القدس المحتلة- خاص قدس الإخبارية: لا يغادر محمد محيسن شقته إلا لساعات محددة، فيما تتناوب زوجته وأطفاله على حمايتها وحراستها من المستوطنين الساعين للاستيلاء عليها، بعد تمكنهم من الاستيلاء على المبنى بالكامل والذي يقع في الحارة الوسطى في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.
محمد محيسن روى لشبكة قدس، أنه لا يغادر شقته إلا لساعات قليلة وهي التي يعمل بها لسداد قيمة الشيكات التي وقعها لشراء شقته التي لطالما حلم بامتلاكها لإيواء أطفاله وتعزيز صموده في مدينة القدس.
وكانت جميع "إلعاد" الاستيطانية استولت على عقارين لعائلتي الرجبي وقواسمة في بلدة سلوان تحتويان على (10) شقق سكنية وذلك في شهر تشرين أول من العام الماضي.
وأوضح محيسن أن خمس عائلات من المستوطنين يسكونون في الشقق المستولى عليها، فيما يسكن وعائلته في شقة تقع بالجهة الجنوبية وذلك بعد أن اشتراها وأرض بمساحة (70) مترا مربعا حول المبنى.
ويبين أن المستوطنين يشنون جملة من الاعتداءات عليه وعلى أسرته، مشيرا إلى أنهم حطموا خطوط المياه والمجاري وقطعوا أسلاك الكهرباء والهاتف.
وقال "إنهم يقومون بعمليات حفر أدت لانهيار الجبص المعلق في سقف المنزل وتشققت جدرانه، متابعا "أصبحت أخاف الآن أن يسقط السقف على رؤوس أطفالي ويقتلهم".
وأكد محيسن على أن توجه لمراكز شرطة الاحتلال في المدينة مرات عدة إلا أنها لم تتجاوب معه، ولم تقوم بأي إجراء لردع المستوطنين وإيقاف اعتداءاتهم.
وعلق "أعيش وأطفالي في مأساة لا يعلم بها غير الله"، مناشدا كل المؤسسات الحقوقية والقانونية للوقوف معه وحمايته.
ولفت محيسن إلى أنه لا يذهب إلى عمله إلا ساعات قليلة ويعود فورا، حيث بات يخاف أن يترك المنزل ويدخله المستوطنون عنوة ويستولون عليه، وقال: "أعمل فقط لتسديد الشيكات التي اشترى بها المنزل ولكي أوفر لقمة العيش للأطفال".
وتابع "نعيش في رعب وخوف وعدم استقرار ولا نترك المنزل أبدا، فهو مأوانا الوحيد وإذا تم الاستيلاء عليه لن نجد منزلا يأوينا".
وبين محيسن أنه تفاجئ قبل أيام بحضور عدد من المستوطنين إلى عمله حيث اعترفوا له بأعمال التخريب التي يقومون بها وذلك بهدف إخراجه بالقوة من المبنى.
وأوضح أنهم عرضوا عليه مبالغ كبيرة من المال مقابل بيعها، متعهدين أن يتحملوا المسؤولية أمام الإعلام ويدعون أنهم من استولوا عليها بالقوة.
وعلق محيسن،" أنا أرفض الفكرة تماما، من المستحيل أن أترك الشقة وأبيعها لهم، ليس لأنها ملكي فقط، بل لأنها وقف إسلامي لا أفرط فيه أبدا".
وكان المحامي مدحت ديبة والذي يقوم بشكل تطوعي بالدفاع عن العقارات المستولى عليها في سلوان في محاولة لإعادتها، أوضح لـ شبكة قدس أنه تم رفع دعوة في محاكم الاحتلال لاستعادة مبنى العباسي الذي استولى عليه المستوطنون وذلك بعد استكمال جمع الوثائق والأدلة والتي تدعم حجة الملف.
وأكد أنه ما يزال يدرس ملف عقار القواسمة حيث سيتم رفع دعوى ضد جمعية "إلعاد" الاستيطانية التي استولت عليه وذلك بعد الانتهاء من جمع المعلومات والوثائق الأساسية.
ولفت ديبة إلى أن المقدسي محمد محيسن يحق له الآن رفع دعوى في محاكم الاحتلال ضد ممارسات المستوطنين بحقه والحصول على أمر احترازي يوقفهم عن الاستمرار في اعتداءاتهم لحين صدور قرار نهائي بحق العقار.
وأشار إلى أن تقديم بلاغات في شرطة الاحتلال لا تكتفي وحدها ويجب القيام بخطوات قانونية لجانبها.
وفي حديث سابق لـ سعيد يعقوب القواسمي مع شبكة قدس، بين أن العائلة باعت المبنى لابن عمومتهم شمس الدين القواسمي في شهر يونيو الماضي بقيمة (400) ألف دينار أردني، وهو الذي قام بتسريب العقار لجمعية "إلعاد" الاستيطانية.
وبين أن العائلة ورثت المبنى من جدها سعيد عبد الرحمن القواسمي وتم عرضه على السلطة الفلسطينية والتربية والتعليم إلا أنه لم تشتره، وتم بيعه لشمس الدين الذي كان يعمل باسم “اللجنة القًطرية في القدس” وتم تسجيل المبنى باسمه وفق وثائق البيع.