رام الله – خاص قُدس الإخبارية: ما إن أكمل طارق زياد حامد من بلدة سلواد شرق مدينة رام الله عامه الـ (19)، حتى أصبح في رصيده ثلاثة اعتقالات وملف إداري وإصابة وعدد من استدعاءات التحقيق، وحسب تهديدات محققي الاحتلال فهذا ليس إلا غيضًا من فيض والقادمُ هو الأسوأ.
في (23) من كانون أول لعام 2014، ثبتت محكمة الاحتلال الاعتقال الإداري مدة أربعة أشهر بحق الأسير طارق حامد بعد أسبوع من اعتقاله وإخضاعه للتحقيق، ليصبح بذلك المعتقل الأصغر بين الأسرى الإداريين.
والدة طارق تروي لـ قُدس، أن قوات الاحتلال اعتقلت طارق للمرة الأولى قبل عامين حين كان طالبا في الصف الثاني عشر، مبينة، أنه لم يتمكن من تخطي الامتحانات الثانوية بنجاح لما مر به من ظروف صعبة في تجربته الاعتقالية الأولى.
لم ييأس طارق والتحق مرة أخرى بالثانوية العامة، ليصاب في الفصل الدراسي الثاني برصاص الاحتلال ويعتقل مرة أخرى، ويحرم من النجاح للمرة الثانية، وما إن باشر في محاولته الثالثة حتى اعتقله الاحتلال مجددًا.
تقول، "كالعادة يقولون لي سوف نعيده، إلا أنه وبعد ساعات قليلة من اعتقاله، عقدت المحكمة جلستها وقررت اعتقاله إداريا"، مشيرة إلى أن المحامي لم يمنح فرصة للاطلاع على ملفه أو الدفاع عنه.
وتتساء: "ما هذه الجريمة التي ارتكبها ليعتقل ثلاثة مرات حتى الآن، إضافة للاستدعاءات المتكررة؟" مضيفة، "هذه المحاولات ليست إلا لإحباطه، فهو يسعى لينجح ويكمل دراسته الجامعية ويدرس الإعلام، فيما الاحتلال يرحم شبابنا من أن ينجح ويرفع رأسه".
وبينت أن طارق تأقلم مع ظروف الاعتقال إلا أنه صدم وتفاجأ من قرار اعتقاله إداريا وخاصة أنها تجربة جديدة وربما لن تكون سهلة عليه .. إرادته قوية وصلبة، وأتوقع أن لا يؤثر الاعتقال سلبا عليه".
طارق هو نجل الشهيد زياد حامد والذي أمضى سنوات طويلة في سجون الاحتلال، قبل استشهاده عام 2003 إثر إصابته وهو في سجون الاحتلال بمرض غامض، تاركا خلفه ثلاثة أطفال.
وتبين والدته أن محققي الاحتلال في كل اعتقال أو استدعاء كانوا يطرحون على طارق أسئلة عديدة حول والده ويهددونه من الاستمرار في طريقه، "الاحتلال يستهدف طارق لأنه ابن شهيد صاحب طريق نضالي، ويقولون له أنت مخرب وابن مخرب".
وأكدت أن الاحتلال يخاف من أن يسلك طارق طريق والده، ذلك يسعى لاعتقاله باستمرار واستهدافه، "قال له المحقق في المرة الأخيرة باقي طرف خيط فقط وسأعرف حينها كيف أصفيك".
عائلة طارق لم تتمكن من زيارته ورؤيته حتى الآن، كما لم تتمكن من حضور أي جلسة قضائية بذريعة أنها سرية، مشيرة إلى أنه يسمح لها بالتقديم لتصريح طلب زيارة بعد مرور شهر على اعتقاله، فيما يتم إعلامها بقبول التصريح أو رفضه بعد مرور شهر ونصف.
" لا أعلم كيف يعاملوه، لا أعلم شي عما يمر به من ظروف، لا أعلم إذا هو بحاجة لشي في ظل عدم وجود أغطية كافية للأسرى في سجون الاحتلال"، مشيرة إلى أن الاحتلال رفض طلب العائلة بالحديث معه عبر المحامي، "أتمنى أن يتحدى طارق كل ما يمر به من ظروف ويحاول بجهده الدراسة لتحقيق حلمه رغم الاحتلال".
غياب طارق ترك فراغا كبير في أسرته وبين أصدقائه، تعلق والدته، "نحن جميعا مشتاقون كثيرًا لطارق ونتمنى أن نراه ولو لمحة صغيرة، ولو لثانية فقط" مضيفة، "طارق روحه مرحة ويحب المزح والضحك، كان يخلق لنا جو في البيت، غيابه ترك أثر وألم كبير في قلوبنا".
طارق هو أكبر أشقائه - محمد (14 عامًا) ويسرى (17 عامًا-، "كنا نتمنى أن يدرس ويعمل ويكون مستقبله وينجح، ليكون قدوة لأخوته، ولكن الاحتلال أراد أن يكسر عزيمته وحبه للحياة ولكني أدعو أن تقويه هذه الضربة لا أن تكسره".
زوجها شهيد ونجلها الأكبر أسير، والعبأ الملقى على ظهرها يكبر ويتضخم، "كنت أقول أن أطفالي سيكبرون ويحملون معي هذه المسؤولية والعبأ إلا أن الاحتلال لا يعطينا فرصة"، بعد أن كبر طارق طالته أيدي قوات الاحتلال، التي لم تتوانى عن الاعتداء على شقيقه الأصغر خلال اعتقاله.
والدة طارق كانت تتمنى أن يكبر طارق ويساعدها بحمل المسؤولية الملقاة عليها بعد استشهاد والده، إلا أن الاحتلال يتناوب الآن على اعتقاله وإبعاده عنها، "أقول لطارق أن يبقى قويا وصلبا ومصرا على مبدأه وهدفه، ويتذكر دائما أنه ما دام على حق فإن الله سيبقى معه".