شبكة قدس الإخبارية

اسراء لم تذهب للمدرسة لأنها كانت في التحقيق

شذى حمّاد

رام الله – خاص قُدس الإخبارية: دق جرس المدرسة وما زالت حقيبة اسراء الوردية بجانب باب المنزل حيث تضعها كل ليلة متشوقة للذهاب لمقعدها الدراسي، فاسراء (6 سنوات) تخضع للتحقيق خارج منزلها محاطة بعدد من جنود الاحتلال، منزلها محاصر، والرصاص الحي ما زال يدوي في محيطه.

ففي صباح اليوم الثلاثاء، حاصرت قوات معززة من جيش الاحتلال منزل المطارد فرج موسى شقيرات (42 عاما) في بلدة سلواد قضاء رام الله، مطلقة صليات متواصلة من الرصاص الحي، ونداءات عبر مكبرات الصوت طالبة منه تسليم نفسه، رغم أنه حسب عائلته لم يكن في المنزل، ومن كان فيه هم أطفاله الثلاثة وزوجته.

تقول الطفلة إسراء لـ قُدس الإخبارية، "كانوا يصرخوا علينا، وكسروا التخوت (أسرّة النوم)، وكانوا يسألونا عن سلاح وعن مصاري"، مضيفة، "فتشوا حقائبنا المدرسية، ودخلوا غرفتنا وكسروها، عجبوا على بيتنا (دمروه)".

وتروي إسراء أن جنود الاحتلال اقتادوها خلف المنزل وبدأوا بطرح الأسئلة عليها بعد إعطائها علبة من العصير، "سألوني عن مكان والدي، وعن الأسلحة، كنت خايفة كثير وعيطت"، وأضافت، "طلبوا منا أن نرفع أيدينا، وكنت خايفة يطخونا، لأنهم كانوا يطخوا كثير".

من جانبه، يروي الطفل محمد (10) أعوام لـ قُدس الإخبارية، أن ضابط الاحتلال المعروف باسم "رؤوف" اقتاده خارج المنزل وحين طلب منه ارتداء حذائه، رفض وجره بالقوة.

ويضيف، "سألني عن أبوي عدة مرات وحكتله أنه في الشغل وأنه يجب أن يصدقني، فقال قول الصحيح سأصدق"، قلت للضابط أنه لازم أروح للمدرسة لأنه عندي امتحانات ولكن ما سمعني".

وأكد محمد أن ضابط الاحتلال ومن معه من جنود حاولوا الضغط عليه عدة مرات وأجبروه على جلوس القرفصاء ووجوه السلاح نحوه.

 ابتسام نصار زوجة فرج قالت لـ قُدس الإخبارية، إنها كانت تعد الفطور لأطفالها قبل أن تنطلق زخات الرصاص في محيط المنزل، ويبدأ جنود الاحتلال بالصراخ والتهديد بتفجير الأبواب واقتحام المنزل بالقوة.

وتضيف، "سمعت صوت اطلاق النار في محيط المنزل ولم أكن أعلم ما يحدث، فأنا كنت أحضر الإفطار والأطفال يحضرون أنفسهم للذهاب إلى المدرسة"، مبينة، أن حصار المنزل بدأ الساعة الخامسة صباحا واستمر حتى الساعة الثامنة صباحا.

وتوضح ابتسام، أن قوات الاحتلال اقتحمت المنزل وأخرجتها والأطفال منه قبل أن تداهم الغرف وتخضعها للتفتيش وتخرب محتوياتها، مشيرة إلى أن ضباط الاحتلال تناوبوا على التحقيق مع الأطفال موسى (12عاما) ومحمد(10 أعوام) واسراء (6 أعوام) كل منهم بشكل منفرد، حيث منعوها من حضور التحقيق الذي كان يجري بعيدًا عن الأنظار والمسامع.

وتابعت، "أخذوا اسراء إلى الخارج وأخضعوها لتحقيق طويل، رفضوا أن أكون لجانبها، ولم أعلم عن ماذا سألوها فقد احتجزوني في إحدى غرف البيت، لكني علمت من أطفالي أن معظم الأسئلة كانت تهدف لاستنطاقهم بمكان والدهم ومعلومات عنه".

وانتهى حصار الاحتلال لمنزل العائلة دون اعتقال فرج أو العثور على السلاح المزعوم، علما أن فرج أسير محرر اعتقل سابقا لعامين، وجريح أصيب برصاص الاحتلال في قدميه ما جعله غير قادر على ممارسة أي عمل مجهد.