مخيم اليرموك – خاص قُدس الإخبارية: خلال محاولتها الخروج من مخيم اليرموك المحاصر بالجوع والقصف، اختطفت عناصر تابعة للنظام السوري الشابة سلام عمار (23 عامًا) بتاريخ 13/نيسان الماضي، لتنقطع أخبارها عن العائلة القلقة التي بات اليوم يمر عليها كعام كامل.
فأمام أعين والدتها اختطفت سلام التي كانت متوجهة إلى بلدة بيت سحم القريبة، أُعتدي عليها بالضرب المبرح وتم تعصيب عينيها قبل اقتيادها بجيب عسكري إلى جهة ما زالت مجهولة حتى الآن.
سلام ليست المعتقلة الأولى من التي تعود أصولها إلى مدينة حيفا المحتلة، فقبل عامين اعتقلت الأجهزة الأمنية السورية شقيقتها إسلام (25 عامًا)، لتنقطع أخبارها حتى 13/آذار ثم تُسرب للعائلة معلومة تفيد باستشهادها تحت التعذيب، وذلك من خلال معتقلة كانت معها في زنزانة الأمن العسكري "فرع فلسطين 235".
ومنذ ثلاث سنوات تواصل الأجهزة السورية احتجاز إحسان (27عامًا) شقيق سلام، الذي لم يصل عنه أي معلومات حتى الآن.
صلاح الذي كان ينتظر وسلام استقرار الأوضاع في سوريا لعقد قرانهما، بين لـ قُدس الإخبارية، أنه ومن لحظة اعتقال أي فلسطيني في سوريا يصعب التوصل إليه ومعرفة أخباره طالما هو بالأفرع الأمنية ولم يتم تحويله للمحاكم.
وأضاف، أن معظم المعتقلين الفلسطينيين يمر على اعتقالهم أكثر من ثلاث سنوات في زنازين الأجهزة الأمنية السورية، ويقتل كثير منهم تحت التعذيب قبل أن توجه لهم أي تهم ويعرضوا على المحاكم.
ويقول صلاح إن تدهور الأوضاع في سوريا حرم سلام من استكمال دراستها العليا، إلا أنها واظبت على تعليم الإسعافات الأولية وتقديم المساعدة لكل من يحتاجها داخل مخيم اليرموك، في ظل ما يتعرض له من حصار متواصل، ومنع إدخال الأغذية والأدوية للمحاصرين داخله.
ومن حير لآخر، يتم الإعلان عن استشهاد فلسطيني أو فلسطينية تحت العذيب في زنازين الأجهزة الأمنية، ويقول صلاح إنه والعائلة قلقون جدًا على سلام، كما أنهم غير قادرين على القيام بأي شيء لإنقاذها في ظل انقطاع أخبارها.
ويتابع، "ما زلنا بانتظارها، ونشعر بها وبالعذاب الذي تمر فيه، لن نتركها أبدا، وسنعمل كل ما بوسعنا لإنقاذها من أقبية جهنم.. كنا نخطط للزواج، وبالطبع سنتزوج فور عودتها لنا".
ويطالب الفلسطينيون الجهات الرسمية السورية والفلسطينية بالكشف عن مصير عشرات المعتقلات الفلسطينيات في سجونه، وقد عرفت هوية 36 منهن، لكن دون أن تتوفر أي معلومة عنهن أو عن أماكن احتجازهن منذ اعتقالهن.
وأكدت محررات من سجون النظام السوري، عدم مقابلتهن للفلسطينيات المذكورات بما فيهن سلام، وعدم دخولهن السجون خلال الفترة الماضية، وهو ما يزيد من قلق عائلات الفلسطينيات المعتقلات المقطوعة أخبارهن، خاصة بعد الإعلان أمس الجمعة عن استشهاد اللاجئة رغد خالد تحت التعذيب.