شبكة قدس الإخبارية

صور| حُلم الشهيد بهاء عليان يصل غزة

٢١٣

 

هدى عامر

غزة- قُدس الإخبارية: يقتفون آثار الحُلم، هذا ما سار لأجله مئات الشبان والفتيات حاملين كتبهم المفضلة وكوفيتهم الفلسطينية ينسجون "سلسلة القارئ الفلسطيني" وسط ميناء غزة، امتدادًا لفكرة الشهيد بهاء عليان من القدس المحتلة، مؤكدين أن الفكرة لا تموت سيما لو كانت فكرة شهيد.

ولأن الذين قضوا لأجل الوطن كانوا يحملون الفكرة ويؤمنون بالفكر، كان لزامًا على اللاحقين الذين عجزوا أن يقتفوا أثر الشهادة أن يدعموا الفكرة ويربون الحلم، فكل من أتى كان يحمل في قلبه ليس حبًا للقراءة فقط، إنما للشهيد الذي أحبها كذلك، لذا كانت التحية الوطنية للشهيد بهاء عليان تحية السلام في فعالية اليوم.

لينا اسليم صاحبة فكرة فعالية سلسلة القارئ الفلسطيني تقول إن ما جعلها تعلن عن اقامة الفعالية بغزة هو اقتناعها بأن اكمال طريق الشهداء هو نوع من المقاومة التي لم تكن يومًا حكرًا على الأسلحة والرشاشات، مضيفة أن اكمال حلم الشهيد وتنميته هو مواصلة لفكرة الشهداء ومقاومتهم

وأضافت لـ قُدس الإخبارية، "استوحيت الفكرة بعد سماعي بسلسلة القارئ في القدس التي أقامها الشهيد بهاء عليان حول أسوار المسجد الأقصى، كما أقيمت عدة سلاسل للقراء في الضفة، وهو ما أثار فضولي وقررت أن أقيم سلسلة هنا في غزة لإكمالها في الشق الآخر من الوطن، وحتى لا يكون الشهداء مجرد أرقام ولتعزيز ثقافة القراءة وإبراز أن قطاع غزة يفتقر للمكتبات العامة".

وكانت اسليم (16 عامًا) أعلنت منذ أيام عن انطلاق فعالية سلسلة القارئ الفلسطيني بغزة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولاقت تفاعلًا كبيرًا جدًا من الجمهور الالكتروني، حيث قالت إن "تشجيع العائلة والأصدقاء هو ما دفعني للقيام بالفعالية على الرغم من صغر سني"

وأردفت، "بجهود ذاتية تمامًا، أردنا أن نقدم شيئًا للوطن دون مساندات رسمية أو مؤسساتية وبمساعدة بعض الأصدقاء المقربين،حيث أقمت مع زملائي "مجدولين حسنة، ومجد بدير" دعوة على الفيس بوك في الـ21 من شباط الماضي لجمع أكبر عدد من المشاركين، مضيفة، "تفاجئنا بتزايد حجم التفاعل في أقل 24 ساعة، حتى وصل العدد إلى أكثر من ألفي شخص".

وعلى غير المتوقع في الفعاليات الاجتماعية التي برزت مؤخرًا من الفرق الشبابية والمؤسسات بغزة، كان التفاعل أكبر من المتوقع والمأمول هذه المرة، فقد اجتمع المئات من المشاركين من كافة الأعمار حتى من طلبة المدارس والأطفال تمام الثالثة من عصر الخميس لتبدأ الفعالية التي توشحت بالكوفية الفلسطينية والكتب الثقافية، وهو ما لم تشهده غزة مسبقًا.

ووتضمنت الفعالية عرضًا للأناشيد الوطنية ولوحات فنية مجمعة تكون صورة الشهيد بهاء عليان، إضافة إلى لوحة رسمها الفنان أسامة اسبيتة، ولافتات تؤكد السير على نهج الشهداء، بينما يحمل المشاركون كتبهم المتنوعة التي غلب عليها الطابع الوطني والأدبي لا سيما قضايا الأسر وأدب السجون.

أحد المشاكين في الفعالية محمد مصطفى قال " إن تواجدي هنا لأني أدعم فكرة الشهيد بهاء التي لطالما طالبنا بها لتكون أمة اقرأ قارئة فعلًا، فيما أكدت إحدى المشاركات أنها جاءت من جنوب القطاع لتوصل رسالتها للعالم بأننا ما زلنا  نحمل الفكرة وإن رحل أصحابها كنا جميعًا حملة لها.

لينا الطويل (23 عامًا) مشاركة في سلسلة القراءة تقول إن فكرة الفعالية جميلة بالرغم من احتياجها لتنظيم أكبر، مؤكدة أنها تؤيد دعمها لتكرار هذه الأفكار في مرات لاحقًا فهي إحياءٌ لحلم شهيد سيكون فرحًا جدًا بجيلٍ واعي ومثقف، وهذه مقاومة بأضعف السبل.

روح بهاء تجلت اليوم في غزة، طافت المكان وانغرست في روح كل من حضر أقسم أنهم لم يخلفوا وعده وأن الوطن لن يكون وحيدًا بعده، وكأنهم قالوا بصوت واحد " أهلًا بهاء، لقد وحدت فكرتك الوطن اليوم، حلمك يمتد من القدس إلى غزة"

ق1ق2ق3ب2ب3ب4