مخيم اليرموك – قُدس الإخبارية (ليث طميزي): تتواصل الاشتباكات المسلحة بين تنظيم "داعش" وجبهة النصرة لليوم الـ 14 على التوالي في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي العاصمة السورية دمشق، متسببة حتى اليوم باستشهاد 8 لاجئين فلسطينيين، بينهم طفل.
وأفادت مصادر من داخل المخيم، أن مقاتلي "داعش" تمكنوا من التقدم على جبهة شارع الـ15 نحو مربع الأنصار، وباتوا يطوقون مقاتلي جبهة النصرة وحركة أبناء اليرموك الموالية لها في منطقة غرب اليرموك، مشيرة إلى تعرض عناصر الأنصار لعمليات قنص من قبل مقاتلي جبهة النصرة وأبناء اليرموك، أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم.
وكان تنظيم "داعش" قد سيطر على معظم أجزاء مخيم اليرموك العام الماضي، بعد اقتحامه له بمساعدة جبهة النصرة، قبل أن تنشب خلافات بينهما مؤخرًا إثر اتفاق بين التنظيم والنظام السوري يقضي بإخراج عناصر التنظيم من المناطق الجنوبية في دمشق إلى شمال سوريا برعاية من الأمم المتحدة.
وأشارت المصادر إلى مشارفة دور تنظيم الدولة على الانتهاء دون حسم لصالحه، بسبب خلافات بين أمراء التنظيم في منطقة الحجر الأسود التي يتخذونها معقلًا لهم، وذلك حول شرعية الاشتباكات الأخيرة على جبهة المخيم، فضلًا عن مطالبة بعضهم بالضغط على النظام لتطبيق الاتفاق الذي يقضي بانسحاب مقاتلي التنظيم إلى مدينة الرقّة شمالي سوريا.
هذا وأكدت المصادر ذاتها وجود درجة عالية من التنسيق اللوجستي بين "داعش" والنظام السوري، من خلال خروج مقاتلي التنظيم بشكل دوري إلى مستشفيات داخل دمشق لتلقي العلاج.
وقال أحد سكان حي القدم المجاور لمخيم اليرموك، إن عمليات القنص التي كانت تنفذها قوات النظام توقفت مؤخرًا باتجاه شارع الثلاثين، وذلك خلال اقتحامات عناصر "داعش" لغرب المخيم.
وأفاد أحد سكان مخيم اليرموك لـ قُدس الإخبارية، أن مقاتلي تنظيم الدولة باتوا يسيطرون على أكثر من 60% من مساحة المخيم، ويحاصرون عدة مناطق فيها، حيث لا يمكنهم الحركة داخل الأجزاء المحاصرة، أو مغادرة المخيم إلى القرى والأحياء المجاورة.
وأشار إلى أنه لوحظ انتشار عدد كبير من القناصة في عدة أحياء داخل المخيم، ما جعل بعض هذه الأحياء معرض للقنص بشكل كامل، مثل شارع فلسطين، الذي يعد من الشوارع الرئيسية في المخيم، حيث تعرض عدد من أبناء المخيم للقنص مؤخرًا.
وأضاف المصدر، أن المخيم يعاني من أوضاع معيشية وإنسانية واقتصادية صعبة للغاية، كما انخفض حجم المساعدات الغذائية والمياه التي يتم توزيعها من قبل لجان الإغاثة والهيئات الخيرية التي يتم توزيعها على أهالي المخيم في البلدات المجاورة.
في غضون ذلك، يستمر النظام السوري، والفصائل الفلسطينية الموالية له، بمحاصرة المخيم لليوم 1041 على التوالي، فيما يستمر انقطاع التيار الكهربائي منذ أكثر من 1102 يومًا، والماء منذ 591 يومًا، مخلفةً بذلك 186 ضحية فلسطينية جراء الحصار، وذلك وفقا لما تفيد به مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا.
