شبكة قدس الإخبارية

غزة تحتضن أول صالون سينمائي بجهود شبابية

هدى عامر

غزة-خاص قُدس الإخبارية: لم تتأخر "أفنان جهاد القطراوي" الفتاة العشرينية الحالمة عن تحقيق حلمها إلا بقدر ما تستوجبه مرحلة ما قبل الولادة، حملٌ تمخضت فيه عن الفكرة وتشكلت جنينًا ثم باتت مولودًا بكرًا يُسقى بالأمل والإنجاز كي يكبر.

فكما جرت العادة في كل مرة يتم الحديث فيها عن غزة الولّادة بالإبداع، فإننا بصدد استعراض حالة من الطموح العالي الذي نبت من مهده الحالم كي يغرس له شجرة ثابتة في أرض الواقع، تسمى " صالون شهد السينمائي " القائم على جهد شبابي لمجموعة " كركديه جروب للإنتاج الفني والإعلامي"

ينبثق الصالون عن "كركديه جروب للإنتاج الفني والإعلامي"، المكون من 4 أشخاص، جمعتهم أعمال متفرقة ورأوا الاستقلال بفريق انتاجي والمضي في صناعة اسمه، لتقديم العديد من الأعمال سواء مشاركة في مهرجانات قادمة أو إنتاج أعمال لمؤسسات في غزة وخارجها.

11836690_1012454602098780_8937607935478116535_nأفنان القطراوي أحد مؤسسي المجموعة والصالون، صحفية وخريجة اللغة العربية والتربية الإسلامية، توجهت لكتابة سيناريو عدة أفلام وإخراج أفلام أخرى وثائقية وبرومو وروائية، شاركت بمسابقات فاز بعضها فيما لم تظهر نتائج بعضها بعد.

القطراوي تقول " إن الصالون يحمل اسم أول فيلم كتبتُ السيناريو الخاص به، وفزنا به بفضل الله بالمركز الثاني في ديسمبر 2014 في مهرجان محلي لصناعة الأفلام، ولم يرضني وجودي في عالم السينما من خلال فيلم واحد، فهذا ليس وجود "

وأضافت في حديثها لـ قدس الإخبارية، " أردنا تعزيز فهمنا بهذا المجال بالصالون، لنستمر بنشر الثقافة والتوعية والجودة لاسيما في غياب واضح للملتقيات السينمائية المؤثرة والفاعلة، فخلال عام قمنا على دراسة الفكرة وامكانياتنا وأولوياتنا وانطلقنا في الثاني من هذا الشهر، حاملين لواء "صالون شهد السينمائي" ولن نسقطه "

ويهدف الصالون، بحسب القطراوي إلى الارتقاء بالواقع السينمائي الفلسطيني لاسيما في قطاع غزة، والنجاح في نشر ثقافة صناعة النجوم، كما إثراء المكتبة الفلسطينية بكتب خاصة في المؤلفات السينمائية، ونشر ثقافة الاهتمام بالسينما كأداة تغيير ايجابي لمشاكل المجتمع، إضافة إلى مخاطبة العالم الغربي سينمائيًا بشكل صحيح.

وينتقل الصالون متجولًا في محافظات غزة جالبًا كل فئات المجتمع باختلاف مناطقه، مستخدمًا وسائله من "لقاءاتٍ دورية في مطلع كل شهر، ومناقشة كتب مختصة بالسينما مع المنتسبين للصالون، كما وعقد لقاءات عبر سكايب مع مختصين من اتحادات الانتاج والمخرجين العرب وكتاب السيناريو، وعقد دورات خاصة بمعدل دورتين شهريًا، إضافة إلى عقد ندوات وأيامٍ دراسية مختصة بمجال السينما"

" السينما في غزة تبدأ بتدريج أولى خطواتها، وكل ما قدمناه على الشاشات هو محاولات وليست تجارب، السينما في غزة بعيدة عن النقد بعيدة عن التقييم اذن لا نستطيع أن نصدر حكمًا لأن إصدار الحكم سيفتح لك جبهات عدائية مع القائمين على الإنتاج" تقول القطراوي

وتضيف، " بشكل عام، نحن بحال سينمائي يرثى له، مرجعه إلى عدم وجود حاضنة تخصصية أو معهد أكاديمي يقدم لنا العلم الصحيح والفن التطبيقي، والصورة الذهنية الموجودة أن السينما ضعيفة وهي متحللة من القيم كحال السينما العربية، فالشعب لم يفهم بعد أن السينما أداة من أدوات التحرر إلا بالسنوات الأخيرة ولكن هذا الفهم لم توصله صناعة جيدة، إنما وصل من خلال جهود متواضعة"

فـ"شهد" يكمن دوره بإقامة حاضنة شعبية للسينما، وخلق حالة وعي بكل ما ينتج عبر الشاشات الفلسطينية المحلية هل هي جيدة أم رديئة، حتى تظفر شيئًا فشيئًا بجهود المخلصين بدار عرض سينمائي لا تخدش الحياء ولا تمس العقيدة وتدعم ثوابت هذا الشعب"

ككل فريق وفكرة ومشروع يظهر للعيان بتحدياته وتخوفاته، فقد واجه أفنان والفريق المؤسس تحديات تتعلق بالتغطية المالية، القانونية للفريق، فتقول " نريد أن نحصل على مصدر دخل دائم لنستطيع مواصلة العمل، وترخيص قانوني بحيث لو أقمنا مكان دائم للصالون لا يزعجنا أحد"، مضيفة أن التخوف كان من الوسط الفني ككل، حيث تعتبره مليئًا بالمشاحنات والغيرة لكن يسر الله لنا كل الطيبين".

11880637_1012454655432108_5747346735993596095_n

تبقى الطموحات الكبيرة تستقى بالأمل رغم كل التحديات، فأفنان بات طموحها واضحًا بإنشاء مؤسسة أو أكاديمية فنية وإعلامية ورياضية وتنموية تقوم بدعم الموهوبين على الدوام واستثمار طاقاتهم وتصديرهم للجمهور"

أما عن طموح فريق " كركديه جروب" فهو أن يكون الأول في صناعة الأفلام في فلسطين، فيما ينفرد " صالون شهد " بطموحه أن يكون الرائد في نشر ثقافة وجودة السينما الفلسطينية.