شبكة قدس الإخبارية

في استقبال رمضان ... ماذا كتب ذوو شهداء الانتفاضة؟

شذى حمّاد

فلسطين المحتلة – قدس الإخبارية: هو أول رمضان لعائلات شهداء الانتفاضة الحالية، شهداء سيغيبون لأول مرة عن موائد الافطار، عن جلسات العائلة، عن السحور، وعن صف الصلاة في مسجد الحي.

217 شهيدا، لن تنير عائلاتهم فوانيس رمضان، وما أن يرفع آذان المغرب، ستجتمع العائلة ويبقى مقعده فارغا على غير العادة، صحنه سيوضع مكانه، ولن يمس أحد حصته من الطعام، وكل فرد من العائلة سيزيح وجهه جانبا، خوفا أن تكشف دموعه، لن تلتقي العيون ولن تتبادل الأحاديث والمزاح.

وفي منازل أخرى، طعام الإفطار سيكون مختلفا تماما، لا طعم له ولا لذة، تجتمع العائلة في اجتماع باهت حزين، فلأول مرة سيمر رمضان دون وجود أم قد ارتقت شهيدة، أم لن تعلق أضواء رمضان، لن تعد القطايف بيديها، ولن تتفن بتحضير الإفطار، أم لن توقظ أطفالها على السحور.

أطفال الشهداء

60491_1058468874230013_4438701527913057616_nأحلام، ابنة الشهيدة مهدية حماد التي ارتقت في 25 كانون أول الماضي، كتبت على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، "عذراً يا شهر رمضان ... فأمي ليست هنا، أخذها الموت، ليس بيني وبينها سوى ذكريات لم يستطع الزمن أن يمحيها من ذاكرتي، ماتت أمي، وانتهت كل حكاياتي، ولم يبق شيء بعد أمي أبكي عليه، سوى وجودي هنا على هذه الأرض بدونها".

وتابعت أحلام 14 عاما في تدوينتها، "عذراً يا شهر رمضان .. فلا فطور وﻻ سحور بدونها ولا ابتسامة تنسيني دعواتها لنا بعد انتهائها من الصلاة و ندائنا للصلاة معها ووصاياها لنا وحتى الطعام الذي حضرناه سويا طيلة شهر الصيام فكل لحظة تذكرني بمواقف جميلة أود أن استرجعها ولو لدقيقة".

ككل الأمهات، كانت الشهيدة مهدية حماد، حنونة على أطفالها، تسعى لعمل المستحيل لإسعادهم، فيما كانت تتميز بحرصها الشديد عليهم، فتضيف أحلام،" في مثل هذا اليوم كنت بيننا وكان بيتنا عامرا بالفرحة لاستقبال شهر رمضان كان مزينا بالأضواء والفوانيس وصوت الأطفال مشتاقين له فقد جمعنا الله في تلك السنة وما قبلها وقد شاء الله أن يفرقنا بموتك في هذه السنة".

المائدة لن تغيب عنها الشهيدة مهدية وحدها، فنجلها زكريا حماد 19 عاما، مغيب عنها هو الآخر لكن في سجون الاحتلال، فبعد استشهاد والدته اعتقل بتهمة التحريض على الفيسبوك، فيما لم يحاكم حتى اليوم.

أما أديب حماد، زوج الشهيدة مهدية، فكتب على صفحته، "بيتي ليس ككل البيوت سيأتي الليلة السحور ويأتي عند المغيب الفطور ويجتمع الأحبة حول مائدة الطعام ويفرحون ويغردون ويذهبون معا للصلاة وسيغني الأطفال لهلال رمضان ويصرخون ويلهون أما أنا بيتي سينام مبكرا دون ذلك كله وعائلتي ستبكي دموعا تحرق القلوب".

الحلبي وإخوانه

أما محمد شقيق الشهيد مهند الحلبي - مفجر انتفاضة القدس- والذي ارتقى شهيدا في الثالث من تشرين أول بعد تنفيذه عملية طعن، فكتب على صفحته، "غدا سيغيب عن بيوت الشهداء، أم كانت تعد السحور فجرا، وتعد الإفطار عند المغرب .. سيغيب أخا كان يحب أكل القطايف وإعداد قطره الخاص، وستغيب أختا كانت يد العون لأمها في تحضير مائدة الإفطار، وسيغيب أبا كان يجلب معه جميع احتياجات المنزل قبل الإفطار".

03_20_22فيما كتبت سارة شقيقة الشهيد محمد شماسنة الذي ارتقى في 12 تشرين أول، "رمضان ما تيجي السنة، لف طريقك وارجع، كيف بدك تيجي ومحمد مش موجود .. مين بدو يقعد على سفرة الأكل". وأضافت،" تخيل رمضان السنة ما في ضحك ... خايفة كتير تيجي ومحمد مش بالبيت"

المسحراتي الذي اعتاد عليه جبل المكبر في القدس، لم يدق طبله في الأول من رمضان، ففي 13 تشرين أول استشهد بهاء عليان بعد تنفيذه والأسير بلال غانم عملية فدائية بباص 78، والذي قتل واًصيب بها 10 إسرائيليين.

ليكتب والده محمد عليان في استقبال رمضان، "رمضان أجئت لوحدك .. وتركته هناك ؟! ..لم اسمع في الصبح طرق الطبل ... حتى عصفورة الصبح .. احتجت وغادرت دون فرح وغناء ... رمضان قد تفوتنا فرحة البدايات .. لكن ثمة أمل في المنتصف والنهائيات".

فيما تساءل حسام شقيق بهاء، "من سيكون مسحراتي جبل المكبر ... ستسمعونه اليوم أم سيغيب؟".

وعلى صفحة شقيقها الشهيد عابد حامد والذي ارتقى في 12 شباط بعد تنفيذه عملية دهس في بلدة سلواد، كتبت نورا، "هذا أول رمضان لنا دون عابد، في رمضان الماضي كنا ندعي لناس كانوا معنا .. واليوم غادرونا".

فيما كتبت انتصار شقيقة الشهيد أحمد أبو شعبان الذي ارتقى في 14 تشرين أول بعد تنفيذه عملية طعن في القدس،"أجا شهر الخير، اجا أكثر شهر محبب لقلوبنا يا أحمد .. مسبحه تبقى معلقة مكانها ... مزاحمتنا قبل الفطور راح تخف .. ضواونا في الليل راح تنطفي".

وأضافت، "أنت نجمتنا الي نطفى نورها بالبيت وعلى الأرض، ونورها راح للسما ... كل اشي بهالشهر راح يذكرنا فيك".

2890a3e2-2670-4686-b9e1-01d3456a40fcفيما كتب عبد الرحمن عياد، والد الشهيد محمد عياد والذي ارتقى في 18 كانون أول بعد تنفيذه عملية دهس في بلدة سلواد، "حبيبي يا محمد ..ها قد أتى رمضان الخير ومكانك فارغ بيننا لن يملأه أحد ... افتقدناك وتركت صدى ذكراك في قلوبنا ورحلت شهيدا إلى جنات الفردوس".

أما الشهيد أحمد أبو العيش، فلن تفتقده عائلته فقط في شهر رمضان، بل كل من سيمر على حاجز قلنديا، واعتاد عليه كمتطوع يوزع الماء والتمر على الصائمين وقت الإفطار، أحمد الذي ارتقى خلال اشتباك مسلح في مخيم قلنديا في 16 تشرين ثاني، كتبت زوجته على صفحتها، "إلى المتطوع الذي كان يوزع الماء والتمر على الصائمين العالقين في أزمة قلنديا ساعة الإفطار، الشهيد البطل أحمد أبو العيش ... لروحك منا ألف سلام ... أحمد كل من عرفك سيفتقدك في هذا الشهر الفضيل".

وللأصدقاء الحصة الكبرى من اشتياقهم لأصدقائهم الشهداء خلال شهر رمضان، فكتبت محمد مخيمر عن صديقه الشهيد محمد علي الذي ارتقي في العاشر من تشرين أول بعد تنفذيه عملية طعن في باب العامود، "مستحيل كان يمر علي شهر رمضان وما يكون أخوي وحبيب قلبي جنبي، ونروح نضحك ونلعب ونتسلى ... للأسف أصعب شهر وأصعب عيد راح يكون لأنه أخوي مش جنبي هو شهيد مرتاح في جنان النعيم".

فيما كتب صديقه عبادة جمجوم، "أجا رمضان وانت مش معي يخوي، كل رمضان كنت تحكيلي كل عام وانت بخير أبو عبيدة أو ابو شاكوش ... وأنا بحكيلك كل عام وانت بخير يا أبو سعيد أو كركر ... كل عام وانت في الجنة اخوي".