رام الله – خاص قُدس الإخبارية: لن ينطبق المثل الشعبي القائل، "يا فرحة ما تمت" على حالة سليمان الكعابنة، برغم محاولة الاحتلال إفساد الفرحة التي صارت قاب قوسين أو أدنى، فسليمان قرر أن يكمل فرحته حتى على وقع أصوات التدمير وأنقاض تعبه وعائلته معه.
أراضي قرية الطيبة شرق رام الله، كانت، اليوم الخميس، مسرحا لجريمة إسرائيلية جديدة وتقليدية كذلك، فالجديد هو منزل سليمان الكعابنة وثلاثة منازل أخرى، وثلاث حظائر أيضا، والتقليدي جريمة هدم حلم. حيث داهمت منذ الثامنة صباحا جرافات معززة بقوات من جيش الاحتلال قرية الطيبة، وتوجهت لمضارب عشيرة الكعابنة الشهيرة بمعاناتها مع الاحتلال، وشرعت بأعمال الهدم.
المنازل المستهدفة هذه المرة "بركسات سكنية" تضم مسكنا لعريس يفترض أن يزف غدًا، وهو سليمان (24 عاما)، خلال دقائق وبمسننات الجرافات والحقد الإسرائيلي تمت تسوية كل شيء في الأرض، لتبلغ الخسائر أكثر من 40 ألف شيكل خلال وقت قصير.
ويقول عايد الكعابنة، إن العائلة كانت قبل الهدم تحضر لحفل زفاف شقيقه، وظلت بعد الحفل تحضر للزفاف أيضا، فالفرحة التي أراد الاحتلال تنغيصها ستقام على أنقاض المنازل المهدمة، وسليمان سيزف عريسا غدًا في الموعد المحدد.
ويوجه عايد الدعوات للصحفيين الذين حضروا إلى الموقع أو اتصلوا عبر الهاتف للمشاركة في حفل الزفاف، "هذا أخونا وأخوكم وحياكم الله"، فيما لا تبدو علامات الأسف واضحة على وجه عايد الذي قال باختصار، "يعتقدون أنهم سيكسرون فرحتنا بفعلتهم هذه، سأقوم ببناء منزل جديد، وسأقيم حفل الزفاف رغما عنهم، سبق وأجلت فرحي قبل ثلاثة أسابيع نتيجة التهديدات الإسرائيلية بهدم المنزل، ولكن هذه المرة سأتزوج".
ويؤكد عايد أن الهدم الإسرائيلي جاء بعد إنذار شفوي ودون تسليم إنذار مكتوب، لكنه لم يكن مستبعدا بالنسبة للعشيرة التي تعرف تماما أن وجودها في هذا المكان يفشل مشاريع كبيرة يرسم لها الاحتلال منذ سنوات.
وتقع المنطقة التي استهدفها الهدم اليوم مقابل مدخل مستوطنة "ريمونيم"، وقد تم الهدم شخصا في إطار مخطط لإخلاء 46 تجمعا بدويا ضمن خطة "E1"، الهادفة لمصادرة عشرات آلاف الدونمات الممتدة على أراضي الضفة لصالح الاستيطان.
ويشير الكعابنة إلى أن المنازل التي تم هدمها اليوم كان تؤوي 25 شخصا، مستذكرا جريمة إحراق خيمة ابن عمه في عين سامية بكفر مالك، ومؤكدًا أن جيش الاحتلال يعمل بشكل منظم مع المستوطنين لتهجيرهم من المنطقة، ويعلق، "سنبقى هنا وسنظل نعيد بناء كل ما يهدمونه ولن نرحل".