خاص- قدس الإخبارية: قيل في أحدى بيانات التيار ردا على ما يحدث الآن داخل حركة فتح "من كان يعبد محمّداً فإن محمّداً قد مات، ومن كان يعبد الله َ، فإن الله حيٌّ لا يموت، وبمثلها وعلى هديها ، فمن كان أقسم أو عاهد من أجل ثورة اللاجئين وحركة الاحرار ومسيرة الشهداء، فها هم أخوتكم ممن بقي على عهده وقسمه في تيار المقاومة والتحرير وكتائب الشهيد عبدالقادر الحسيني يفتحون لكم أذرعتهم وقلوبهم، ومن كان فعل في غير هذا وقبل بالاستزلام والاستتباع واستعملها تجارة وكانت في سبيل دنيا يصيبها فهجرته إلى ما هاجر إليه ، و ما عاد لنا به صلة " ومن هنا نرى كيف اتبع هذا التيار سياسة نأي النفس والابتعاد عن مشاكل السلطة واعتبارها عائقا امام مقاومة الاحتلال وحركة التحرير وأعتباره لفتح حركة وطنية ثورية مستقلة وهي تمثل الطليعة الثورية المقاتله للشعب الفلسطيني، واي تحييد للبوصلة فهو محض وهم.
الكلمة للمقاومة
ما تزال قصة الكتيبة الطلابية (أو السرية الطلابية) في حركة فتح تنعش ذاكرة جيل بكامله، وما زالت معارك خاضوها مثل شقيف ماثلة في التاريخ الذي لم ينصف مجموعة من المناضلين الرواد الذين قدموا أعمارهم في سبيل فلسطين، وضربوا أروع الأمثلة في البطولة والتجرد والالتزام. وحتى اليوم ما برحت أسماء مثل عبد القادر جرادات (سعد) وعلي أبو طوق وجورج عسل (أبو خالد( وطوني النمس وأحمد القرى وجمال القرى وكثيرين من رفاقهم الذين كان اخرهم الشهيد ميسره ابو حمدية الذي استشهد في سجون الاحتلال محفوره في سيرة النضال الفلسطيني، وعلى مسيرة الثورة الفلسطينية في مرحلتها اللبنانية، والتي أسهم فيها مناضلون متميزون من لبنان وسورية وفلسطين بالطبع.
فلقد التزم تيار المقاومة والتحرير بالبندقية كنهج منذ النشأه فمن سرايا الجهاد للكتيبة الطلابية لكتيبة الجرمق لكتائب الشهيد عبد القادر الحسيني الذين يعرفون عن انفسهم بأنهم "الناهلين من النبع الثوري الذي فجره الشهيد المجاهد عبد القادر الحسيني في معركة القسطل وهي المعركة غير المتكافئة والتي انتصرت فيها الفئة القليلة المؤمنة بالله وبعدالة قضيتها على قوى الاستكبار الصهيوني فكانت منارة ومنهلا ينهل منه ثوار فلسطين الذين يريدون وطنا فلسطينيا كاملا على كامل التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر.
إن انطلاق شرارة الثورة الفلسطينية في 1/1/1965 هو امتداد طبيعي لمعركة القسطل وهو نفس النهج الثوري ألا وهو المتمثل في حقيقة أن ( المقاومة المسلحة هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين كل فلسطين ) وهو الذي سارت عليه الكتيبة الطلابية وسرايا الجهاد وكتيبة الجرمق وهي التي شكلت نصرا ومعركة فلسطينية بامتياز." فهم حملة بندقية عبد القادر الحسيني وإرادة وصمود الكتيبة الطلابية وكتيبة الجرمق وفكر أبو جهاد وأبو إياد والكمالين ليشكلوا أنموذجا فلسطينيا معاصرا للثورة والكفاح المسلح، لهم بنية تنظيمية في غزه تتعاون مع كل التيارات داخل فتح التي شاركت بالعمل المسلح في الحروب الأخيره على القطاع ويقومون بنشاطات أجتماعية ملتحمين بالناس مؤمنين أن هذه الحواضن الشعبية هي أساس أي نصر قادم .
أين الضفة؟
إن حلم فلسطين الكاملة هو المحرك للعمل في كل المناطق التي يتواجد بها الأحتلال ومن هنا فإن الضفة الغربية هي رافد مهم لأي عمل موجود على الساحة وكما أسلفنا سابقا وبنأي التيار نفسه عن معادلة السلطة وبتبنيه علنا موقفا رافضا للتنسيق الأمني عمل بهدوء على دعم كل المسيرات التي تحدث في الضفة الغربية ودعا شبابه من غير مواربة للنزول وجعل المواجهه مع الاحتلال بعيدا عن اي مواجهه مع السلطة فهو ينفي الاحتراب الداخلي تحت اي ثمن، ولن يكل حتى ترجع الضفة كما كانت ساحة مواجهه تستنزف الاحتلال بشكل يومي ويتعهد في بياناته المتكرره التي توزع في الضفة أن هذا أصبح قاب قوسين أو ادنى مؤمنين برفض كل مكونات الشعب للاحتلال وان ما يجري الان من تغييب لكل عمل نضالي هو محض وهم لن يدوم حتى لمن يحاول التسويق له وترويجة.
حراك القدس
لقد ادرك تيار المقاومة والتحرير أن حرق الشهيد ابو خضير وما تمثل عنه من هبة جماهيريه ما هو الا علامه فارقه في تاريخ هذه المدينة فخروج الشباب الى الشوارع ومواجهتهم للاحتلال رغم التضييق الامني والمنع ما هو الا ارادة تستحق التامل والدعم الكاملين ويمكن أن يؤسس لعمل مقاوم بعيدا عن التناقضات السياسية التي نأى التيار نفسه عنها ولهذا دفع التيار بخيرة شبابه في المدينة المقدسة وبالتعاون مع كل القوى الوطنية والاسلامية للمواجهه اليومية بعيدا عن الأعلام وبعيدا عن الساسة ايضا.
ونذكر هنا ما حصل قبل يومين في يوم الاسير الفلسطيني حيث خرجت كل القوى الوطنية والاسلامية في الحرم القدسي وتم توزيع بيان من التيار يؤكد فيه على إن هذا "العدو الصهيوني لا يردعه ولم تردعه يوما إلا المقاومة ،ولم تفرض عليه يوما إرادة إلا إرادة المقاومة، ومثلما لم يرّغم أنفه يوما ويجبر على إطلاق أسير أو مختطف إلا نتيجة لعملية تبادل معه تقوم بها المقاومة، فإنه لن يرتدع أو يتأخّر عن برنامج استهداف المقدسات إلا تحت ضغط ضربات المقاومة والحراكات الشعبية البطلة في القدس، والتي نوجه لها اليوم كل التحية والتقدير، وهي تنوب عن كل شعبنا وأمتنا وهي تحمل على عاتقها في مهمة رباطها وجهادها، برنامج دفع العدو عن المقدسات التي هي جوهر كرامتنا في هذا العالم".
وأكدوا ايضا على أن "الطريق الوحيد هو طريق وحدة شعبنا وتكاثفه وتزاحمه في دعم المقاومة وخاصة في القدس الأسير، ودعوا القوى والفصائل والشخصيات والشرائح المختلفة إلى ترك كل عنوان اختلاف وعنوان تشتيت على بوابات القدس الأسير، ولتكن مواجهة العدو في القدس خارج كل الحسابات وخارج كل الاستعراضات لتكن الصورة هي صورة وحدة أبناء شعبنا في حمل مهمة هذا النضال المجيد ضد العدو وبرامجه".
وفي ختام هذه التدوينة نقول ما قاله لنا ابناء التيار متسائلين، ماذا بقي لشعب انعدمت خياراته في مقاومة محتليه؟ وسيأتي يوم على شعبنا يعلن فيه انتهاء خيار الاستجداء وستبقى حركة فتح رغم قتامة الصوره الحاليه ورغم كل القيود رافدا للحركة الوطنية ولنضالات شعبنا ما زال فيهم من يؤمن بقدسية هذه البندقية وقدسية طريقها نحو التحرير فتركها مهانة وحملها أمانه حتى تحقيق النصر لشعبنا.