القدس المحتلة-قدس الإخبارية-رناد شرباتي: لقد كنت عاشقا وتعلق قلبي وأصبح تفكيري دائما بذاك العشق، ولكنه عشق يختنق بألم الفراق.
اقتحم عشقي من ليس له الحق وأجبرت على الابتعاد، هل لك أن تقف أمام أبواب أُغلقت بوجهك وترى عشيقتك الطاهرة يدنسها من ليس له الحق فيها!.
هذا ما قالته الشابة نهلة صيام من بلدة سلوان عندما تعلق قلبها بالمسجد الاقصى بعد أن اعتادت يوميا على القدوم إليه ليصبح جزء من حياتها، ومن ثم يبعدها الاحتلال عنه بقرار ظالم لتبقى واقفة على أبوابه وترى المستوطنين امام عينيها يقتحمونه ويتجولون في باحاته ويخرجون منه مرورا عنها بحركات استفزازية والرقص والغناء على عتباته.
وسيستمر هذا الإبعاد الذي بدأ قبل شهرين ونصف حتى منتصف شهر رمضان أي ما يقارب التسعين يوما.
[caption id="attachment_69789" align="alignleft" width="400"] الشابة نهلة صيام من بلدة سلوان عندما تعلق قلبها بالمسجد الاقصى بعد أن اعتادت يوميا على القدوم إليه[/caption]تقول صيام لـ"شبكة قدس" "لقد حل شهر رمضان هذا العام، وها قد مر أول يومين وقلبي يعتصر ألما وقهراً للظلم الواقع علي بإبعادي عن مسرى محمد لا سيما أنه لا يفصلني الا خطوات قليلة عنه".
لشهر رمضان نكهة إيمانية مختلفة حيث يتوافد المصلون من جميع أنحاء فلسطين الى المسجد الأقصى وتعبر صيام عن شعورها "مؤلم جدا ان أصل بوابة الاقصى وأراه بعيني وأرى المسلمين من مختلف انحاء البلاد من أهل القدس والداخل المحتل يتوافدون إليه، وكما وسمح لأهلنا في الضفة الغربية بالمجيء للمسجد الاقصى والمحرومون من زيارته طوال العام بسبب جدار الفصل العنصري بين الضفة والقدس وانا أنتظرأن أشارك كل من استطاع الوصول الى الاقصى هذه الأجواء الرمضانية، لكنني حرمت من ذلك لا لذنب اقترفته او لجرم قمت به، بل لأني قمت بحق من حقوقي بالعبادة داخل مسجدي وعشقت الاقصى".
وأنهت صيام حديثها بتصورها مشهد أيام رمضان "سأصلي صلاة التراويح هناك، سأصلي على الابواب .. لكن حتما سيكونا قلبي وروحي هناك .. مقابل البائكة الجنوبية لصحن الصخرة المشرفة حيث اعتدت أن اصلي التراويح".
ورغم ذلك استقبلت صيام هذا الشهر بكل عزيمة وإصرار وقد أكدت انها ستستثمر وقتها في فترة إبعادها بالدراسة أكثر عن المسجد الأقصى وتاريخه وعن القدس والقران الكريم وأحكام +تجويده".
ليست صيام المبعدة الوحيدة التي استقبلت رمضان بعيدة عن المسجد الاقصى بل يرافقها ثلاث نساء واربعة رجال من رواد الاقصى بشكل يومي.
ومنهم نظام ابو رموز والذي أبعد عن المسجد الأقصى 90 يوما الشهر الماضي بحجة إعاقة حركة المستوطنين داخل باحات المسجد الاقصى ويقول أبو رموز عن إبعاده "أبعدوني عن المسجد الاقصى في فترة الأعياد اليهودية وقد قال لي احد عناصر شرطة الاحتلال عندما تم اعتقالي "سنبعد كل من يأتي باستمرار الى الاقصى". مضيفا انهم "استغلوا شهر رمضان ليحرمونا من أجواءه المميزة في المسجد الأقصى ظنا منهم انهم يعاقبونا، ولكنهم لا يعلمون ان هذا لا يزيدنا الا إصرارا وصمودا فكل صلاة تراويح أحضر عائلتي وأطفالي الى المسجد الاقصى " مؤكدا انهم لن يستطيعوا ان يقللوا من رواد الأقصى فيبعدوا واحد يأتي بدلا منه عشرة".
ومن اللذين سيفتقدون المسجد الاقصى في شهر رمضان "شيخ المبعدين" طه شواهنة من الشمال المحتل والذي لقب بهذا الاسم بعد ان أعتقل وأبعد عن المسجد الأقصى أكثر من عشر مرات، كان آخرها في شهر حزيران وصدر قرار المحكمة بإبعاده 60 يوما.
[caption id="attachment_69790" align="alignleft" width="400"] "شيخ المبعدين" طه شواهنة من الشمال المحتل والذي اعتقل وأبعد عن المسجد الأقصى أكثر من عشر مرات[/caption]يقول شواهنة لـ"شبكة قدس" "لا أدخل يومين الى المسجد الاقصى حتى يتم اعتقالني من جديد وإبعاد شهر جديد، ولكني أصر على القدوم يوميا ولو أبقى على عتبات المسجد".
اعتاد شواهنة أن يقضي رمضان برفقة عائلته واولاده ويقطعون الأميال من بلدة سخنين ليرووا عطشهم بعد الصيام من ماء المسجد الاقصى ويتناولون فطورهم في باحاته.
ولكن بدأ رمضان هذا العام بطريقة مختلفة بسبب قرار الإبعاد حيث يأتون من الشمال المحتل بحافلات بشكل جماعي ويدخل الجميع ويبقى شواهنة واقف على الألواب متحملا هذه العراقيل ويصلي صلاة التراويح في الطرقات.
ويأمل شواهنة من الأمة العربية الاسلامية العربية ان يأتوا محررين ويواظبوا على الصلاة ليبقى الاقصى مليئا بالمصلين رغم الإبعاد.