ حريص على أمن نابلس لتدخل في ٢٦ كانون أول الماضي إثر مشكلة بسيطة حول بسطات، ولا يترك الأمور تتفاقم حتى هذا الحد".
وعن الاتهامات التي وجهتها الأجهزة الأمنية ومحافظ نابلس لأحمد حلاوة، يعلق "نحن كعائلة نرفض أن يزج اسمه في أي عمل يسيء لسمعته، فهو رجل معروف بنضاله وانتمائه للبلد".
ويختم المحامي حلاوة بالقول: "إن العائلة لن تترك قتل ابنها يطوى، وستتوجه لكافة المحاكم والجهات المختصة لمحاسبة كل من أمر ونفذ قتل أبو العز حلاوة، "دم أبو العز غالي علينا كعائلة حلاوة وغالي على مدينة نابلس، وكلنا بكينا وتأثرنا برحيله".