بغداد – خاص قُدس الإخبارية: تواصل الأجهزة الأمنية العراقية احتجاز 10 فلسطينين اعتقلتهم مساء السبت مطلع الشهر الجاري، بعد مداهمة أماكن سكنهم في تجمع البلديات الذي يعد أكبر تجمّع للاجئين الفلسطينين في العراق.
وقال شهود عيان لـ قُدس الإخبارية، إن قوات أمنية تعرف بأنها من قوات مكافحة الإرهاب اقتادت اللاجئين العشر بطريقة عنيفة، دون التعريف عن أنفسهم أو عن الجهة التي يتبعون لها أو إبراز أوامر اعتقال رسمية بحق المعتقلين.
وناشد ذوو المختطفين منظمة التحرير والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، كون الأنروا لا تمثيل لها في العراق، العمل على كشف مكان وظروف احتجازهم والعمل على إطلاق سراحهم، مؤكدين أن أبناءهم لم يرتكبوا أي جرم ولم يمارسوا أي اعمال سياسية أو أمنية تمس العراق أو أي شأن آخر، حسب وصفهم.
وتعقيبًا على الحادثة، قال الائتلاف العالمي للحريات والحقوق، إن أكثر من 60 فلسطينيا معتقلين في السجون العراقية، بعضهم تم عرضهم على وسائل إعلام عراقية وإجبارهم على الإدلاء باعترافات تحت التعذيب والإكراه.
وكان السفير الفلسطيني في العراق أحمد عقل قد زار تجمع البلديات قبل يوم واحد من اعتقال المجموعة، إثر حادثة مشابهة طالت لاجئًا فلسطينيًا، وقدم لهم وعودًا بتأمين الحماية اللازمة لهم، ليجري اعتقال المجموعة في اليوم الثاني.
وسبق لمنظمة العفو الدولية (أمنستي) منذ عدة سنوات أن نشرت (تقريرًا) حول انتهاكات حقوق الانسان التي يتعرض لها الفلسطينيون في العراق، جاء فيه، "أن عشرات الفلسطينين جرى اعتقالهم واحتجازهم من قبل قوات الأمن العراقية وغالبيتها من القوات التي تنتمي الى وزارة الداخلية، وفي عدة حالات قد جرى تعذيب هؤلاء المحتجزين ".
وتحدث التقرير عن حادثة اعتقال لأربعة أخوة جرى اقتيادهم من منازلهم في تجمع البلديات في بغداد، لاشتباهها بأنهم يقفون خلف تفجير حصل سابقاً في بغداد، ليظهروا على أحد القنوات العراقية بعد يومين وهم يدلون "باعترافاهم" بذلك، وتظهر على وجوههم جروح، مما يشير الى أن التعذيب قد استخدم لانتزاع الاعترافات، حسب ما قالته المنظمة.
وأضاف التقرير أن العائلة كانت قد وكّلت محامياً لزيارة أبنائها بعد أن جرى تحويلهم إلى مديرية الجرائم الكبرى في بغداد، ووصف المعتقلون للمحامي الفظائع التي تعرضوا لها في مكان الاعتقال ليعترفوا أنهم خلف التفجير، وليوقّعوا على اعترافات بأنهم يقفون خلف 5 تفجيرات أخرى حصلت في بغداد.
وتمكّن المحامي حينها من إثبات على أنَّ التفجيرات المذكورة لم تحصل مطلقاً، ليتم تحويل الأشقاء الأربعة إلى المحكمة الجنائية المركزية ويطلق سراحهم لاحقاً لعدم توافر الأدلة، فيما أكملت المنظمة في تقريرها سرد أسماء للاجئين فلسطينين مروا بتجارب مشابهة .
يذكر أنّ عدد اللاجئين الفلسطينين في العراق قد بلغ قبل غزو العراق 34 ألف لاجئ، لكن أعمالا إرهابية ممنهجة استهدفت ضد التجمعات الفلسطينية، أدّت لتصفية المئات منهم وتهجير مئات الآلاف أغلبهم توجهوا للدول الأوروبية، بعد رحلة من العذاب على الحدود العراقية الأردنية أو السورية، حيث عاشوا لفترات طويلة في الخيم بسبب منعهم من الدخول، فيما بقي قرابة 6000 لاجئا فلسطينياً في العراق أغلبهم يسكن تجمع البلديات .