شبكة قدس الإخبارية

أزمة الغاز .. حقيقة أم مخاوف وهمية ؟!

شذى حمّاد

رام الله- قُدس الإخبارية: خلال اليومين الماضيين، استنفذت معظم محطات الغاز في الضفة ما تملكه من اسطوانات غاز، جرّاء زيادة الطلب بسبب الأوضاع الجوية، ونقص توريد الغاز لها من سلطات الاحتلال منذ بداية العام الحالي.

فهل تعاني فلسطين من أزمة غاز حقيقة أم أنها مجرد تخوفات وهمية توارد الأهالي؟ هل ما يضخه الاحتلال للسوق الفلسطيني يكف حاجاته؟ وهل سيرتفع ثمن اسطوانة الغاز في الأيام المقبلة؟

صاحب محطة شركة الغاز في قرية جفنا شرق رام الله، محمد رافق، بيّن أن شركته والتي تغذي معظم قرى محافظة رام الله الشرقية، تعاني منذ بداية العام من نقص كبير في كميات الغاز التي تصلها من الاحتلال في ظل زيادة طلب الشارع الفلسطيني على الغاز.

وأضاف لـ قدس الإخبارية،  أنه يوميًا يصله من الاحتلال بالعادة (700) اسطوانة غاز  وأحيانا (1100) اسطوانة غاز، فيما يبلغ استهلاك شركته ما يقارب أربعة آلاف اسطوانة غاز، "الوضع اليوم في الشركة سيء جدا، معظم الموزعين والوكلاء أوقفوا مركباتهم أمام الشركة بانتظار وصول كميات جديدة من الغاز"، مؤكدا،" لا أملك في الشركة اسطوانة غاز واحدة".

وعن احتمالية ارتفاع سعر اسطوانة الغاز البالغة (52) شيقل، أكد على أنه وحتى الآن لم يطرأ أي ارتفاع على ثمن اسطوانة الغاز، فيما يتخوف الأهالي من ارتفاع ثمنها بالأيام القادمة إذا تواصلت الأزمة، لافتًا أنه منذ أكثر من (20) يوم لا يمتلك أي إجابة واضحة من السلطة التي تقول دائما أن التأخير من قبل الاحتلال وبسبب بواخر النقل.

أما مالك محطة البيرة لتوزيع الغاز، مصطفى الطريفي أوضح أنه ومنذ بداية العام الجاري ويوجد نقص ملحوظ في توريد الغاز، حيث ما يصل للشركات الفلسطينية والوكلاء لا يكف حاجات الشارع الفلسطيني.

 وأكد الطريفي لـقُدس الإخبارية، على أن ما يحصل غير مبرر، وما يعاني من الشارع الفلسطيني من أزمة غاز ليس من الأمس بل من ثلاث سنوات وذريعة هيئة البترول دائما هو تأخر البواخر.

وأوضح أنه في الوضع الطبيعي فشركته تستهلك 45 طن من الغاز يوميا، إلا أنه لم يصلها بالأيام الأخيرة إلا (10-15) طن فقط، مضيفا أن الشركات تحاول توفير الخدمة اللازمة للمواطنين وهي تعمل (24) ساعة إلا أن نصان كميات الغاز يعطل عملها ويهددها بالإغلاق.

ولفت إلى أنه يوجد (26) محطة غاز في الضفة، ضمنهم ست محطات في رام الله، مؤكدا أن جزء من هذه الشركات تعطلت بشكل كامل بسبب نقصان كميات الغاز، قائلًا "على كل واحد أن يقف عند مسؤوليته، نقصان أسطوانات الغاز أمر خطير يهدد مزارع الدجاج والمشافي، وإذا تفاقمت سيشكل أزمة صعبة وخانقة".

من جهته، نفى نائب رئيس هيئة البترول، محمد أبو بكر ، وجود أزمة غاز في ضفة وغزة، مؤكدا على أن ما يدور هو شيء طبيعي نتيجة الحالة الجوية التي تعيق وصول البواخر التي تنقل الغاز لميناء أسدود.

وأكد لـ قدس الإخبارية، أن نقل الغاز في البواخر هو أمر معقد وخطير، ويستغرق وقت طويل وخاصة في الاجواء الجوية الغير مستقرة حيث يعيق ارتفاع الموج حركة البواخر ووصولها للموانئ.

وبين أبو بكر أن ما تنتجه مصفاتي حيفا وأسدود يتم استغلاله من الاحتلال وتزود به الضفة وغزة، لتسد 30% من الحاجة فقط، ويتم استيراد 70% من الخارج، وقال أنه يوجد باخرتين تحملان ما يقارب ستة آلاف طن من الغاز من المتوقع أن تصل خلال أيام قليلة ميناء أسدود.

وأضاف أنه يوم الخميس الماضي تم توزيع 500 طن لمحطات الغاز في الشفة، كما تم توزيع الكمية ذاتها يوم الجمعة، مشيرا إلى أن السوق الفلسطيني يحتاج يوميا 45 ألف اسطوانة غاز.

وأكد على أن حالة الهلع التي سادت في الشارع الفلسطيني، بسبب الأحوال الجوية خلقت إلحاح لدى المواطن للحصول على عدة اسطوانات غاز فوق حاجته، مشيرا أن الإقبال الكبير على اسطوانات الغاز لا ضرورة له وخاصة أن سوء الأحوال الجوية يمتد لأيام قليل فقط.

فيما ناشدت أمين سر جمعية حماية المستهلك في رام الله، رانيا الخيري، الأهالي بالاقتصاد بشراء اسطوانات الغازي وباقي المنتجات، وعدم الإقبال بشراهة على السوق، مضيفة  أن إقبالهم على اسطوانات الغاز والشراء بشكل مضاعف أدى لنقصها في السوق، مطالبة إياهم الشراء بطريقة معقولة وبكميات صغيرة، والتفكير بالغير.