خلص تحقيق صحفي نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية إلى أن جهاز مخابرات الاحتلال "الشاباك" أخفق في حل سريع للغز أسر وقتل المستوطنين الثلاثة في حزيران من العام الماضي، وأن التحضيرات لهذه العملية مرت تحت رادار الشاباك من دون أن يعرف شيئا إلا بعد مرور أسابيع على تنفيذها.
ووفقا للتحقيق فإن منفذا عملية خطف وقتل المستوطنين الثلاثة، عامر أبو عيشة ومروان القواسمي، خططا لها قبل خمسة شهور من تنفيذها. كذلك تبين لاحقا أنه كان هناك ضلع ثالث في التخطيط والتنفيذ، هو حسام القواسمي، وجميعهم من مدينة الخليل.
وقالت الصحيفة "إن التأخير في حل القضية نجم عن تقديرات خاطئة من جانب الشاباك خلال فترة 28 دقيقة، بدأت بعملية الاختطاف وانتهت بقتل المستوطنين الثلاثة".
وتمكن الشاباك من اكتشاف تفاصيل العملية في أعقاب سلسلة تحقيقات طويلة، لكن رغم ذلك، فإن شن حملة الاعتقالات في صفوف نشطاء حماس في أعقاب عملية الاختطاف، أدت إلى تشويش التحقيق في اختطاف وقتل الثلاثة. كذلك فإن مشاركة عدد كبير جدا من الجنود والمتطوعين في عمليات البحث عن المستوطنين الثلاثة ساهم في عرقلة التحقيق.
كذلك فإن الشاباك اعتقد منذ بداية القضية أنه يحركها القيادب فب حماس صالح العاروري، الذي يقود ويوجه من تركيا عمليات ضد أهداف إسرائيلية، لكن تبين لاحقا أن لا علاقة للعاروري بهذه القضية.
وتمكن الشاباك من استخراج معلومات من الأسير رياض ناصر، من بلدة دير قديس، بعد تحقيق مطول. وأكدت الصحيفة أن ناصر أدلى بالمعلومات المهمة التي أدت إلى حل القضية فقط بعد استخدام التعذيب ضده، رغن أنه لم يكن يعلم في البداية عن الاختطاف لكنه أفصح عن أسماء نشطاء في حماس.
وتبين من التحقيق مع حسام القواسمي، “الضلع الثالث”، أن أبو عيشة ومروان القواسمي كانا قد خططا لاختطاف إسرائيلي واحد، واحتجازه في مكان غير معروف، وبعد مرور أيام إبلغا قيادة حماس بالأمر والمطالبة بتبادل أسرى مع "إسرائيل".
لكن عملية الاختطاف تشوشت بعد اختطاف ثلاثة مستوطنين، وبات من الصعب إبقائهم على قيد الحياة، بحسب التحقيق والإفادات، ولذلك تقرر قتلهم ودفنهم في مكان لم تكتشفه أجهزة الأمن الإسرائيلية والفلسطينية إلا بعد 18 يوما.
وبلور جهاز الأمن الإسرائيلي، لاحقا، تقديرات مفادها أن الخاطفين لم يضعوا خطة متينة منذ البداية وأن الأمور أخذت تتشوش بعد اختطاف المستوطنين الثلاثة الذي ركبوا سيارة أبو عيشة والقواسمي طواعية.
ويضاف إخفاق الشاباك إلى إخفاقات الشرطة الإسرائيلية الكبيرة، والتي لم تول أي اهتمام لحقيقة أن أحد المخطوفين اتصل بها بعد اختطافه، ولم تول اهتماما بحقيقة أن والد أحد المخطوفين الثلاثة اتصل مرتين بها وأبلغ أن ابنه قد يكون مختطفا. والنسبة للتحقيق فإنه بذلك يكون قد مر وقت مصيري للتوصل إلى منفذي العملية.