غزة – قُدس الإخبارية: لا يحمل ماجد أبو كلوب ولا علاء مقداد سماعات فحص من تلك الخاصة بالأطباء أو محاقن، فبدلا من ذلك يحملان لعب أطفال من تلك النوعية التي تخرج فقاقيع وبالونات ودفوف وكلها بألوان زاهية.
يتجول الرجلان في مستشفى عبدالعزيز الرنتسيني التخصصي للأطفال في غزة، يطلق كل منهما على نفسه وصف "الطبيب المهرج"، ويقدم للأطفال المرضى في هذا المستشفى نوعا مختلفا من العلاج؛ إنه العلاج بالضحك.
ويقول ماجد أبو كلوب، إنه يؤمن بأن الضحك يفرز هرمونات علاجية ولذلك فهو أسلوب علاجي، مبينا، أنهما يستخدمان أنشطة مختلفة مثل الرسم والغناء والتلوين، بالإضافة لألعاب الخفة والسيرك والقصص والحكواتي.
ويضيف في تقرير أعده تلفزيون رويترز، أن هذه الأساليب تعزز ثقة الطفل بنفسه، "بتخليه ينسى شوي، مكان غسيل الكلى مثلا بنضيع شوية وقت لغسيل الكلى اللي بتستمر أربع ساعات بيدوم، هاي كل الشغلات بتعزز التفريغ عند الطفل."
ولا يرى أبو كلوب ومقداد في هذا الدور فرصة للتكسب وجني المال، بل إنهما يتطوعان بهدف إدخال السعادة على قلوب الأطفال أولا، وتغيير رؤيتهم عندما يأتي الأطباء الحقيقيون للقيام بواجبهم ثانيا.
ويقول علاء مقداد، "أنا مش طبيب.. أنا طبيب مهرج، طبيب لابس مهرج أو مهرج لابس روب الطبيب، وهيك طبعا بنغير نظرة المريض أو الطفل المريض بأن الدكتور جاي يدقه إبرة وجاي يعطيه محلول، لا إحنا بنيجي نلاعبه ونضحكه ونغير الجو من جو كآبة لجو مرح وجو سرور."
ويكسر الصمت الذي يهيمن على أجنحة المرضى في المستشفى صوت الضحكات والنكات التي يلقيها الطبيبان المهرجان، حيث يمضي كثير من الأطفال الذين يستفيدون من أسلوب الطبيب المهرج أيامهم في المستشفى وهم يُعالجون في وحدات غسيل الكلى.
ويعلق الطبيب أحمد عطا الله على الفكرة بأنها رائعة، خاصة بعد العدوان الأخير على قطاع غزة، حيث بات الأطفال يتأثرون بأي حدث، ويصابون بالرعب من الأطباء ومن الحقن، مضيفا، أن الطبيب المهرج يخفف العبء عن الطبيب عند محاولته تقديم العلاج للمريض.
وقالت سناء القوقا والدة مريضة بالمستشفى، إن ابنتها لم تكن متأقلمة مع الوضع إلا بعد أن حضر الطبيبان المهرجان للمستشفى، حيث أدخلا السعادة على قلبها وباتت تنتظر يوم حضورهم للمستشفى.
وقال الطفل المريض عبدالرحمن برهوم، "أنا مبسوط كتير عشان بييجي بندق وماجد وعلوش بيلاعبونا وبيخففوا عنا الوجع وان شاء الله في ميزان حسناتهم."
يشار إلى أن تقريرًا لهيئة إنقاذ الطفولة قال إن نحو 551 طفلا استشهدوا في العدوان الأخير على غزة، كما أصيب نحو 3436 آخرين بجراح أثناء العدوان الذي فقد على إثره ما يقدر بنحو 1500 طفل آخرين آباءهم.