شبكة قدس الإخبارية

(صور وفيديو) وداعا محمد علي كلاي

فضل عرابي

ولد محمد علي في مدينة لويزفيل بولاية كنتاكي الأمريكية بتاريخ 17-كانون ثاني-1942 لوالد يعمل خطاطًا، وكان اسمه الحقيقي كاسيوس كلاي، بدأ بممارسة الملاكمة وهو في الثانية عشرة من عمره في صالة للألعاب الرياضية يديرها شرطي، بعد أن حاول الثأر من ولد صغير سرق دراجته، وتألق كهاو ووصل إلى قمة أدائه عام 1960عندما فاز بميدالية ذهبية أولمبية في أولومبياد روما.

وفي نفس العام أصبح كلاي لاعبًا محترفًا، وفاز بمباراته الأولى أمام توني هانساكر بالنقاط، وكان في وقت سابق قد نال جائزة القفاز الذهبي عام 1958 عندما كان في السادسة عشرة من عمره.

images

يعتبر الملاكم الأميركي روكي مارتشيانو، الملاكم الوحيد الذي لم يهزم في الوزن الثقيل، غير أن مواطنه محمد علي كلاي والذي وافته المنية فجر اليوم السبت عن عمر ناهز الـ74 عامًا، بعد يومين من دخوله لمستشفى  بمنطقة فينيكس في أريزونا لإصابته بمشكلة في التنفس، أعظم ملاكم عرفته الحلبات وأحد اشهر الرياضيين في القرن العشرين.

maxresdefault

ويعد محمد علي كلاي الملاكم الوحيد الذي فاز ببطولة العالم للوزن الثقيل ثلاث مرات، واستمر على عرش لعبة الملاكمة لما يقرب من 20 عامًا، حقق خلالها الفوز في 56 مباراة منها 37 مباراة بالضربة القنية القاضية.

محمد علي كلاي صاحب مقولة "أطير كالفراشة وألدغ كالنحلة" ردد هذه المقولة حينما بلغ عامه الثاني والعشرين، ليتوج بطلًا للعالم على حساب مواطنه سوني ليستون. لم يكن كلاي يتنبأ بهزيمة خصومه فحسب، لكنه كان يتنبأ أيضا بتوقيت هزيمتهم، فكان يقول إنه سيهزمهم في جولة بعينها، وغالبا ما كانت تتحقق هذه التوقعات.

13340758_803668706400463_1134632003_o

وفي اليوم التالي أطلق على نفسه اسم كاسيوس اكس تيمنًا بزعيم المسلمين السود مالكولم اكس، وبعد أشهر اعتنق الإسلام وبات يعرف باسم محمد علي منذ ذلك الوقت. دافع كلاي عن قضايا المسلمين السود، وبات بمثابة الزعيم الروحي لملايين السود ورمزا للأمل والعزة والتحدي.

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2015-10-18 21:28:41Z |  |

وقف في وجه أمريكا العنصرية وقال: "أرفض اسم كاسيوس لأنه اسم يليق بعبد"، وعن ذهبيته في أولومبياد روما عام 1960 قال: "أنا لا أريد ميداية ذهبية، لأنني بالنسبة لأمريكا مجرد أسود اَخر يعود بالمجد لدولة البيض".

وفي عام 1967 رفض محمد علي كلاي الخدمة العسكرية في الجيش الأمريكي والقتال في فيتنام، فتمت محاكمته من قبل السلطات الأمريكية، فدخل السجن ومنع من ممارسة الملاكمة، قبل أن يرفع المنع عنه عام 1971.

وفي العام ذاته دافع عن لقبه ضد جو فرايزر في مباراة وصفها محمد علي نفسه بأنها "نزال القرن" وخسرها بالنقاط. قبل أن يستعيد لقبه بعد ثلاث سنوات في مباراة مشهودة ضد جورج فورمان أقيمت في كينشاسا عاصمة زائير عام 1974، عندما أنزل منافسه بالضربة القاضية في الجولة الثامنة، وثأر محمد علي لخسارته أمام فرايزر في مانيلا عام 1975، قبل أن يخسر اللقب ضد مواطنه ليون سبينكس عام 1978.

واستعاد محمد علي لقبه العالمي للمرة الثالثة (رقم قياسي) ضد سبينكس بالذات بعد سبعة أشهر. بعد ذلك مباشرة اعتزل الملاكمة. لكن فشله في إدارة أمواله التي جناها والحنين إلى رياضة الفن النبيل كانت حافزاً له للبس القفازين من جديد، فصعد إلى الحلبة وهو في الثامنة والثلاثين من عمره ليلقى خسارة ثقيلة أمام لاري هولمز بالضربة القاضية في الجولة الحادية عشرة  في تشرين الأول عام 1981.

ودفع محمد علي ثمن السنوات الطويلة التي أمضاها في عالم الملاكمة إذ أصيب بمرض الشلل الرعاش "باركينسون"، وإذا كان هذا المرض حد من قدرته الطبيعية؛ فإنه لم يثنه عن القيام بجهود كبيرة في خدمة الرياضة والإسلام والأطفال قبل أن ينال منه في النهاية.

klay

وتزوج كلاي على مدار حياته أربع مرات، وأنجب ستة أبناء، أربعة منهم من زواجه الثاني، واثنان من زواجه الثالث.

وكرم محمد علي كلاي من قبل اللجنة المنظمة لأولمبياد أتلانتا عام 1996 عندما أوكلت إليه إيقاد الشعلة الأولمبية فقام بذلك ويداه ترتجفان في مشهد مؤثر.

بلا شك سيخلد التاريخ اسم محمد علي كلاي كأسطورة ليس في رياضة الفن النبيل، بل أسطورة لمختلف الرياضات، وقدوة للأجيال الناشأة، وأسطورة إنسانية. محمد علي كلاي شخصية اسطورية وتاريخية بل هي شخصية خرافية، حعل من باقي الشخصيات الرياضية مهرجين مقارنة بما قام به طوال حياته، وكان حقًا أفضل شخصية رياضية عبر كل العصور.