فلسطين-قدس الإخبارية: باحثا عن أرخص الأسعار جاب الفلسطيني عزمي سفيان (أبو العز) معظم المحال التجارية المختصة ببيع الدواجن بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية ولكن دون جدوى بعد أن وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 24 شيكلا (6.3 دولارات)، ورغم تذبذب أسعار اللحوم الحمراء من الضأن والبقر الصغير فإنها وصلت إلى نحو عشرين دولارا للكيلوغرام الواحد.
وعندما اهتدى أبو العز لأحدهم لم يجد مبتغاه ولم يكن بمقدوره تسديد ثمن دجاجة واحدة بالكاد تسد رمقه وستة من أطفاله وزوجته بعد أن وصل السعر إلى ثلاثين شيكلا (ثمانية دولارات تقريبا) كانت سابقا تشتري له دجاجتين.
يقول أبو العز (44 عاما) الذي يعمل عتالا على عربة صغيرة يجرها في شوارع نابلس طوال اليوم ليجمع بضعة شواكل تكفيه لإعالة أسرته "إن هذا الغلاء سببه جشع التجار وتغاضي الحكومة وصمتها".
ويضيف للجزيرة نت أن دخله قل عن ذي قبل بشكل ملحوظ ولم يعد بمقدوره تحمل النفقات العالية، لذا بات مضطرا لصرف ما ادخره في وقت سابق لتلبية احتياجات معينة، وقال "أصبحت مضطرا للاستغناء عن أشياء كثيرة مهمة لتعويض ما هو أهم من أثمان للطعام والشراب والكهرباء والماء".
رفضا للغلاءوفي مدينة نابلس -أكبر مدن شمال الضفة- خرج العشرات من المواطنين والنشطاء وقياديي الفصائل الفلسطينية ظهر أمس الاثنين في مسيرة منددة بجنونية الأسعار في مختلف السلع والبضائع، ولا سيما اللحوم، وبسياسات الحكومة وتكاسلها في اتخاذ إجراءات صارمة لتخفيض الأسعار.
وبدلا من أن يقرعوا الدفوف فرحا باستقبال شهر رمضان قرعوا الأواني الفارغة ضجرا من حكومة رامي الحمد الله، وخطوا عليها شعارات منددة بها، ودعوا إلى رحيلها واستبدالها بحكومة وطنية تدعم المواطن.
وصدحت حناجرهم مرددة "إحنا الشعب المسحوقين.. مع حمد الله مختلفين، جيوب الناس فضاها.. غير وعود ما أعطاها، صارت عيشة مثل الطين.. كل الشعب مديونين".
سياسات فاشلة
يقول منسق الحملة الشعبية لتخفيض الأسعار ورفض سياسات الحكومة التي أُعلن انطلاقها أمس الاثنين إنهم باتوا يشهدون "فلتانا بالأسعار" نتيجة تقاعس الحكومة، وفشل سياساتها الاقتصادية والاجتماعية، وغياب الرقابة على التجار وقلة الدعم للمواطن، وهو ما ولد شعورا بتواطؤ الحكومة مع التجار "والرأسماليين" في "ابتزاز المواطنين ومص دمائهم".
واعتبر منصور أن الحكومة "ضعيفة حتى في تطبيق قراراتها على التجار، كإلزامهم بتخفيض سعر الخبز، أو إلزام المؤسسات بمنح العمال الحد الأدنى من الأجور، كما لم تبحث هي عن مساعدة الشعب ودعمه".
وتساءل المتحدث "كيف يقنع المواطن بمقاطعة منتجات الاحتلال أمام سياسات الحكومة الفاشلة؟ وهو يلمس الفرق الواضح بالأسعار بين الضفة وإسرائيل".
ولم يقتصر الارتفاع على أسعار اللحوم والدواجن، بل طال منتجات وسلعا غذائية أخرى، خاصة مع دخول شهر رمضان حسب قول رئيس جمعية حماية المستهلك في نابلس إياد عنبتاوي الذي أضاف أنه تمت دعوة المواطنين لمقاطعة اللحوم والدواجن. بضائع إسرائيلية
وأرجع عنبتاوي في تصريح للجزيرة نت هذا الارتفاع إلى عدم استغلال الحكومة سياسات تسمح باستيراد اللحوم (العجول) والدواجن، وغياب الرقابة على الأسواق، واتخاذ إجراءات عقابية ضد التجار، إضافة إلى تهافت المواطنين على شراء الدجاج وعزوفهم عن اللحوم المرتفعة الثمن، مما أدى إلى احتكار التجار الأسعار.
وقال إنه نتيجة لذلك لجأ ذوو الدخل المرتفع للتبضع من المتاجر الإسرائيلية الضخمة مثل "رامي ليفي" الذي يمتلك فروعا له في الضفة، وبالتالي تفاقمت معاناة الفقراء الذين لا يقدرون على الفعل ذاته، ولم تخفض لهم الأسعار.
بالمقابل، يقول مالك محل اليمامة للدواجن في نابلس الشاب إسلام رواجبة "إنهم لم يرفعوا الأسعار، وإن الغلاء سببه أن الدواجن تأتيهم بأسعار عالية أصلا، إضافة إلى "طمع المواطنين وقلة وعيهم بشراء كميات كبيرة من الدواجن خوفا من الارتفاع ثانية".
المصدر : الجزيرة نت/عاطف دغلس