شبكة قدس الإخبارية

فيديو | ثورة "وادي عياد" المستمرة

شذى حمّاد

القدس المحتلة – خاص قدس الإخبارية: على التلة الصغيرة الجرداء، استعد مجموعة فتية وأطفال للبدء بمعركتهم اليومية، بعد أن تأكدوا من عدم وجود كمين في المنطقة، ليبدؤوا بمناقشة خطة التصدي، وآلية الكر والفر إن ضُيق عليهم واشتدت المواجهة اليوم.

إنها ليست لعبة "العرب والجيش" الشعبية كما قد يتبادر إلى ذهنك، فلا بنادق خشبية وبلاستيكية هنا، أما الأطفال فلن يضطروا الانقسام لفريقين كالعادة، يأخذ أحدهم دور المقاوم، فيما يمثل الآخر دور جيش الاحتلال.

فخلف جدار الفصل العنصري الذي سلخ بلدة الرام عن مدينة القدس، يتمركز عدد من جنود الاحتلال المحشوة بنادقهم بالرصاص استعدادا لإطلاقها على الأطفال، الذين وإن لم يأتوا اليوم، لأطلقت صوب المنازل المحيطة في المنطقة، التي لم تبقى نافذة فيها لم تهشم.

لا يخشون الرصاص

14102712_672201566270024_6733888061701369247_n

(١٥-٢٠ طفلا) يتصدون لقوات الاحتلال شبه يوميا، عراة الصدور تماما لا يخشون الرصاص، فقمصانهم تلثموا بها، متخذين كافة الاجراءات اللازمة التي تحميهم من ملاحقة الاحتلال والاعتقال، فيما أصبحوا ماهرين بالركض السريع وقطع المسافات الطويلة، والتسلق والقفز عن الجدران مهما بلغ ارتفاعها.

على بعد أمتار رفع الجندي سلاحه محاولا إصابة أحد الفتية، الذين انخفضوا قليلا، وبدأوا بالعد وصولا للعدد ثلاثة، ثم انتصبوا، ركضوا، وأخدت حجارتهم بالانهيال، وهرب الجندي مجددا وراء الجيب العسكري.

يقول أحد الفتية، "هم من يأتوا إلى هنا ... يضربون قنابل الغاز والرصاص، ويتلفظون من خلال مكبرات الصوت بألفاظ بذيئة اتجاه نساء الحي، ويتعمدون إطلاق الرصاص على خزانات المياه".

الفتية يتحفظون على ذكر أسمائهم أمام الغرباء، كتحفظهم على إظهار وجوههم أيضا، محاولين اتباع ما يتبعه المتظاهرون الذين يكبروهم سنا، كما يحرصون على انتقاء كلماتهم أمام الصحفيين - القليلين الذين يصلون للمنطقة - وتوجيه بعضهم البعض بالحديث بطريقة لا تجهض ثورتهم.

14054033_672202519603262_7025348505538582380_n

ويتسابقون بسرد تفاصيل استشهاد صديقهم محيى الدين الطباخي (١٠ أعوام) في ١٩ تموز الماضي، "عندما سقط اعتقدنا أنه يمزح معنا وسينهض ويضحك، إلا أنه استشهد .. كان محيى محبوبا للجميع ومعروفا في المنطقة كلها" يقول أحد أصدقائه.

قبل استشهاده بأيام كان محيى يلقي الحجارة برفقة أصدقائه على قوات الاحتلال، وقد ارتدى كرتونة على صدره عسى أن تحميه من رصاص الاحتلال، "لم يفرح  محيى بدراجته الهوائية كثيرا، فقد اشتراها قبل فترة قصيرة .. كان يحب ركوب الدراجة واللعب بكرة القدم كما كان يتميز بالصف بخطه الجميل".

يهتفوا جميعهم بصوت واحد "من الرام أعلناها ... محيى نجمة بسماها"، مستعدين لخوض جولة أخرى من المواجهة مع قوات الاحتلال، وقد حملوا بأعناقهم صورة محيى الدين.

"اشتقت له كثيرا، صوره معلقة في كل مكان ... حتى علقتها على سقف غرفتي، حتى كلما فتحت عيني أراه إمامي" يقول أحد أصدقاء الشهيد محيى.

إصابات غير رادعة

14021575_672202392936608_6308637191456217963_n

فيما الرصاص الذي أصاب معظمهم لم ينجح بردعهم عن القدوم للمنطقة، فتراهم يتفاخرون كاشفين عن الندوب التي ستبقى أجسادهم تحتفظ بها، " أنا تصاوبت بيدي، وصديقي تصاوب ثلاث مرات، فيما تصاوب ذاك مرتين، وهذا تصاوب رصاصة من النوع التوتو ... ولنا صديقين فقدوا أعينهم بسبب الرصاص الاسفنجي".

قوات الاحتلال تحاول الضغط على أهالي الحي لوقف المواجهات، من خلال تعمد إطلاق الرصاص والقنابل الغازية صوب المنازل، "في بعض الأوقات لا يكون مواجهات، فيبدؤون بإطلاق الرصاص والقنابل وهو ما سبب بحريق أحد المنازل، وتكسر كل النوافذ، وثقب خزانات المياه".

14067547_672206436269537_2557915609552959856_n

حي وادي عياد يجده أطفال وفتية الرام منطقة جيدة للعب بكرة القدم، في ظل انعدام الملاعب والمتنزهات في البلدة، إلا أن تواجد قوات الاحتلال المستمر في المنطقة حولها لنقطة مواجهات يشعلها الفتية والأطفال.

"ينصبون لنا الكمائن بهدف اعتقالنا، ونجحوا باعتقال فتية عدة من هنا من بينهم ادهم الزعتري والذي ما زال في السجن حتى الآن".

منذ استشهاد محيى الدين، وفتية الرام وأطفالها قطعوا على أنفسهم وعدين، الأول أن يبقوا حماة الحي وحراسه، والثاني ألا يمر يوم دون زيارة والدة محيى التي باتت تجمعهم في منزلها كل شهر وتعد لهم الفطور المفضل لمحيى.

[video width="576" height="320" mp4="http://www.qudsn.ps/wp-content/uploads/2016/08/video-1471787554.mp4"][/video]