شبكة قدس الإخبارية

منذ خمسين يومًا .. "فضل" يعتصم أمام وكالة الغوث ولا مُجيب!

هدى عامر

غزة-خاص قُدس الإخبارية: خمسون يومًا هو عمر الانتفاضة التي انتفضها "فضل" على واقعه مطالبًا بالتغيير، على أملٍ هذه المرة بأن يحتويه بيتٌ صغير ينطلق منه لينتفض نحو الوطن الأكبر.

"فضل شاكر عبد ربه أبو كلوب" لاجئ فلسطيني من مدينة هربيا المحتلة عام 1948م، يعيش في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، منذ ما يزيد عن عشرين عامًا في بيت مستأجر يحتوي عائلته المكونة من 10 أفراد.

مؤخرًا قرر فضل ألا يسكت، معلنًا انتفاضته الخاصة، لكنه حاول أن يأخذ بنصيحة أولئك السلميين فلا سلاح عنيف في انتفاضته، كل ما لديه من أساليب تتخلص في "وقفة لا تراجع عنها"، من حينها – منذ خمسين يومًا تقريبًا – وفضل يقف معتصمًا أمام مقر وكالة الغوث غرب مدينة غزة.

إلى يمين البوابة الرئيسية يحجز فضل وزوجته وابنه وزوجته والأبناء مكانهم لما يقارب الشهرين فهم الذي اعتادوا أن كل الأرصفة وبيوت الآخرين كانت مأوىً، والآن هذه خطوات أخيرة للحالة التي لا يجب أن تستمر.

منذ عشرين عامًا يسكن فضل بيتًا صغيرًا لا يكفيه وعائلته التي تعاني الأمرين، لكن الحاجة وضيق ما في اليد قد زاد الحال سوءًا فوق سوئه، يقارن هو "كنا زمان نشتغل وقادرين نسكن بيوت ايجار بالمخيم ونعيش ونعتاش، الآن لا عمل ولا مال وبالتالي أنا أفقد مأواي المستأجر لأني لا أملك مالًا"

"سأصفى في الشارع" هذه هي النتائج التي فرضها الواقع، منذ شهور يهدد صاحب الملك بانتزاع ملكه لعدم تسديد مبالغ الايجار المستحقة، متسائلًا " زوجتي المريضة هذه، وين أخليها ؟!"ـ حيث تعاني زوجته من أمراض مزمنة وشلل يمنعها من الحركة.

"قبل أن تغادر الطيور أعشاشها، يأتي فضل الذي لا عش يحتويه، إلى مقر الوكالة صباح كل يوم مغادرًا المكان في ساعات المساء فيما يبقى ابنه نائمًا في المكان لا يغادره، على هذه الحالة منذ ما يقارب الشهرين ومستمرون إلى حين أن "تجد الوكالة لهم حلًا، لا أن ترد عليهم فقط"

وحول ردود وكالة الغوث على مطالبه، أوضح فضل أنه تلقى وعودًا من الوكالة بالنظر في أمره ومساعدته على أن يتواجد الحل بخصوصه في الأول من كانون أول الحالي، لكنها كما هو المُشاهد لم تزل وقفته مستمرة ومطالبه مستمرة ولم تغيّر الوكالة واقعه كما وعدته، فكل ما يطلبه فكل ما يطلبه فضل هو توفير بيت حتى لو كان أقل من مائة مترٍ للسكن.

وأضاف لـ قُدس الاخبارية، كنت تقدمت بطلبٍ للوكالة بتوفير مأوى يحتويني وأنا لاجئ ضمن كشوفاتها، لكنها ومنذ سنوات لم تنظر في أمري، مع العلم أنها ساعدت أخرين كنت قد سجلت في فترتهم وحالتهم أفضل نوعًا ما من حالتي، مشيرًا إلى أن الوكالة لم تنظر في أمره بحجة سكنه في بيت مستأجر، فيما هي ساعدت أصحاب الأملاك غير الصالحة للسكن، ما اعتبره فضل وعائلته "معادلة غير عادلة!"

كنّته (زوجة ابنه) في العشرينات من عمرها كانت تجلس بجواره تنادي على أطفالها بدت هادئة في البداية لكنها سرعان ما أتعبها الصمت وانفرجت تشكي الحال والأحوال فهي مريضة وزوجها أصابته حروق بالغة غطت غالبية جسده وأطفالها الصغار يعانون أمراضًا في الكبد، تحتاج أسرتها الصغيرة وحدها إلى أكثر من 3000 شيكل للعلاج كل شهر.

فضل يعمل فني أجهزة كهربائية بطريقة مفرقة، وبشكل غير منتظم حسب ما يتوفر من عمل، بمردود بسيط، يقدّره فضل بـ "20-30 شيكل أسبوعيًا" متسائلًا "هل يكفون العلاج أم الطعام أم تسديد إيجار المنزل قبل أن نطرد، هل ننتظر أن نموت جوعًا ونحن مشردين ؟!

ليس لديه ما يخسره، فهو الذي لم يمتلك شيئًا في الحياة أصلًا، يعقد الرجاء على أن يُنظر في أمره وأن يجتمع مع عائلته في بيت يرفع عنه عناء الايجار وقلة ما في اليد والمرض، قائًلا "لن أتراجع عن مطلبي ولن أغادر مكاني ولن أمِل ولن أرحل حتى إيجاد حل لي فليس لدي ما أخسره وأريد حقي كلاجئ فلسطيني"