شبكة قدس الإخبارية

أين ترسو مداولات اتفاق تهدئة طويل الأمد في غزة؟

هيئة التحرير
غزة - قُدس الإخبارية: نقلت وسائل إعلامية عن مصادر قيادية في حركة حماس، انتهاء الحركة من كل المشاورات التي أجرتها الحركة على بنود "التهدئة" طويلة الأمد في قطاع غزة، التي عرضت عليها من قبل أطراف دولية خلال الشهور الأخيرة. وكان أسامة حمدان، مسؤول العلاقات الدولية في حماس قد كشف في حوار صحفي نشرته صحيفة "فلسطين" المحلية الصادرة من غزة اليوم الثلاثاء، عن تسلم حركته لأفكار "مكتوبة" تتعلق بملف التهدئة، مشيراً إلى أن الحركة تدرس تلك الأفكار المطروحة، متوقعاً أن يكون الرد على الجهة المرسلة اليوم، نافيًا تطرق حركته للفترة الزمنية للتهدئة، واختصارها بـ"10 سنوات"، مضيفاً، "الأمر بكليته يمكن اختصاره بوجود اتفاق تهدئة في مقابل إنهاء الحصار عن غزة". وأفادت مصادر قيادية محلية، أن نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق، عرض كل بنود اتفاق "التهدئة" على جهاز المخابرات المصري، خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، قبل توجهه إلى العاصمة القطرية الدوحة للقاء رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل لوضع اللمسات الأخيرة عليها بناءً على اتفاق مع الجانب المصري، تمهيداً للإعلان عنها بشكل رسمي خلال الأيام القليلة المقبلة بعد إجراء بعد المشاورات العربية وخاصة دولة قطر. وفيما يتعلق بأهم بنود اتفاق "التهدئة"، أكد أن من أهم ما جاء بها "فتح معابر غزة التجارية والإنسانية ورفع الحصار بشكل كامل عن القطاع، وجهود لإنشاء ميناء بحري بتعاون وإشراف من تركيا، وإدخال كل ما يلزم للقطاع من مواد إعمار وبناء وغيرها من المستلزمات الأساسية والهامة"، قائلًا، "أهل غزة سيشعرون بأهمية هذا الاتفاق خلال فترة قصيرة" من جهته نفى صلاح البردويل، القيادي الحمساوي، كل التهم التي وجهت لحركته بأنها تسعى لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، موضحًا أن حركته دائماً ما تسعى لوجود ضمانات قوية تلزم الاحتلال باتفاق التهدئة في قطاع غزة، وعدم خرقه، وكذلك رفع الحصار المفروض عليه وفتح كل معابره. وأكد البردويل في حديثه لموقع "الخليج أونلاين"، أن حركته لا تسعى لفصل غزة، بقدر ما تتوجه له عبر طرق كل الأبواب من أجل التخفيف من وطأة الحصار الظالم المفروض على القطاع منذ ثماني سنوات على الأقل وأن كل جهد وكل تحرك يتعلق بقطاع غزة، لن تنفرد حركة "حماس" بأخذ القرارات به، بل ستعرض تلك الاتفاقات والتفاهمات على باقي الفصائل والقوى الوطنية للمشاركة فيه". بدوره، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في تصريح له اليوم الثلاثاء، "نحن مع تهدئة في غزة على ألا تكون تمهيدا لدولة ذات حدود مؤقتة، وبتوافق فصائلي وطني". فيما اعتبر قيس عبد الكريم، عضو وفد المفاوضات الفلسطيني للتهدئة في القاهرة، أن ما تجريه حركة "حماس" من مشاورات لإعلان "هدنة" جديدة في غزة يقع "خارج إطار التوافق الوطني الفلسطيني، وخطوة سلبية"، مؤكدًا أنهم يملكون معلومات رسمية عن توجه لدى حركة "حماس" وبتعاون مع جهة عربية ذات وزن في المنطقة، لإعلان اتفاق "هدنة" رسمي بغزة يستمر على الأقل 5 سنوات وسيتم تمديده لفترة أخرى. وأشار إلى أن الخطوات التي تسعى لها حركة "حماس" هي التفاف "غير مقبول" على اتفاق التهدئة الذي جرى توقيعه في القاهرة في شهر أغسطس/ آب من العام الماضي، لافتاً إلى أن أي خطوة بهذا الشأن ستعجل في مخططات فصل قطاع غزة عن باقي الوطن. وكشف أن القيادة الفلسطينية ستعقد خلال الساعات المقبلة اجتماعاً طارئاً، للتباحث في خطوات حركة "حماس" وضرورة وضع حد لكل تلك التجاوزات عبر الاتصالات والتحركات معها. وكان موقع "واللا" العبري قال، "إن منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، ممثل الأمين العام نيكولاي ملادينوف التقى الأربعاء الماضي عضو المكتب السياسي في "حماس" موسى أبو مرزوق الذي سلم المبعوث الأممي ودولة قطر اقتراحات من الحركة "لتثبيت تهدئة طويلة الأمد". وأضاف الموقع أن ملادينوف ومبعوث قطري سلما إسرائيل "التصورات الخاصة التي تراها حماس لتثبيت التهدئة طويلة الأمد". وفي 26 أغسطس/ آب من صيف عام 2014، توصلت "إسرائيل" والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، برعاية مصرية، إلى هدنة طويلة الأمد بعد حرب امتدت لـ"51 يوماً"، وتضمنت بنود هذه الهدنة استئناف المفاوضات غير المباشرة في غضون شهر واحد من بدء سريان وقف إطلاق النار، وتوافق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي، في 23 سبتمبر/ أيلول 2014، على عقد مفاوضات غير مباشرة، بوساطة مصرية، بهدف تثبيت التهدئة.