القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: أدانت جهات رسمية وفصائلية اعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين على المسجد الأقصى، اليوم الأحد، فيما تنوعت دعوات هذه الجهات بين محاكمة الاحتلال وتصعيد المقاومة بالإضافة لإطلاق بث إعلامي موحد لأجل الأقصى غدًا.
وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين، إن هذه الاعتداءات تحول المنطقة إلى قنبلة موقوتة وينذر بحرب دينية وشيكة، وقد تقود إلى مجزرة كما حدث سابقًا، داعيًا خلال تواجده مع المرابطين في تصديهم للاقتحام، إلى محاكمة سلطات الاحتلال دوليًا على جرائمها بتدنيس المسجد.
كما دعا المفتي كل من يستطيع الوصول للمسجد إلى تكثيف شد الرحال إليه على مدار الأسبوع لنصرته ومنع ما يحاك من مكائد للنيل من قدسيته، وناشد الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ولجنة القدس ضرورة التدخل العاجل لحماية الأقصى قبل فوات الأوان.
من جانبها، حذرت وزارة الخارجية العالمين العربي والإسلامي من التعامل مع تهويد القدس ومقدساتها كأمر اعتيادي ومألوف، وطالبتهم بالتحرك العاجل لإنقاذ المدينة ومقدساتها، مؤكدة، أن القدس بحاجة ماسة لوقفة عربية وإسلامية جدية وفاعلة وقادرة على ردع "إسرائيل" ومحاسبتها على عدوانها المتوصل ضد المدينة المقدسة.
وزارة الإعلام، أطلقت نداءً عاجلاً لمحطات المرئي والمسموع لتوحيد بثها غدًا الإثنين من العاشرة صباحًا وحتى الثانية عشرة ظهرًا، كما حثت المواقع الإلكترونية على المشاركة في الحملة الوطنية لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، وكشف إرهاب الدولة المنظم الذي يحاصر القدس والأقصى، ونقل مشهد الدم والخراب والعربدة في المسجد.
وقالت الوزارة، إن ساعتين من الحقائق والأرقام، والمقابلات مع قناصل الدول الشقيقة والصديقة، والحقوقيين، وحركات التضامن العالمية مع شعبنا، والمرابطين في الأقصى والخبراء بشؤونه ستساهم في توجيه الأنظار إلى زهرة المدائن، التي تضيق ذرعًا باحتلال عنصري لا يقيم وزنًا للمقدسات ولبيوت الله.
مواقف فصائلية
على الصعيد الفصائلي، أعلنت حركة فتح النفير العام لحماية الأقصى من مخطط التهويد الذي يستخدم فيه الاحتلال مستوطنيه المتطرفين كشرارة لرفع وتيرة التوتر وتحويل الصراع إلى ديني، مؤكدة، أن الانتصار للقدس ومقدساتها هو انتصار لهوية فلسطين العربية الفلسطينية، وانتصار لمعاني السلام ودفاع عن القيم الروحية التي تحاول حكومة المستوطنين في دولة الاحتلال تدميرها ونشر العنف وسفك الدماء، وفقًا لبيان مفوضية الاعلام بالحركة.
وحيت الحركة الوقفة الشجاعية للمرابطين في المسجد الأقصى، وتصديهم للمستوطنين وقوات الاحتلال التي شكلت بسلاحها غطاءً للمستوطنين، محذرة، من "تمادي" حكومة المتطرفين المستوطنين في السماح بتمادي المستوطنين ومن تعبات استخدام المستوطنين في مخطط التهويد.
من جانبها، قالت حركة حماس، إن فصائل المقاومة في الضفة تعرف كيف سترد على انتهاك الاحتلال لحرمة الأقصى، مؤكدة، أن وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أريئيل الذي كان على رأس المقتحمين للأقصى سيندم على فعلته النكراء، وذكرت بعمليات المقاومة النوعية بعد تدنيس رئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون للأقصى.
واعتبرت الحركة أن الاقتحام وصمة عار جديدة على جبين من يتمسكون بخيار التنسيق الأمني مع الاحتلال، مطالبة السلطة وحركة فتح بإطلاق يد المقاومة في الضفة، والإفراج عن كافة المقاومين الذين تعتقلهم في سجونها.
وأكدت حماس، أن إلقاء جنود الاحتلال للمصاحف على الأرض في المصلى القبلي، والاعتداء على المرابطات، هو خط أحمر على الاحتلال انتظار عواقبه الوخيمة، مطالبة في الوقت ذاته كافة أبناء الضفة وأراضي 48 بإعلان هبة جماهيرية لنصرة الأقصى، ومثمنة دور المرابطين في تصديهم لاقتحامات المستوطنين وجنود الاحتلال.
أما الحركة الجهاد الإسلامي، فقد اعتبرت على لسان القيادي فيها نافذ عزام، أن ما جرى في الأقصى هو محصلة لسنوات العجز والتقصير والفشل في مواجهة المخططات الإسرائيلية تجاه الأقصى والقدس، مؤكدًا، أن المحاولات الفلسطينية الفردية في الدفاع عن الأقصى لم تعد كافية في مواجهة أخطر قضية يعيشها العرب والمسلمين.
وأضاف عزام، أن الأشقاء العرب قصروا على مدى سنوات الصراع في الدفاع عن الأقصى، رغم أن أنظمتهم كانت مستقرة، واليوم وهم يعيشون حالة الاقتتال الداخلي فلا يتوقع منهم شيئاً، إلى جانب تفتت الموقف الفلسطيني وتشرذمه في إدارة الصراع، ما يجعل هذا الوضع "لإسرائيل" هو الأنسب لتنفيذ مخططاتها في تهويد القدس والأقصى.
وطالب الشيخ عزام، بتوحيد الموقف الفلسطيني وتماسكه وترتيب الوضع الداخلي وأن هذا الأمر ليس بالشيء المستحيل، مؤكداً، أن الفلسطينيون مطالبون أكثر من غيرهم بالدفاع عن الاقصى والقدس لأن العرب لن يقدموا شيئاً في السابق ولن يقدموا شيئاً الآن في ظل الأوضاع التي يمرون بها.
وكانت مجموعات من المستوطنين اقتحمت الأقصى على فترتين اليوم الأحد، معززة بعناصر كبيرة من شرطة الاحتلال، ما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة داخل المسجد وعند أبوابه، أدت لإصابة أكثر من 20 شخصًا واعتقال عدد من الشبان والفتية، وخلع أحد أبواب الأقصى وإلحاق أضرار كبيرة به.