شبكة قدس الإخبارية

بالصور: أجواء رمضانية في غزة

هدى عامر
غزة-خاص قدس الإخبارية: تستقبل غزة شهر رمضان المبارك، بأجواءٍ رمضانية معتادة، فأسواقها وشوارعها امتلأت كما كل عام بالزينة والألوان، استعدادًا لاستقبال الشهر الكريم، فيما بقيت أرجل الزبائن "محل اختلاف" للبائعين، فأحدهم يرى حركة المشترين جيدة، وأخر يشكو الحال. سوق الزاوية القديم في غزة، والذي يشتهر بأجوائه الرمضانية، تعلقت أبواب محلاته بمعلقات الهلال الرمضاني، فيما اصطفت الفوانيس تتقدم محلات الألعاب والبسطات الصغيرة، أما عن محلات التوابل ففرصتها تتزايد في ابتياع الكثير، خاصة وأن زبائنها تتكاثر مطالبةً بمنتجات رمضانية خاصة. أيادٍ رجولية تتقدم لتفحص جودة التمور، فيما أصوات نسائية على الجانب الآخر تفاصل في سعرها، وطفل يطالب والده بشراء فانوس رمضان، ولا يكون جواب أبيه إلا الصمت الذي يقصد فيه "مش لو اشترينا إشي نأكله أحسن يابا؟" البائع محمد العمريطي – بائع المنتجات الغذائية والتوابل-يرى أن الحركة الشرائية على الأغراض الرمضانية ليست ككل عام، قائلًا "كل سنة عن سنة الأمور يسوء الحال"، كما أن أزمات الرواتب تسبب ضائقة للموظفين وتمنعهم من التبضع للشهر كما في السابق، وهو ما يسبب ركود في حركة السوق بشكل عام. بياع بهارات فيما يعارضه الرأي، يوسف فورة لبيع المنتجات الرمضانية في نهاية السوق، يقول الحمد لله الحركة الشرائية جيدة، والنفسية أفضل من قبل، خاصة أن الناس بحاجة إلى تعويض الأجواء التي افتقدوها رمضان القادم. وأضاف لـ قدس الإخبارية، "أرى الجميع يشترون الأغراض اللازمة رغم سوء الأوضاع الاقتصادية، لكن السوق ممتلئ بالبضائع والمشترين، وبالنهاية نحن من الشعب ومعه، ونشعر أنهم يريدون على الأقل أن يروا رمضانًا مختلفًا". وسط نداءات البائع التي بدت كأغنياتٍ يستقبل فيها شهر رمضان، وهو يعتلي منصة عالية على باب محله المزين بالفوانيس والأضواء وأحبال الزينة المشكلة من النجمة والهلال، والتي بدت في أغلبها جالبة للزبائن وتضفي جوًا على المكان يُشعر نسبيًا بالأجواء التي اشتاق لها الناس، كانت معها ضحكات المارة مستبشرة بالخير. بياع فايع وعلى غير المألوف، فقد كانت أغلبية المشترين من النساء، فقد رجح البائع العمريطي السبب لكون النساء أعلم بما يلزم البيت في رمضان، وربما لأنهن أقدر على المفاصلة وأخذ السلعة بالسعر التي تريده، أو ربما لفك الخلاف بين المرأة وزوجها فيما يتعلق بالنوعية والسعر وضرورة ألا ينسى شيئًا مما طلبته. مرة تشتري أم أسعد، تقلب في يديها بضع تمرات، وتسأل عن نوعٍ آخر من التمور، مستفسرة عن السعر بين هذا وذاك، فيما تسأل أخرى عن الأجبان والألبان وأنوع محددة من المربى الذي قالت عنه " لا يؤكل إلا في رمضان". وأوضحت في حديثها لـ قدس الإخبارية، أنها تذهب للسوق بنفسها لأنها تحب أن تشتري ما يلزمها، فيما تخاف لو أوصت أحدًا ألا يحضر المطلوب كما يجب، مضيفة" هناك بعض الأمور التي لا تخطر بالبال لكن بمجرد أن تراها في السوق تستذكرها وتشتريها" وترى أن رمضان الحالي أفضل من العام الماضي، فيما يتعلق بالوضع العام، خاصة التلويح ببعض الانفراجات على خلاف التلميح بالحرب فيما سبق في رمضان، مشيرة أن السوق شامل لكل شيء وكل ما نطلبه موجود والحركة تبدو جيدة. مرة تانية البائعون أجمعوا على أن بعض المنتجات لها طابعها الخاص، كما أكد المشترون الكلام ذاته، فالبائع مصعب حسونة قال " هناك بضائع لا نجلبها إلا في رمضان وتنتهي بانتهائه، كما أن طلب الناس عليها لا يكون إلا في الشهر الكريم كونها ضمن أجوائه". وأوضح حسونة لـ قدس الإخبارية، أن الطلب يزداد على قمر الدين، والتمر الهندي، والكاركديه والخروب وعرق السوس، إضافة إلى بعض الأنواع من الحلاوة الطحينية والمربيات وأنواع من الأجبان" بياع فوانيس بائع الفوانيس محمد الطباطيبي، بدا مشغولًا في بداية الأمر بتعليق أحبال الإضاءة فوق بسطة الألعاب باعتبارها وسيلة للفت الانتباه إلى الفوانيس، فهو يرى أن الحركة الشرائية ليست كسابقتها وأوضح الطباطيبي لـ قدس الإخبارية، أن الإقبال ليس سيئًا لكنه بالمقابل مرتبط بالأوضاع الاقتصادية بشكل عام، وقلة الرواتب واغلاق الأنفاق وركود السوق، مضيفًا " الذي اشترى فانوسًا لطفله العام الماضي لن يشتري هذا العام" بين البهجة المنقوصة وبين رغبة الأهالي في غزة برمضان جديد يلتقطون فيه أنفاسهم ويضفي عليهم جوًا مريحًا يعوض ما فاتهم العام الماضي، تبقى الشكاوى من الوضع الاقتصادي قائمة، يجابهها الأمل برمضان أفضل حالًا واستقبالًا خجولًا لشهر الخيرات الكريم. سوق1سوق2 سوق3 سوق5 سوق6 سوق7