بيروت – قُدس الإخبارية: خلص تقدير استراتيجي أصدره مركز الزيتونة للدراسات، اليوم السبت، إلى أن عقد صفقة تبادل أسرى بين المقاومة ودولة الاحتلال، يراوح بين احتمالين أحدهما جمود يمتد لسنوات والآخر تطور دراماتيكي وسريع.
ويرى التقدير، بأن حالة الجمود ترجع لاعتبارات داخلية وأخرى خارجية تخص "إسرائيل"، فحكومة الاحتلال لا ترغب في منح حماس التي تختطف الجنود أي أنجاز يحسب لها في إطار صراعها مع السلطة الفلسطينية وحركة فتح، وكذلك فإن الاضطرات الكبير في علاقة حركة حماس بالنظام المصري الحالي من شأنه تأجيل إنجاز الصفقة.
أما داخليًا، فإن فإن "إسرائيل" متخوفة من انهيار الائتلاف الحكومي ولا تستعجل بلورة صفقة تبادل قد تطيح به بسبب معارضة بعض أطرافه دفع ثمن لإنجاز الصفقة، خاصة في ظل غياب أي ضغوطات من الجبهة الداخلية وأهالي الجنود المفقودين، وغياب أي معلومة تنفي اعتبار الاحتلال بأن جندييه هدار غولدين وشاؤول أورون في عداد القتلى.
لكن على الرغم من ذلك، فإن معلومات تقدمها حماس تؤكد عدم مقتل غولدين وأورون من شأنها فرض السيناريو الآخر، حيث ستدفع مثل هذه المعلومة الاحتلال إلى التعاطي مع الملف بصورة أكثر جدية وإلحاحًا، كنا أن تغير البيئة السياسية المرتبطة بالصفقة من شأنه أيضًا إحداث حراك يكسر الجمود القائم، وفقًا للتقرير.
وعن مصير الجنديين، يقول التقرير إن المواقف الصادرة عن حماس وحماستها لإنجاز صفقة تبادل على غرار "وفاء الأحرار"، بموازاة الردود الإسرائيلية المقابلة يثير التساؤلات والشكوك حول إمكانية وجود أحد الجنديين أو كلاهما على قيد الحياة.
ويخلص التقرير إلى أن تحليل تصريحات حماس وحكومة الاحتلال ومواقفهما خلال الأشهر الأخيرة، يجعل من الصعب استبعاد أي من الاحتمالين بوفاة الجنديين أو بقائهما أو أحدهما على قيد الحياة، رغم الإيحاءات من طرف حماس بأن أحد الأسيرين على الأقل ما زال على قيد الحياة، لكن ذلك وإن كان يحتمل الحقيقة؛ فإنه قد يكون ضمن تكتيكات العملية التفاوضية المعقدة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب في صفقة التبادل المحتملة.