لم يكن أحد قبل بدء الدوري الإيطالي لكرة القدم لهذا الموسم، يتوقع أن يصل الجولة الـ 25 ويكون يوفنتوس بطل الدوري في آخر 4 مواسم في المركز الثاني، كما لم يكن يتخيل أحد أن يصل الدوري لهذه الجولة ونابولي في صدارة الكالتشيو.
وبالعودة إلى بداية الموسم نجد أن اليوفنتوس ونابولي كتبوا في البداية فصولاً من الخسائر والتعادلات، فيوفنتوس حقق أسوأ بداية موسم في تاريخه الممتد على مدار 118 عامًا، ليقصيه الكثير من المتابعين الرياضيين عن حسابات المنافسة، باستثناء العارفين بتاريخه وشخصيته وحاضره، وحدهم أبقوه في حسابات المنافسة.
وكان نابولي كذلك قد حقق الخسائر والتعادلات في أول 5 جولات ليستثيه كذلك الكثيرون من حسابات المنافسة، إلا من كان يؤمن بقوة نابولي وقدراته ومن كان يعرف أن من تصدروا الدوري في بدايته إنما تصدروه لا لقوتهم بل لتراجع المنافسين.
وإذن كان أكثر المتابعين يستثني الناديين من صراع اللقب، بل هناك من وصلت به الأمور حد السخرية بالقول أنهما ينافسان فروسونوني للنجاة من الهبوط والبقاء في الدوري الإيطالي (السيري أى).
ثم حقق نابولي ويوفنتوس صعودًا ملفتًا وكبيرًا في جدول ترتيب الكالتشيو، فانتقلا من مؤخرة الترتيب إلى قمته، فحقق يوفنتوس 14 انتصارًا متتاليًا بدايتها كانت من ديربي ديلا مولي والفوز على تورينو مرورًا بروما وميلان وفيورنتينا وصولًا لفروسونوني، وعشاقه يمنون النفس أن يكون نابولي الضحية الـ 15 في سلسلة الانتصارات هذه.
أما نابولي فلم يكن بحاجة إلى كل تلك الانتصارات، فوضعه كان أفضل نسبيًا من اليوفي، إذ وصل القمة مع نهاية الجولة 16 من الكالتشيو وبقي فيها حتى اليوم، وجماهره كلها تتمنى أن لا يفقد الصدارة هذه الليلة لصالح اليوفي في يوفنتوس ستاديوم.
الليلة وفي تمام الساعة العاشرة إلا ربع بتوقيت القدس الشريف سيطلق الحكم الدولي الإيطالي دانيلي أورساتو صافرته ليعلن عن انطلاق لقاء الصدارة وقمة الكالتشيو بين يوفنتوس ونابولي في تورينو، حيث يسعى يوفنتوس للانقضاض على الصدارة ويسعى نابولي للحفاظ عليها.
هي جولة اللقب كما يراها البعض، ولست منهم، فبعدها هناك 13 جولة ب 39 نقطة، وبالتالي فإن مباراة الليلة هي جولة الموسم نعم من ناحية القوة والإثارة والتنافس لا من ناحية حسم اللقب.
الليلة يلتقي الجنوب بالشمال، الفقراء بالأغنياء، وتعود ذكريات مارادونا نابولي وبلاتيني اليوفي، تعود ذكريات بادجيو و زولا، ذكريات ديل بيرو ولافيتسي من خلال ديبالا هغواين ابنا التانغو الأرجنتيني.
ومن مفارقات الحياة وعجائب الدنيا أن سكان نابولي، والذين يعشقون نابولي بجنون ويكرهون يوفنتوس حتى النهاية، منهم الكثيرون ممن عاشوا في تورينو ويشجعون اليوفي، فكم من نابوليتانو عمل في مصانع شركات الفيات ومع مجموعة شركات إكسور، كما إن الكثيرن من سكان تورينو من يتمنون هزيمة اليوفي، لا لشيء سوى أنهم من عشاق الفريق الثاني في المدينة التورو، أو هم من عشاق نابولي وسكان تلك المدينة لكنهم يسكنون تورينو بسبب العمل.