فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: فتحة في جدار سجن "نفحه"، اكتشفها الاحتلال فعاقب صاحبها بعشرة أشهر في العزل الانفرادي، ليعلن الأسير وليد مسالمة المحكوم بالمؤبد إضرابه عن الطعام لليوم الــ13 على التوالي، رفضاً لسياسة العزل ومطالبا بحقوقه.
13 يوماً من الإضراب عن الطعام
في حديث خاص لــ"قدس الإخبارية" يقول شقيق الأسير، زهير مسالمة: "أخي ومنذ عشرة أشهر معزول في أقسام العزل الانفرادي (الشامور) في سجن إيشل، وهو مضرب عن الطعام منذ 13 يوماً بسبب ذلك، لكن لم يتحرك أحد حتى اللحظة".
"الاحتلال لن يفهم ولن يستجيب لمطالبي إلا إذا خضت إضراباً عن الطعام" هذا ما نقلته زوجة الأسير مسالمة "أم محمد" في زيارتها الأخيرة له، والتي خشيت فيها إضرابه لتدهور وضعه الصحي. تقول في حديث خاص لــ"قدس الإخبارية": "زرته قبل يوم بالضبط من إضرابه، كان يشعر بتعب وألم – وخزات- في الشق اليمين من صدره ، طلب مراراً من إدارة السجن أن يتم نقله إلى المشفى، إلا أنهم تجاهلوا ذلك".
"أم محمد": ثماني سنوات فقط عشناها مع وليد
الأسير وليد مسالمة من بلدة بيت عوا قضاء مدينة الخليل، يبلغ من العمر (40) عاما، يقضي حكماً بالمؤبد منذ عام 2002، بتهمة مقاومة الاحتلال وانتمائه للجناح العسكري لحركة فتح.
15 عاماً منذ اعتقاله حتى اللحظة، لم تستدفئ فيها جدران البيت بصوت الأب وليد الذي ابتلع الاحتلال حياته بالمؤبد، لتبقى الأم ترعى أبناءها في ظل الغياب، والتي تقول: "لم يعش وليد معنا كثيراً كعائلة، ثماني سنوات فقط عشناها، أنجبنا فيها أطفالنا لم نكن نشاهده كثيرا بيننا بسبب عمله الدائم في الداخل المحتل، كباقي العمال الفلسطينيين الذين يبحثون عن رزق هناك"، حسب قول زوجته.
ثماني سنوات كان عمر الطفل الأكبر حين اعتقل الاحتلال والده، ليبلغ الآن (21) عاما، لم يجد فيها الشاب الذي كبر بعيداً عن عيني أبيه من يدقق النظر في طفولته ومراهقته، وتضيف الزوجة "أنجبنا خمسة أطفال، في اليوم الذي أنجبت فيه ولدي أحمد الذي يبلغ من العمر الآن (15) عاماً جاء الاحتلال وداهم بيتنا واعتقل زوجي، فرحتنا لم تكتمل، ولدي يخرج للحياة وزوجي يقضي عليه الاحتلال حكماً مؤبداً مدى الحياة!".
تتابع حديثها: "كان عمري 14 عاماً عندما تزوجنا، كان ذلك في الثاني من أكتوبر لعام 1993، سنوات قليلة عشناها، ليسلب الاحتلال منا أعمارنا ويفرق شمل عائلتنا.. أذكر كيف كان وليد كريماً ومعطاءً لعائلته، كان زوجا هنيا وأبا جميلا لأطفاله".
حكم الاحتلال بالمؤبد على الأسير مسالمة في عام (2007) بعد أن قضى في السجن خمس سنوات، في البداية حكمت المحكمة بالسجن لــ25 عاما، إلا أن سلطات الاحتلال احتجت على ذلك لتقدم استئنافا ويحكم على الأسير وليد بالمؤبد.
تقول أم محمد: "قمنا بالتواصل مع محامية يهودية، لكن للأسف لم تقم بفعل أي شيء، رغم أنها حصلت على 26 ألف شيكل لحل القضية، اختفت المحامية فجأة ولم تعد تجيب على مكالماتنا أو حتى تتصل بنا!".
الأسير وليد مسالمة، لم ينه إضرابه عن الطعام حتى اللحظة رغم مرور 13 يوماـ حيث بدأت حالته الصحية تتفاقم وفقا لمحاميه، إذ تقيأ الدماء مرارا ووقع على الأرض خلال هذه الأيام، والتي يستمر فيها بالإضراب عن الطعام لإنهاء عزله الانفرادي.