غزة - خاص شبكة قدس الإخبارية
يحيل الانقسام الداخلي الذي تعانيه حركة فتح في قطاع غزّة إلى حالة من البؤس. إذ يتجسّد في أي مناسبة تخصّ الحركة إلى إشكاليّات تصل حدّ العراك والاعتداء بالضرب، أحياناً، بين عناصر فتح، كان آخرها يوم أمس، عندما قرّرت اللجنة المركزيّة للحركة في القطاع أن تعقد مؤتمرها الخاصّ في الانتخابات الإقليميّة المؤجّلة بسبب هذه الإشكاليّات.
تختلف الروايات حول أسّ العراك الذي وقع خلال انعقاد المؤتمر في مدينة خانيونس، واتّهم عاطف شعت وهو أمين سر إقليم سابق في حركة فتح، اتّهم القائمين على المؤتمر بتدبير ما حدث من خلال الاستعانة برجال الأمن لفضّ المؤتمر واعتقال بعض العناصر المحسوبة على "فتح الشرعيّة" – حسب تعبيره – كما منعهم الدخول إلى القاعة والاعتداء على بعضهم بالضرب ما أسفر عن إصابة 12 شخصاً بجروح متفاوتة.
ويرى شعت أن هناك تنسيق واضح بين كلّ من الأمن الداخلي والقائمين على المؤتمر كون الأمن يمنع في الأوقات العاديّة عقد أي من المؤتمرات الخاصّة بفتح إلا أنه اعتبر هذا استثناء. ويضيف: "الاعتداءات استهدفت أبناؤنا بالدرجة الأولى، والاعتقالات أيضاً، بينما لم يتم اعتقال أي شخص من المحسوبين على القيادي المفصول محمّد دحلان"، ويتابع: "لم يكن هناك مسار قانوني أصلاً لإجراء الانتخابات، ولكننا تجاوزنا هذه الأمور إلى أن تم منع مرشحينا من دخول قاعة المؤتمر مع العلم أن المرشح لديه عضوية وبطاقة دعوة أي لا حجة لهم فيما يدعون".
ويشير شعت إلى أنهم رفعوا مجريات الأمور للقيادة في حركة فتح، للبحث فيما يجري. ويؤكد أن جل المصابين في العراك هم من أبناء الحركة المحسوبين على فتح أبو مازن -وفق قوله- أي أنهم في محل المعتدى عليهم.
وفي رواية أخرى، يقول محمود النجار وهو أمين سر حركة فتح في إقليم خانيونس، ومسؤول المخابرات السابق في الإقليم، إن المسألة بدأت منذ عام ونصف، مشيراً إلى أن ذات المجموعة التي أحدثت الإشكاليات في المؤتمر هي من قامت بعرقلة عقد الانتخابات والمؤتمر سابقاً. وحول مسألة الانتخابات، فإنه يرى أن أعضاء اللجنة المركزيّة في فتح خارج قطاع غزّة أقنعوهم بضرورة تخريبها لأنها ستؤدي إلى توكيلهم بقيادة المناطق.
ويؤكد النجار ل"شبكة قدس" على أنهم لا يخضعون لأي من التهديدات، ولن يحصل أي شخص على قيادة أي إقليم ما لم تجري الانتخابات بالشكل المطلوب.
ويلفت: "ما جرى خلال عقد المؤتمر ليس مقبولاً، فإن عناصرهم أتت وأرادت الدخول بالقوة بدعوة وبدون دعوة وهذا ما رفضناه، الأمر الذي اضطر بهم إلى شن هجوم بالحجارة وتوليع الكوشوك وإثارة الشغب. ما دفع الأمن في غزة إلى فض المؤتمر واعتقال حوالي 28 شخصاً".
ويرفض النجار أسلوب الشغب لافتاً: "نحن نحتكم إلى أطرنا التنظيمية فقط".
ولم تهدأ وتيرة الأحداث الجارية والتراشقات الإعلاميّة بين أعضاء حركة فتح في قطاع غزّة، إذ بدا انشقاق عناصرها واضحاً منذ فصل القيادي في فتح محمّد دحلان عام 2011.