شبكة قدس الإخبارية

غزة تشارك في الانتخابات الإسرائيلية!!

هيئة التحرير

خاص- قدس الإخباراية: كشفت الدعاية الانتخابية الإسرائيلية التي حمي وطيسها خلال اليومين الماضيين كذب وصور النصر الزائف الذي ادعاه رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" في الحرب التي شنها على قطاع غزة في مسعى منه كما ادعى لتصفية حركة حماس وتحطيم قدراتها القتالية.

رموز سياسية كان لها دور بارز في تأجيج الأجواء ودق طبول العدوان على غزة تنصب اليوم محاكم ميدانية في الشوارع والطرقات وفي القاعات المغلقة والمفتوحة لمحاسبة نتنياهو على كذبه خلال فترة الحرب.

فمن الهجوم من قبل المعسكر الصهيوني على نتنياهو وجوقته العسكرية إلى هجوم وزير جيش الاحتلال الليكودي "موشيه يعلون" على زعيم حزب اليمين "نفتالي بينيت، إلى هجوم المعسكر اليساري على الحكومة برمتها، كل تلك المعارك الانتخابية كانت الحرب على غزة مادتها وأساس طروحات قادتها.

كان نتنياهو ولا يزال يتكئ في حملته الانتخابية على بعبع الأمن الذي يتفاخر بأنه الوحيد الذي ضمنه وحققه للإسرائيليين، إلا أن خصومه السياسيين الذين كانوا شركاؤه في كذبة النصر المزعوم على المقاومة الفلسطينية، شركاء نتانياهو في الحكومة أغاظهم تصديق نتانياهو للكذبة، وتوظيفها في الانتخابات، فراحوا يتصدون له، ويطعنون في مصداقيته، وفي قدرة وزير جيشه موشي يعلون، الذي فشل في ردع حماس، كما قال الوزير نفتالي بنيت، ليضيف: "وها هي حماس تعود لتهيئة الأنفاق من جديد، وقد باتت مستعدة للمواجهة".

يعلون بهجومه على "بينيت" اعترف بشكل غير مباشر بمصداقية حديث "بينيت" حين قال: "إن نفتالي بنيت استغل معلومات سرية أتيحت له بناء على عضويته في الكابينت لأهداف سياسية وحزبية ضيقة".

وأضاف يعلون، "لقد كشف الوزير نفتالي بينيت عن معلومات كاذبة دفعت حماس للاعتقاد بأن الوضع الإسرائيلي الداخلي يسير نحو التفكك، ولذلك لم تتعجل في إنهاء الحرب، وواصلت عملياتها على طول 51 يومًا".

يحاول موشي يعلون أن يبرر فشل الجيش الإسرائيلي في إسكات صوت المقاومة على مدار واحد وخمسين يوماً من القتال، ليلقي بمسئولية إطالة زمن الحرب على المعلومات التي سربها الوزير نفتالي بينت.

لم يتوقف الأمر عن هذا الحد، فكلام يعلون إن كان قد انطلى على زمرة نتنياهو الذين تعودوا أن يكذبوا الكذبة ويصدقوها، فهو لم ينطلي على من تابع الحرب على غزة دقيقة بدقيقة من قيادات أمنية وعسكرية إسرائيلية، وعلى رأسهم "يوفال ديسكن" رئيس جهاز الشباك السابق، والمرشح على القائمة الصهيونية، الذي قال: "نتنياهو يهدد ويتوعد، ولكنه غير قادر على إخضاع حماس في غزة، نتانياهو خاض أطول حرب إسرائيلية ضد منظمة (إرهابية) حسب زعمه".

إطالة زمن الحرب مثل هزيمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما اعترف فيه الجنرال عاموس يادلين، الذي راح يطرح الحلول العسكرية للحرب القادمة، ويشترط أن تكون قصيرة ومركّزة، وليس كما كان الأمر عليه في الحروب السابقة على القطاع، ذلك أن تلك الحروب دلّت على عدم قدرة وخبرة، ذلك أن العمليات المؤثرة لم يقم الجيش الإسرائيلي بتنفيذها.

رئيس "المعسكر الصهيوني" اسحق هرتسوغ هاجم من جهته حكومته "نتنياهو"، وقال إنه "فشل في الحرب الأخيرة على قطاع غزة".

وقال هرتسوغ: "يتضح اليوم أن الجرف الصامد كان فاشلا، لدرجة أن أي شريط أو خطاب لن يخفيه، الحملة الانتخابية انطلقت منذ شهرين وحتى اليوم لم نسمع منه (نتنياهو) أي كلمة جدية عن برنامجه الأمني والاقتصادي، أو خطة إسكان أو برنامج سياسي".

وأضاف، أن "بيبي فشل في كل شيء. فشل في الإسكان، فشل في الاقتصاد، لكن قبل كل شيء فشل في الأمن". وخلص إلى القول: "كفى بيبي، فشلت، إذهب إلى البيت".

وزير خارجية الاحتلال وأحد رموز "الكابنيت" الإسرائيلي الذي كان يحمل على عاتقه بوق التأجيج للحرب والترويج لها في الداخل والخارج يندفع هو الآخر لركوب موجة الحرب على غزة في دعايته الانتخابية لحزبه، فقد تصدر المعركة د حليفه الأكبر نتنياهو بتوجيه كلاما حادا له في عدم قدرته على حسم المعركة وإطالة أمد الحرب الذي أكد أنه يعني الفشل.

ليبرمان اعترف بفشل الحرب في تحقيق أهدافها، وفي عدم نجاحها في ردع المقاومة، وأضاف: "يجب على إسرائيل إذا لزم الأمر أن تخوض عملية عسكرية كل عامين ضد أعدائها لتغيير توازن الرعب، والعيش بهدوء". وادعى أنه "لو كان صاحب القرار لكانت حماس تختبئ في الملاجئ بغزة بعد 50 يوما".

هذه المعارك السياسية المتكررة رغم أنها تأتي في سياق الدعايات الانتخابية، إلا أنها كشفت حقيقة النتائج التي مني بها جيش الاحتلال بجوقته السياسية، فأعداء اليوم كانوا هم أخوة الأمس، وما أن وعت الحرب أوزارها حتى بدأت حقيقة النصر الكاذب الذي ادعاه جيش الاحتلال على غزة تتكشف من داخل أركانه السياسية والعسكرية، فقد بينت هذه المعارك الدعائية أن جوقة الحرب على غزة كانت تبث الأكاذيب لطمأنة الإسرائيليين، وتعزيز ثقتهم بجيشهم الذي تمرغ أنفه في تراب غزة.

ومن المقرر أن تجرى انتخابات الكنيست في 17 مارس/آذار الجاري، بعد أن قرر رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي حل الكنيست.

وكانت الانتخابات العامة الإسرائيلية جرت في شهر يناير/كانون الثاني عام 2013. وينص القانون الإسرائيلي على إجراء الانتخابات العامة كل 4 سنوات، ما لم يتقرر إجراء انتخابات مبكرة.