رام الله – خاص قُدس الإخبارية: تتجلى مظاهر الفشل الإسرائيلي في قمع أحداث الانتفاضة القائمة واستعادة الهدوء، في تخبط التقديرات الأمنية الصادرة عن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، ومن خلال الأوصاف التي يطلقها الإعلام الإسرائيلي للواقع الذي أصبح يشكل عقدة أمنية للاحتلال، قد تعيده إلى المربع الأول والجلوس مع الفلسطينيين، أو أن يصعّد لترجيح سيناريو انهيار السلطة الفلسطينية.
فشل إسرائيلي
كتب الصحافي الإسرائيلي في موقع "واللا" الإسرائيلي آفي يسخروف، أنه حان وقت العودة إلى محادثات مع الفلسطينيين، مضيفا "هناك ثمن باهظ لإدارة الصراع علينا أن ندفعه من الدم، ولكن الحقيقة أن فقاعة إدارة الصراع انفجرت في وجوهنا"، مؤكدا أن الثمن الذي يدفعه الإسرائيليون في تزايد مستمر مع استمرار أحداث الانتفاضة.
ويضيف يسخروف، "المقاومون الفلسطينيون لا يمكن توقعهم، فهم من كافة الأعمار ومن كل المناطق الفلسطينية والمخيمات، والكارثة أنه لا وجودلخطوات جدية لوقف الأحداث"، فمنذ ثلاثة أشهر و"إسرائيل" تعيش حالة غريبة من العمليات والقتل.
بينما قال أمير بوخبوط الصحافي في ذات الموقع، إن الصراع الذي تخوضه "إسرائيل" مع الفلسطينيين في الضفة والقدس يعيد إلى أذهان الجنود الإسرائيليين ذكرياتهم قبل حرب لبنان الثانية مع حزب الله، مساويا بين الحالتين من حيث الارتباك الأمني والنفسي، والضغط الذي يشعر به جنود الاحتلال كالعمل لساعات طويلة وصلت إلى 18 ساعة يوميا بشكل متواصل، ويقول، "الجيش بحاجة لايجاد حلول مبتكرة للتغب على الفلسطينيين".
وذكر تقرير إسرائيلي أن قيادات الجيش حضرت خلال الأسبوع الماضي إلى مناطق الضفة المحتلة، وأجرت اجتماعات ميدانية لمعالجة ما أسموه عقدة العلمليات الفلسطينية.
وفي ذات السياق علق مراسل موقع "واللا" بحالة من التعجب، "هناك قرابة 20 وحدة عسكرية إسرائيلية تعمل في الضفة خلال الفترة الأخيرة، نفذت مئات عمليات الاعتقالات، اعتقل خلالها 970 فلسطينيا، إضافة إلى مئات الاقتحامات والحواجز، هناك دورية عسكرية كل خمسة دقائق على طريق 60، تم أخذ كافة الاجراءات، وكانت التوقعات تشير إلى الهدوء، إلا أن الواقع كان معاكسا تماما".
التصعيد مستمر
من جانبه صرح وزير جيش الاحتلال موشيه يعالون حسب القناة العاشرة، بأنه ليس لديه تقدير واضح حول انتهاء الأحداث الحالية، وقال " لدينا موجة من الرعب سترافقنا في الأيام المقبلة، نحن بحاجة لإعداد أنفسنا لأي سيناريو قادم، ولا نعرف متى ستنتهي الأحداث"، مؤكدا أن حكومة الاحتلال تعتمد على سياسة الردع للتعامل مع الأحداث الحالية.
أما الجنرال احتياط نمرود ألوني فقال وفقا لما نقلت صحيفة "معاريف"، "السؤال يكمن إن كان هناك إمكانية للانتصار على الفلسطينيين،وهو ليس سؤالا عسكرياً، وإنما سياسيا"، أي أن المستوى السياسي الإسرائيلي هو من يفترض الاجابة على هذا السؤال، على اعتبار أنه من أوصل الإسرائيليين لهذه الحالة. ويشير ألوني إلى أن العمليات الفدائية تحظى بتأييد واسع في الشارع الفلسطيني.
وحسب موقع "واللا" فإن أفضل الطرق الموجودة حاليا، هي العودة إلى المحادثات مع السلطة الفلسطينية، وبدء مفاوضات سلام جديدة، لأن كل الحلول الأخرى ستحاول تهدئة الأوضاع، ولا يبدو أنها قد تنجح في ظل تصاعد الأحداث الدارماتيكي.
انهيار السلطة
ساد الحديث في الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية مؤخرا، عن أسلوب التعامل المقبل مع السلطة الفلسطينية، وحول الاجراءات التي قد تقبل عليها "إسرائيل" بشأن السلطة، خاصة إذا ما أوقفت السطلة التنسيق الأمني، كما نادت بعض قيادات حركة فتح والسلطة.
السيناريو الأول؛ عنه المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، بضرورة تقديم مساعدات عسكرية للأجهزة الأمنية في الضفة، تتضمن السلاح والذخيرة والمركبات المحصنة، بالإضافة إلى زيادة عدد التصاريح الممنوحة للعمال الفلسطينيين للعمل في الداخل المحتل، والسماح للفلسطينيين البناء في المناطق المسماة سي "C"، إضافة إلى إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، بهدف تهدئة أحداث الانتفاضة الحالية.
السيناريو الثاني؛ نشرته صحيفة "هآرتس" وتحدثت فيه عن أن "إسرائيل" تدرس بجدية احتمال انهيار السلطة الفلسطينية، وكيفية التعامل مع الوضع الفلسطيني إذا ما تحقق ذلك، وخاصة بعد فشل زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأخيرة للمنطقة.
وأضافت الصحيفة، "الموضوع طرح بجدية خلال جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، بينما أعرب بعض الوزراء أن انهيار السلطة يصب في مصلحة إسرائيل".
وأشارت "هآرتس" إلى أن أسباب ذلك كله تكمن في انتهاكات الاحتلال المستمرة، وشعبية الرئيس محمود عباس المنخفضة – حسب قولها، بالإضافة للأزمة الاقتصادية الفلسطينية. وفي ذات السياق، لم تخف الجهات الأمنية الإسرائيلة تخوفها من تداعيات انهيار السلطةأمنيا ومدنيا، واصفة اياها بالخطيرة على دولة الاحتلال.