غزة - خاص قُدس الإخبارية: أثارت زيارةُ وفدٍ من حركة حماس يرأسه رئيس المكتب السياسي خالد مشعل إلى السعودية ولقائه بالعاهل السعودي ووزير دفاعه الحديث عن بدء التقارب وتحسين العلاقات الباردة بين الطرفين، إضافة إلى التساؤلات حول ما إذا كانت ستؤثر على علاقة الحركة مع الجانب الإيراني.
ومنذ تولي العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، مقاليد الحكم في يناير/ كانون ثاني الماضي، خلفًا لشقيقه الراحل عبد الله بن عبد العزيز، بدأ التحسن يسود العلاقة بين الرياض وحماس، بعد قطيعة شهدتها السنوات الماضية.
محللون وخبراء سياسيون أجابوا عن هذه التساؤلات وطبيعة علاقة حماس بطرفين متباينين عقائديًا وسياسيًا، وما إذا كانت حماس تقف على الحياد في "لعبة الميزان" أو "شد الحبل" التي تتوسطها الحركة بحذر.
المحلل السياسي مصطفى الصواف رأى أن سياسة حماس الثابتة في التعامل مع الأطراف كافة يكسبها المرونة في الحفاظ على العلاقة مع الجميع، بالرغم من أن بعض القيادات الإيرانية قد انزعجت من الزيارة، وهذا ما ظهر جليًا فيما انتشر على وكالة الأنباء الإيرانية حول مشاركة حماس في عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضد الحوثيين.
وقال إن حماس لا تستطيع الميل إلى محور دون آخر؛ لأنها تحتاج دعم الجميع، وتتجه إلى طرف يمكن له أن يقف لجوار القضية الفلسطينية، في إشارة للمحورين الإيراني والسعودي.
وتشير الزيارة بحسب الصواف، إلى سعي السعودية لفتح صفحة جديدة من العلاقات الجيدة مع حماس، بعد وقت طويل من القطعية في عهد الملك عبد الله، إضافةً لاهتمام السعودية بالقضية الفلسطينية وما يتبع ذلك من شؤون كالمصالحة.
وأوضح أنه من المبكر الحديث عن نتائج كبيرة لهذه الزيارة، بينما ما يمكن فهمه حاليا يتمحور في نطاق كسر الجليد بين حماس والسعودية.
وأكد الصواف أهمية الزيارة بالنسبة للطرفين خصوصًا في ظل هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الإقليم، إلا انها لا ترفع الحصار السياسي المفروض من عدة دول عربية على حماس.
فيما أوضح المحلل السياسي فايز أبو شمالة أن حركة حماس ليست حائرة بين الطرفين السعودي والإيراني لأنه لا دخل لسياسة التقارب الجديدة مع السعودية بأطراف خارجية، مضيفًا أنها ستعمل على الإبقاء على كافة العلاقات في إطارها الداعم للقضية الفلسطينية.
وأشار أبو شمالة أن السعودية تسعى لمد يدها للقضية الفلسطينية بعد أن علمت أن المقاومة الفلسطينية تمثل الشعب الفلسطيني، وهي محاولة لتبييض واجهة السعودية في الوسط من خلال تقربها لخدمة القضية الفلسطينية واعتبار حماس طرفًا فيها.
وفيما يتعلق بتأثير هذه العلاقة على كسر الحصار السياسي المفروض على حماس منذ سنوات، لفت إلى أن السعودية ستكون مقدمة لتهيئة الأجواء مع باقي دول الخليج تباعًا، وبالتالي الوصول لعلاقات حمساوية متعددة مع دول عربية لها وزنها بالمنطقة
أما عن التباين بين الطرفين الذين ترغب حماس في الإبقاء على علاقتها معهما، فيقول إن حماس ستجنب نفسها الدخول في معتركات السياسات الداخلية للطرفين، وأن مهمتها ترتكز على انها محور فلسطيني خالص دون المشاركة بأي أمور سياسية أو عسكرية خارج المنطقة.
المحلل السياسي عدنان أبو عامر رأى أنه من المبكر الحديث عن نتائج لهذه اللقاءات على الرغم من أهميتها، لكنها لم تفتح ملفات أو قضايا مباشرة وخاصة، وإنما تركزت على إعادة ترميم العلاقات خاصة بعد النظام السعودي الجديد.
وأضاف أن حماس ترى في علاقتها بالسعودية، التي تعد بوابة الدبلوماسية العربية، إنفراجة في علاقات مقبلة مع الإقليم العربي بشكل عام، باعتبارها طرف فاعل بالساحة، ينذر بكسر الحصار السياسي المفروض على حماس ولو جزئيًا.
وأكد أبو عامر أن العلاقات مع السعودية لن تؤثر على علاقة الحركة بإيران سلبًا، على الرغم من ملامح الغضب الظاهرة استياءً من التقارب السني السعودي مع الحركة، لكنها لن تدير ظهرها وستبقى طهران "تحافظ على شعرة معاوية في علاقتها مع حماس، رغم التوتر الحاصل".
وكانت صحيفة "المونيتور" نقلت عن مسؤول في حماس لم تكشف عن اسمه، قوله إن الحركة تسعى من تقاربها مع السعودية إلى تحسين علاقاتها بمصر بما يؤدي لإنهاء حصار غزة، ورأب الصدع مع حركة فتح، وإنهاء الأزمة المالية التي تعاني منها الحركة بسبب انقطاع الدعم الإيراني.