القدس المحتلة - قُدس الإخبارية: الخطورة تتفاقم يومًا بعد يوم في قرية "بدو" شرق مدينة القدس المحتلة، فالمستوطنون يستبيحون القرية ويعتدون على أهلها بشكلٍ يومي وتنظيم عسكري، بينما لا طاقة لهم بالرد أو الشكوى.
المستوطنون من سكان غلاف مستوطنات "كفار أدوميم، نوفي بورات، ألون ومتسبيه يريحو" وهن مقامات على أراضٍ شرق القدس المحتلة، يشكلون منظمة استيطانية تعمل بأوامر من سلطات احتلالية تسمى "لجنة مجلس مراقبة التجمعات" و"منتدى غلاف القدس".
وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن قيام مستوطنين من المجمع الاستيطاني "غوش أدوميم" بإنشاء وحدة شرطية "تطوعية" من أجل مكافحة ما وصفوه "استيلاء الفلسطينيين على أراضي المجمع الاستيطاني"، في اشارة الى منع الفلسطينيين البدو من اقامة منازل في مضاربهم.
وأعلن "منتدى غلاف القدس" التابع لتجمعات المستوطنين مؤخرًا، أن شرطة الاحتلال دربت وسلحت عناصر تنظيم المستوطنين، للقيام بدوريات ميدانية في حالات غياب الإدارة المدنية وأيام العطل والإجازات والأعياد.
وحسب أهالي قرية بدو فان المستوطنون يمارسون دورًا هجوميًا ورقابيًا، حيث يقتحمون بمركباتهم الصغيرة تجمعات البدو في المكان، وينتهكون خصوصيتهم بالتواجد حول مساكنهم خاصة أن البدو يسكنون خيامًا أرضية غير معزولة.
وأفاد جميل الحامدين أحد سكان القرية وناشطيها، أن مستوطني الغلاف أعلنوا تلقيهم تدريبًا عسكريًا من قبل جيش الاحتلال، لمنع ما وصفوه ببناء الفلسطينيين في المنقطة الواقعة بين مستوطنة "معاليه أدوميم" وأريحا، مما يجعلهم يشكلون "لجنة عسكرية" بحسب وصفه.
وأضاف لـ قُدس الإخبارية، أن المستوطنين المدربين يقومون بعمليات اقتحام شبه يومي للتجمعات البدوية القريبة من المستوطنات، إضافة إلى القيام بعمليات تصوير تشكل خطرًا أخلاقيًا على سكان التجمعات بالمنطقة.
كما تستبيح الطائرات الصغيرة التجمعات البدوية لممارسة الدور الرقابي والقيام بعمليات التبليغ عن السكان البدو لشرطة الاحتلال، في حال ادخال السلع ومواد البناء والمواد اللازمة الممنوعة من الدول بشكل قانوني عبر سلطات الاحتلال، بحسب الحامدين.
وأشار إلى أن فرق المستوطنين المدربة من قبل الجيش تستهدف الرعيان بالمنطقة وتضيق على الحياة العامة للسكان، مما يهدد المنطقة بالتهجير ورحيل سكانها تبعًا لتضييقات المستوطنين واستهدافهم، حيث يقدمون الشكاوى للشرطة في كل محاولة منهم لتحسين ظروفهم المعيشية وتأمين لقمة عيشهم.
تنطوي خطورة هذه الخطوة في متابعة حكومة الاحتلال ومراقبة نشاط شرطة "بلاك ووتر" المستوطنين وما يسمى دورياتهم الميدانية، التي قد ترتكب جرائم تطهير عرقي ضد المواطنين الفلسطينيين البدو بغطاء رسمي من سلطات الاحتلال بحجة منعهم من البناء في المنطقة، التي يعمل الاحتلال على تهويدها وتحويلها الى مجال حيوي خالص للمستوطنات فيما يسمى غلاف القدس وصولًا الى مناطق الاغوار الفلسطينية.
يشار إلى أن أكثر من 9 آلاف فلسطيني يعيشون في 23 تجمع بدوي بشرق مدينة القدس، يمثلون شعرة معاوية في التواجد الفلسطيني الصامد أمام محاولات تهويدات القدس، وهم مهددون بشكل حقيقي لاعتداءات المستوطنين التي تخطر بترحيلهم.