جنين - قُدس الإخبارية: في الوقت الذي تواصل فيه سلطات الاحتلال تطبيق نظام الاعتقال الاداري كآخر كيان في العالم ينفذ هذا النظام، فإنها تنفذ أيضا نظاما انتقاميا وغير إنساني شبيها لكن بالعزل الانفرادي، مستهدفة به الأسير نهار السعدي (43 عاما) من جنين.
ويقضي الاسير السعدي حكما بالسجن لأربعة مؤبدات إضافة لـ (20 عاما) أخرى، وقد نقل منذ 29 شهرا (عامين وخمسة أشهر) إلى العزل في سجن "إيشل"، بذريعة أنه يشكل خطرا على الأمن ويوجد بحقه ملف سري، ومنذ ذلك الحين يجدد الاحتلال اعتقاله كل ستة أشهر.
وحقيقة عزل السعدي ترجع إلى اتهامه من قبل سلطات الاحتلال بالمشاركة من خلف القضبان في التخطيط لعملية خطف جندي ينفذها أشخاص خارج السجن، لكنه رفض الاعتراف بهذه التهمة رغم التحقيق معه بأساليب قاسية.
وأكد الأسرى في رسالة سابقة بعثوها من سجن "ريمون"، أن الاحتلال خلال التحقيق مع الأسير السعدي هدده بالعزل الانفرادي واعتقال والده ووالدته.
ويشبه عزل السعدي نظام الاعتقال من حيث الذريعة وأسلوب التجديد، حيث يبرر الاحتلال تجديد الاعتقال أو تجديد العزل بوجود ملف سري، كما يجدد العزل أو الاعتقال كل ستة أشهر لستة أشهر أخرى، وهو الأسلوب ذاته المستخدم في نظام الاعتقال الإداري.
وقال محامي نادي الأسير بعد زيارته للسعدي اليوم الثلاثاء، إن الأسير يعاني من وضع صحي صعب يتفاقم مع ظروف العزل والإهمال الطبي الذي يواجهه، مضيفا، أنه يشكو من التواء في العمود الفقري ويحتاج لعملية جراحية يرفض الاحتلال إجراءها له، كما يعاني من مشاكل في المعدة منذ أكثر من 10 سنوات ويحتاج لعملية منظار.
وكان السعدي قد خاض إضرابا عن الطعام استمرّ لـ(28) يوماً في شهر تشرين الثاني من العام الماضي مطالباً بالسماح لوالدته بزيارته، وعلّقه بعد السّماح له بإجراء مكالمة هاتفية معها، ومنذ ذلك الحين سمح لوالدته بزيارته لمرة واحدة فقط، وكانت خلال شهر آب المنصرم.