شبكة قدس الإخبارية

يوم الجمعة الأسود .. حين سقط "جفعاتي" في كمين للمقاومة

هيئة التحرير

غزة – قُدس الإخبارية: كشف موقع "واللا" الإسرائيلي، اليوم الأحد، عن تفاصيل جديدة لمعركة رفح التي دارت خلال العدوان البري على قطاع غزة الصيف الماضي، وتخللها اختفاء آثار الضابط جولدن هدار.

وقال الموقع، إن الجيش أرسل قوة من لواء "جفعاتي" لتدمير أنفاق في رفح، لكنهم لم يعثروا عليها، فساد الاعتقاد بأن القصف الجوي دمر الأنفاق وصعب مهمة العثور عليها، إلا أن معلومات استخبارية وصلت لقيادة الجيش في الجنوب، أشارت لوجود أنفاق هجومية في رفح، لتوكل المهمة إلى "جفعاتي" بتدميرها.

أوصى قائد الوحدة جنوده بالحيطة والحذر، وتناسي العمليات التي كانت من مباني في المرة الماضية كون حماس قد تكون غيرت خطتتها وأعادت انتشارها من جديد، وبالفعل عادت القوة إلى رفح، لكنها واجهت انفجارات في مبانٍ كانت قد هاجمتها في عمليتها السابقة، ثم لاحظت فرار مراقب على دراجة نارية من المكان، قبل أن يتم فتح النار على ثلاثة جنود من بينهم جولدن هدار، ويعتقد الجيش أن حماس كانت بانتظار الجنود.

ويقول واللا، إن حماس اجتمعت مساء 30/تموز مع قادة الفصائل وأبلغتهم عن هدنة تبدأ عند الثامنة صباحًا، ولم تكن هذه الهدنة الأولى مع المقاومة، لكن شعورًا سيئًا حولها أحس به ضباط جيش الاحتلال، وتحديدًا تجاه الساعة الأولى فيها.

وينقل الموقع، عن جهات عسكرية أنهم علموا بالتهدئة قبل دخولها بساعة واحدة فقط، وأن التعليمات التي تلقوها كانت تشير لعدم إطلاق النار إلا لو تعرضت حياتهم للخطر.

ويقول أحد الجنود إنهم عملوا ليلة التهدئة بحثًا عن الأنفاق، ومشوا حوالي 1.5 كم حاملين أوزان ثقيلة، وهم في قمة التعب والإرهاق، مضيفًا، فوجئوا بالعثور على مبانٍ مفخخة كان تم "تنظيفها" في المرة الماضية، ما أثار شكوكًا بأن المقاومة استعدت لعودة الجنود إلى المكان.

ويضيف الجندي، أنهم استعدوا عند الساعة السابعة لعملية الدفاع، حيث تم حماية النوافذ ونشر نقاط المراقبة والقناصة، لكنهم أبلغوا عند الثامنة بالهدنة. ويتابع، "بعدها بعشر دقائق شوهد شخص على دراجة نارية يسير في شارع رئيسي على بعد 250 متر من القوة المرابطة في المكان، وهو ينظر للقوة المنتشرة في المكان".

عندها نفذت القوة خطوة اعتقال مشبوه، إلا أن راكب الدراجة استدار عائدًا من حيث أتى فلم يتمكنوا من اعتقاله، ليتبين فيما بعد أنه جاء للمراقبة، ليقرر قائد الوحدة في الموقع رفع حالة الاستنفار، وتمشيط المنطقة لأنه يشك بأن حركة حماس تخطط لشيء ما.

ويوضح الموقع، أن قائد الوحدة قرر توزيعها إلى ثلاث فرق لتمشيط المنطقة التي كان فيها مباني مهجورة وجدران وأراضي زراعية، وخلال عملية التمشيط لوحظت حركة شخص مشبوه في برج مقابل للمكان ولكنه كان دون سلاح، وتبين فيما بعد أنه برج مراقبة لحماس.

ويوضح واللا، أن قوة من الجيش اقتربت من المبنى الذي كان فيه المراقب، وبصورة مفاجئة أطلقت نيران كثيفة على ثلاثة جنود وبعدها سمع صوت انفجار، الجنود الثلاثة سقطوا على الأرض.

ويبين، التحقيقات لاحقًا أكدت أن مسلحًا بالزي العسكري فتح عليهم النار من مسافة 20 مترًا، لتخرج خلية كانت داخل النفق وتجر جولدن هدار لداخله، وقد أظهرت تقديرات الجيش بعد المعركة بأن حماس خططت لأسر جندي حتى لو كان الثمن كسر التهدئة.

وينقل الموقع، أن القوة سمعت عند 9:06 صوت إطلاق النار، فتحدث الضابط عبر أجهزة الاتصال بأنه في الطريق لمعالجة أمر المراقب، فيما توقف 14 جنديًا على مسافة 300 متر من المكان، وتلقت قوة من خمسة جنود أمرًا بالتفرق عن بعضها البعض، لكن أصوات الجنود لم تسمع بعد ذلك، "حينها فهمنا أي شيء سيء قد حصل"، يقول أحد الجنود.

أبلغ قائد القوة قائد الوحدة بما جرى، واتخذ الجنود قرارًا بإطلاق صاروخ على المبنى والاشتباك، فيما حاصر 20 جنديًا المبنى استعدادًا لدخوله، وفي مدخله تم العثور على بناطق ومخازن رصاص وقاذفات "آر بي جي"، كما تم العثور على جثتين تم جرهما لداخل المبنى بعيدًا عن النفق، حينها صرخ أحد الجنود بأن جولدن هدار غير موجود.

وينقل الموقع، أن جنديًا يدعى بوند قرر إلقاء قنبلة داخل النفق حتى لا يخرج منه مسلحين، وطلب الإذن بالدخول للنفق، فقيل له افعل ما تراه مناسبًا، فقرر الدخول حاملاً مسدسًا ودون لباس واقٍ، قبل أن يعود حاملاً أدلة أن جولدن هدار قد قتل، ليعود بوند مع عدد من الجنود إلى النفق ويعثروا على كميات كبيرة من الأسلحة فيه.

تجدر الإشارة إلى أن الرواية التي نشرها موقع "واللا" تخالف نتائج تحقيق نشرت الأسبوع الماضي وتحدثت عن خطف جولدن هدار حيًا عبر نفق في رفح، ثم نقله إلى أحد المستشفيات بقطاع غزة.

ترجمة: محمد أبو علان - تحرير: شبكة قدس الإخبارية