شبكة قدس الإخبارية

كيف ترد السلطة على جرائم الاحتلال؟

هيئة التحرير

رام الله - خاص قدس الإخبارية: أثارت تصريحات المسؤولين الفلسطينيين، حول "نية قيادة السلطة الرد على الجرائم التي نفذها الاحتلال ومستوطنوه بحق المواطنين" تساؤلات حول الجدية في تطبيق ذلك على أرض الواقع.

فقبل ثمانية أشهر، أكد الرئيس محمود عباس خلال الاجتماعات المتتالية التي أعقبت جريمة قتل الشهيد الوزير زياد ابو عين، أن المنظمة بدأت مرحلة الفعل الحقيقي على الأرض، واتخذت مجموعة قرارات كان أبرزها نية السلطة الفلسطينية قطع العلاقة بشكل نهائي مع الجانب الإسرائيلي.

وعلى الرغم من قرار المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في آذار الماضي، وقف التنسيق الأمني بأشكاله كافة مع سلطة الاحتلال الإسرائيلي في ضوء عدم التزامها بالاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، إلا أن ذلك بقي حبرا على ورق.

التنسيق الأمني

ويقول عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، إن قيادة المنظمة تخوض الآن معركة متكاملة على عدة جهات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، أبرزها في المحافل الدولية.

ويؤكد أبو يوسف لـ قُدس الإخبارية، بأن قيادة المنظمة تسعى لوقف كافة أشكال التعاون الأمني مع الدولة العبرية مستقبلا، تماشيا مع حملات المقاطعة التي تنفذها مؤسسات محلية وعالمية ضد "إسرائيل".

المعركة الدبلوماسية

ويشير أبو يوسف إلى أن الفلسطينيين اتخذوا عدة خطوات كرد مباشر على جريمة الاحتلال بحق الشهيد أبو عين، كان أولها التوقيع الفوري لمعاهدة روما التي تمهد للانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية، موضحا "أننا أصبحنا منذ الأول من نيسان الماضي أعضاء في الجنايات الدولية، وقد تقدمنا ببلاغات للمدعية العامة للمحكمة حول ثلاثة ملفات هي الاستيطان، الحرب على غزة والاسرى في سجون الاحتلال"، مبينا "أن الجنائية الدولية ربما لن تأخذ قرارا بشأن البلاغات خلال الفترة القريبة القادمة لكننا مصممون على مواصلة نضالنا".

ويضيف أبو يوسف "أن المعركة الدبلوماسية متواصل في أروقة مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار بإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية، ونسعى على المستوى العربي لضمان وجود دعم لهذا القرار".

غضب واستنكار

ميدانيا، يتواصل الغضب الشعبي بفعل الهجمات الدامية التي ينفذها الاحتلال ومستوطنوه ضد الفلسطينيين، وزاد حدة الاحتقان جريمة احراق منزل عائلة دوابشة في قرية دوما جنوب شرق نابلس في 31 من تموز، ما ادى في حينه لاستشهاد الطفل علي دوابشة ومن ثم استشهاد الشاب ليث الخالدي من مخيم الجلزون خلال مواجهات احتجاجية على الحادث، بالاضافة لارتقاء والد الرضيع علي (سعد دوابشة) بعد 8 ايام على الحادث، وبدا واضحا مدى الغضب الشعبي في الهتافات التي كان يرددها المشيعون لكل جنازة شهيد والتي تتضمن دعوات للانتقام.

ويؤكد وزير الخارجية رياض المالكي، أن الجريمة البشعة التي ارتكبها مستوطنون متطرفون بحق عائلة دوابشة من بلدة دوما جنوب نابلس، لن تمر دون عقاب.

وسلم المالكي قبل أيام المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية "فاتو بنسودا" تقريرا حول الجريمة التي ارتكبها مستوطنون بحق عائلة دوابشة بشكل خاص، وإرهاب المستوطنين بحق الفلسطينيين بشكل عام.

استراتيجية جديدة

وعلى نقيض تصريحات الاستنكار التي صدرت عن بعض مسؤولي السلطة الفلسطينية، اكد محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح خلال مسيرة تشييع الشهيد سعد دوابشة، أن "الفلسطينيين يقاومون الاحتلال، ولا خيار لنا غير المقاومة من أجل حماية أطفالنا ودرء اعتداءاته عن شعبنا".

أما عضو مركزية فتح عباس زكي فأشار إلى "أنه آن الاوان لنا (قيادة وشعبا) ان ننتهج استراتيجية جديدة، تم وضع ملامحها فعلا، وسيفاجأ العالم بأن هذا الشعب سوف يقلب المعادلة، خاصة بعد ان بات واضحا ان لاسلام شجعان يمكن ان يتحقق، ولا رهان على الامريكان كرعاة لعملية السلام".