غزة - خاص قدس الإخبارية: منذ ولادتها عام 2013، عانت الطفلة "زينة اسلام الحلو" من مشاكل خلقية صعبة في القلب، حيث لا جدار بين البُطين الأيمن والأيسر، إضافة إلى ضعف في عضلة القلب ومشاكل أخرى في الصمام القلبي.
زينة وبعد محاولات طبية في غزة، أكد الأطباء أنها بحاجة إلى عملية جراحية في القلب قبل أن تتم عامها الحالي، وأن العملية لا يمكن أن يتم إجراءها في غزة، وأنها تُجرى فقط في " إسرائيل"، وهذا ما سعت إليه العائلة لاستصدار التحويلة الطبية والسفر إلى مشفى "ويلفسون" في تل أبيب.
تبدأ الأزمات في قضية زينة، حين جاء رد سلطات الاحتلال على تصريح مرافق الطفلة المريضة، حيث رفضت مرافقة الأم لابنتها المريضة؛ دون توضيح السبب، لكنه على الأغلب يرجع لصغر سن الأم كما توقعت العائلة، كما رُفضت جدتها كذلك، على الرغم من استصدار تصريح سابق بالسفر دون رفض.
خال الطفلة عزام الحلو، تحدث لـ قدس الإخبارية، أن الموافقة على تصريح السفر من غزة إلى الداخل المحتل، يرجع بشكل أساسي إلى مزاجية الاحتلال وليس إلى أسباب واضحة ومحددة، وأن ذلك اضطر العائلة إلى ارسال عمة الطفلة، كمرافق لها في تصريح سفرها إلى المشفى في تل أبيب، بدلًا من والدتها أو جدتها.
سافرت زينة برفقة عمتها، متوجهة من معبر بيت حانون إلى المشفى معتقدة أنها ستقيم هناك يومًا واحدًا لإجراء صورة مقطعية ثم العودة إلى غزة مباشرة، لكن ما أكده الطبيب الاسرائيلي في مشفى "ويلفسون" أن الحالة يجب أن تبقى في المشفى أسبوعًا لإجراء فحوصات واصفًا حالتها بالخطرة، كما أنها تحتاج إلى عملية جراحية مستعجلة.
تصريح عمة الطفلة لا يخولها للتواجد في الأراضي المحتلة والمبيت فيها لأكثر من يومين، وعليه طالب طبيب المشفى بالتجديد والتواصل مع التنسيق والارتباط المدني لتمديد فترة إقامتها لكن كل المحاولات باءت بالفشل.
برفقة وجعها
اضطرت عمة الطفلة أخيرًا، إلى العودة إلى غزة مع مخالفتها على تأخرها ليومين عن الحد المسموح له في التصريح، تاركةً خلفها طفلة العامين في مشفى بتل أبيب برفقة وجعها وإجراءات الأطباء للفحوصات المطلوبة، مناشدين أهالي القدس بالذهاب للاطمئنان على حالة الطفلة كونهم أقدر من غيرهم للوصول إلى المشفى.
وأضاف خال الطفلة أنه تلقى اتصالات عديدة واستعداد من أشخاص متعددين للوقوف بجانب الطفلة في محنتها، لكنهم توصلوا إلى قريبة لهم في الضفة أقامت مع "زينة" 4 أيام آخرين بعد عودة عمتها إلى غزة، كما أن العائلة ناشدت المسئولين في الارتباط المدني بكلا الجانبين لمحاولة استدراك أمر إقامة المرافق مع المريض وتجديد التصاريح.
وبحسب الأطباء، فان حالة زينة استقرت نوعًا ما، وارتفعت عنها حالة الخطر، وعليه فانه تم تأجيل العملية الجراحية للقلب إلى الأول من تموز، على أن تعود إلى غزة وتعاود الرجوع إلى الأراضي المحتلة حتى موعد العملية القادم الذي حددته المستشفى.
عادت زينة لغزة
أجرت المرافقة البديلة من الضفة إجراءات الخروج للطفلة لإرسالها إلى غزة، لكنها ستعود وحيدة دون عمتها التي رافقتها رحلة العلاج ذهابًا دون إياب، وكان عليها الذهاب بها تجاه معبر بيت حانون لإيصالها على أهلها، مع العلم أن المرافقة ممنوعة من دخول المعبر دون تصريح رسمي.
في معبر بيت حانون، من جانب الضفة المحتلة، سلّمت المرافقة البديلة الطفلة إلى إدارة المعبر على أن يتم تسليمها إلى جدتها في الجانب الفلسطيني، فيما أكد خال الطفلة أنه تم إجراء تنسيق لجدة الطفلة من الجانب الفلسطيني في غزة، لدخول معبر بيت حانون واستلام الطفلة من داخل المعبر.
أخيرًا، تتساءل العائلة ماذا سيحدث عندما تسافر زينة للمرة الثانية لإجراء عملتيها في الأول من تموز، وما إذا كان سيسمح الاحتلال باستصدار تصريح لأمها هذه المرة خاصة بعدما طالب الطبيب بضرورة حضور والدة الطفلة المريضة للضرورة، مع التنويه أن إجراءات المرافق تتم قبل أيام قلة من موعد السفر، بحسب العائلة.