نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في افتتاحيتها على عددها الصادر اليوم مقالة للمعلق السياسي "أهرون برنياع" قال فيها "إن رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" كان في أحسن حالاته وأوقاته، كان يتحدث بلغة واضحة ولسان فصيح، بلغة إنجليزية أمريكية".

وأضاف "رنياع" "صحيح أن نتنياهو استطاع أن يخلق لنفسه فرصة ذهبية لإثارة إعجاب الناخبين في إسرائيل قبل أسبوعين من انتخابات الكنيست، إلا أن الصورة في واشنطن تبدو مختلفة".

قناة "CNN" نقلت عن مسؤول رفيع في البيت الأبيض تعليقه على خطاب نتنياهو بوصفه بأنه "استعراض، ولم يأت بأي جديد"، كما أن الخطاب أثار حفيظة زعيمة الأقلية الديمقراطية في الكونغرس "نانسي بلوسي"، والتي قالت بعد الخطاب: "نتنياهو وجه إهانة قاسية لوعي الشعب الأمريكي، لقد كدت أن أبكي".

ويوضح "برنياع"، "هذه التعبيرات غاية في الأهمية من أجل التوصل لفهم عام لمعاني خطاب نتنياهو بكل ما يتعلق بالنووي الإيراني، فالخطاب يهدف إلى تمهيد الأرضية لخطوة ما يتخذها الكونغرس الأمريكي، وفي البيت الأبيض يتحدثون عن خطوتين محتملتين، (قانون لتشديد العقوبات على إيران، وقانون يحدد موعدا نهائيا للمفاوضات).

ويتابع "في الخطوتين سيلجأ أوباما لحق النقض الفيتو، عندها سيحتاج القرار إلى ثلثي أعضاء الكونغرس لإبطال الفيتو، وخطاب نتنياهو يوم أمس لم يجند الديمقراطيين بل أبعدهم أكثر".

وقال "نتنياهو وإن كان يخاطب نخبة الشعب الأمريكي إلا أنه كان يلقي كلاما عابرا للقارة الأمريكية، تستهدف الناخب الإسرائيلي، وبالنتيجة لم تكن أجهزة الطرد المركزي الإيرانية على رأس اهتمامات نتنياهو بل كانت صناديق الاقتراع في إسرائيل".

وتابع: "استطعنا وبكل سهولة أن نلمح المليارديرات اليهود يجلسون في أحد أجنحة القاعة، لقد جاءوا لينظروا للرجل الذي تبنوه من سنين، ويعرفوا ماذا سيقول ويروا بعيونهم ثمار استثماراتهم السياسية في إسرائيل".

وختم "رنياع" بالقول: "خطاب نتنياهو الذي بث في محطات الكوابل في معظم الولايات الأمريكية، اختفى بعد ساعة من العناوين الرئيسية في القنوات الأمريكية، وحتى من جدول أعمال أعضاء الكونغرس، وحلت مكانه الكثير من القضايا، كميزانية وزارة الأمن الداخلي، والأنباء عن تورط وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة "هيلاري كلينتون" في قضية أمنية، كما أن المفاوضات التي تجريها الدول الكبرى مع إيران لا تزال مستمرة".