رام الله – خاص قُدس الإخبارية: تنطلق آخر شهر تموز الجاري فعاليات الملتقى الشبابي الفلسطيني الذي ينظمه نادي زدني في مدينة رام الله، بمشاركة أكاديميين ومثقفين فلسطينيين بالإضافة لفتح باب المشاركة أمام عموم الشباب الفلسطيني.
ويقام الملتقى في يومي (30/31) من تموز الجاري، وسيكون امتدادًا لفكرة الملتقى الأول الذي عقد قبل ثلاث سنوات، وتأكيدًا على أن مثل هذه التجمعات الثقافية حاجة ملحة في الوسط الشبابي الفلسطيني، وهو ما يظهر واضحًا في الإقبال الشديد الذي تشهده أمثال هذه الملتقيات.
وقال عضو الفريق المنظم للملتقى محمد طامع، إن الملتقى هو تجمع للشباب الفلسطيني المهتم بالنشاط المعرفي، وهو محاولة لتحفيز حالة التواصل المعرفي من خلال الالتقاء والمدارسة لأهم القضايا المطروحة في الشارع الفلسطيني، كما يهدف لردم الهوة القائمة بين فئتي الشباب والمثقف الفلسطيني.
ويهدف الملتقى أيضًا وفقًا لطامع، إلى المساهمة في خلق قاعدة معرفية تتيح للمشاركين البناء عليها والاستزادة في المواضيع المطروحة مستقبلاً، مضيفًا، أن الملتقى هو فرصة للالتقاء والتعارف بين المشاركين الذين سيحضرون من النقب جنوبًا إلى شمال فلسطين التاريخية، بالإضافة للقدس ومدن الضفة.
وبين طامع، أن الملتقى يستهدف بالدرجة الأولى الفئة الشابة من عمر 18 إلى 35 عامًا، لكنه بطبيعة الحال يرحب بأي مشاركة كانت، مؤكدًا، أن الملتقى يتسع لجميع المشاركين من كافة التوجهات والميول، وشرطه الوحيد؛ الحرص الجاد على المعرفة والاستعداد الدائم لاعادة المساءلة للواقع والفكر معا، وفق قوله.
ويُنظم الملتقى في هذا العام تحت عنوان، "فلسطين في سياق متحول"، وذلك في ظل تأزم الحالة الفلسطينية التي ترجع إلى تأزم الحالة العربية الراهنة، وهو ما دفع بحسب طامع، إلى إعادة التفكير والتدوير للمقولات المعرفية والأيديولجية السائدة في الشارع الفلسطيني، بما يسهم في تحفيز الوعي الفلسطيني لإعادة النظر بما قد يعتبر ناجزًا.
وأضاف طامع، أن الملتقى يهدف إلى نقل الحجاج السياسي لدى فئة الشباب تحديدًا إلى مستوى أعمق من النقاشات السياسية الحاضرة واللافتات المعروفة عند الأطراف السياسية الفلسطينية، وتابع، "نسعى لذلك عن طريق إعادة فحص ومدارسة المقولات الأساسية لدى الأطراف السياسية والاجتماعية وموقع كل مقولة من الحاضر وبنيته".
ويخصص الملتقى يومه الأول لمقاربة المقولات السياسية والاجتماعية في فلسطين، سواء التاريخية منها أو الحاضرة، فيما سيخصص اليوم الثاني للحديث في بعض الزوايا المهمة مثل الاقتصاد الفلسطيني والهوية الجمعية، وسيُفتح الباب لمداخلات وحواريات عن جغرافية الوطن المختلفة، كما سيحتوي الملتقى أيضًا على ورش عمل وعرض لمبادرات فاعلة في الشارع الفلسطيني.
والمحاضرون في المؤتمر من فئة الشباب وهم من الضفة والقدس وأراضي 48 والنقب، بالإضافة لمشاركات من غزة ولبنان، فيما أكد طامع أن قصر مدة التحضير للملتقى سببت عدم توسيع دائرة الضيوف، معربًا عن أمل المنظمين في التواصل مع ضيوف عرب في الملتقى المقبل.
وأشار طامع إلى أن الملتقى الشبابي الفلسطيني الأول شكل حلقة وصل لعلاقات شبابية ثقافية، موضحًا، أن أهمية ذلك تنبع من قلة أمثال هذه الملتقيات في هذه المرحلة، ومضيفًا، أن الملتقى يأمل بتوسيع دائرة الاهتمام الجاد بالقضايا المعرفية لدى الشباب الفلسطيني، وبإيصال الرسالة للشباب بأن بإمكانهم فعل الكثير بتمويل ذاتي وبسيط.
وتجري فعاليات الملتقى بتنظيم من نادي زدني الثقافي التطوعي، الذي بدأ نشاطاته من طولكرم عام 2010، وهو الآن متواجد في جميع مدن الضفة وقطاع غزة، وقد أكمل النادي في عامه الرابع مئة فعالية تطوعية، كانت بمبادرة وتمويل ذاتيين من الأعضاء والمشاركين.
يشار إلى أن الملتقى يحظى برعاية إعلامية من شبكة قدس الإخبارية، ويمكن المشاركة في الملتقى من خلال التسجيل عبر دعوة خاصة على فيسبوك، كما يمكن التعرف على فعاليات المؤتمر والمتحدثين فيه من خلال زيارة صفحة الملتقى على فيسبوك أيضًا.