شبكة قدس الإخبارية

سنة سجن خارج السجن

هيئة التحرير

سعد عمر: أنا تأخرت ...

كتير ناس شافو البوست إلي حطيتو عن ٥/١/٢٠١٥ وسألوا حالهم .. مين بدو يفضح هاض المجنون ..لدرجة انو في ناس حكتلي ليش بتهددني بالبوست شو بدك تكتب عني ..

مش هون القضية .. القضية انو أنا تأخرت ..تأخرت ع كلشي ع الدنيا ع العمر ع الدراسة ع الحب ع كلشي حتى ع الموت ..بعد تسع سنين بالسجن وسنة براه..

بعد سنة كاملة من خروجي من السجن مش عارف شو أأقول .. اتحسر عالسجن ولا اتحسر عالموت .. بعد سنة من طلوعي من السجن وبعد فقدان عين من عني بمواجهات بيت ايل في حرب غزة وبعد ما مدير التسجيل بجامعة بيرزيت زت وراق تسجيلي بوجهي وقال للموظفين بقاعة كمال ناصر بالجامعة قدام كل الطلاب (محدش يوخد منو وراق ولا طلبات انا قلتلو انت بتفوتش ع بير زيت وحتى تطلعو مش قادر يرفع عينو بعيني ) مش مهم شو مبرراته ولا شو دوافعه المهم انو تعامل معي كمتسول ع باب بيتو...مع إني جاي أتعلم وادفع مصاري عشان أتعلم مش جاي اتوظف بالواسطة واقبض مصاري .. والاهم انو كمان الاطار الطلابي المفروض انو بمثلني ممثل باحد ابرز مسؤوليه والي كان معي بالسجن للاسف لما اتصلت فيه عشني ما بدي ارفع صوتي بالكفتيريا وانده عليه من بعيد اتطلع ع تلفونو وحطو صامت وكمل ضحك ومزح مع الي معو مع انو بعرف انو انا بواجه مشكلة بالتسجيل لا بل انطردت قدام الطلاب ..يوميتها بعتلو رسالة اكيد متذكرها هو ..قلتلو :تسالوش ليش رفيقنا بعد ما طلع من تسع سنين سجن صار تاجر مخدرات.

اكيد ما صرت تاجر مخدرات ..لانو كان ما شكيت ولا تحسرت ..ولا حسيت انو انضحك علي لاني خشيت السجن ولا حسيت بالندم..كانو الناس الي يعرفو اني كنت مسجون يقلولي الله يعينك وكنت ادايق وقول ليش هو انا عندي اعاقة ولا مريض ... بس شكلو للاسف اه...وكتار الي قلولي مجنون واكتر الي قلولي انضحك عليك ...مش عارف أقول لا ولا أقول اه معهم حق

كل واحد ما باع حالو ندم لانو خش السجن لانو الي باع حالو عايش مبسوط مش مذلول ولا جعان بشتغل مش بترمى بالشوارع الي باع حالو اكيد مش زي "أ ع" إلي لحد الان ما بنزل راتبه بعد ١٢سنه سجن ولا تعرقل زيي ولا تشحشط ع المخابرات لانو قال راىو بالقيادة والفصائل دون استثناء كان معاه جواز سفر مش زي "أ ع" الي سلطة رام الله مش راضية تعطيه جواز سفر الي مابدهم يرحمو ولا يخلو رحمة الله تنزل....الي باع حالو مش مرمي عند الوقائي زي "ب ع" ولا زي معتقلي الجهاد الي بروحو من سجون السلطة وتتناولهم اسرائيل ع السريع تسليم مفتاح.... والي باع حالو بتبهدلش عحدود البلد العربي الوحيد الي بطلعنا من الضفة كانو جسوس ولا حرامي وبنتف بوجهو وبترجع مليون مرة واذا دخل الله يغضب عليه وبضل يشوط ع المخابرات رايح جاي بنذل و يتبهدل ... كان بمر ملك...بس لو باع حاله....

كان "خ ج" ردت ع "أ ع" من غزة لما بتصل فيها يطالبها تقوم بدورها كلجنة أسير بالمجلس التشريعي واتابع قضايا الأسرى مش تضل تبرم ع التلفزيونات وتركب جبات السلطة الي بتسبها مخاجلة

الي باع حاله ما صار فيه زي "أ م" وارتمى بسجون السلطة دون ما يسال عنو حدا لانو مش ابن فلان بالشعبية ولا من الطبقة البرجوازية بالتنظيم كان بيتو انبنى مش زي بيت الشهيد معتز وشحة..ولا زي الاف الي نايمين بالمطر بغزة

سنة بعد الاسر اكتشفت انو الحشيش رياضة وطنية بتشترك فيها جميع فئات الشعب.. ومالو احسن ما يموتو قهر ..و الاجهزة وبتبتز الناس فيه لانهم بدخنو وبستغل الحشيش والجنس عشان يخترقو المجموعات الشبابية وبنخروها من جوا... محدش يقلي انت كذا وكذا انا اسفل واحد بالبلد واوطى واحد اذا بدكم وما بوزع اخلاق ع حدا هيك احنا مش انتو هاي بلدنا وعيشتنا ...وضروري تفهم السلطة انو احنا..

بدناش مصاريكم بس متسرقوهاش باسمنا وتذلوش اهلينا فيهن منسجناش عشان مصريكم ...سنة بعد السجن والنضال صار مدفوع الاجر .. مش بس من الاتحاد الاوروبي وكمان من الاحتلال ..زي انو تتنظم مسيرة والي منظمينها يهربو مع اول صوتية ويدشروا ولاد العالم بنطخو ..وهمة بروحو بعبوا التقارير بالعبري مع الصور وبقبضوا ثمن دم الناس والشعار مقاومة سلمية شعبيه ولا زي مسيرة ال ٤٨ الف الي تصورت فيها قيادات رافعة قبضة عند اول المخيم والناس بتستشهد عند الحاجز وبتنطخ والصور بترف ع الفيسبوك زي المطر.

سنة بعد السجن وانا كنت حامل الف شغلة براسي اعملها مش الي للناس وللوطن

بس لما يطلع الواحد بسكروا كل البواب بوجهو وبصير يركض ويحاول بس بصير يغرق ويغرق ..ويغرق بحالو الي وقف واتدمر وبصير بدل ما يكمل الطريق بصير بدو يلحق حالو قبل ما يموت من الجوع والبرد والقهر ..

سنة بعد السجن شفت فيها حماة المشروع الوطني ع اساس في مشروع ..بضربو امهات وزوجات الاسرى المضربين عن الطعام بسجون الاحتلال بالشوارع بطولكرم وبرام الله بضربو اهل المخيم عشان بدهم رام الله تحد يوم ع شهيد.

سنة بدخلها وانا ماشي بالشارع بحس الناس بتركض .. وهمة ماشين عادي بس انا الي مش ملحقهم .. بحس حالي متاخر فبسرع وبركض بس بعديها بوقف لاني مش رايح ع محل .. او عند حدا ..لاني تاخرت ..ومافي حدا بستناني ... انا الحب تاخرت عليه لانو انا ما كنت جاهز احضنو وانا مكسور وهس الحب بدو استقرار وعيلة هس وانا صفر اليدين ... بتطلع ع الناس وبقول ..

بالسجن كنت اعمى لاني ما كنت بشوف بعنيي ابعد من حيطان الزنزانة بس كنت بقلبي بشوف الدنيا كلها بس اليوم انا كسيح ..روحي بتعرج وقلبي غارق بالعتمة ..

انا مشتاق للسجن .. لاني دشرت الوطن هناك بين اربع جدران

ولما طلعت ما لقيت وطن ..

لقيت شركات باسم فصائل

وبهايم بالاجرة باسم مثقفين وفنانين

ومتعهدين باسم ناشطين شبابين

ومزرعة الرئيس وولادو وصحابو باسم وطن

اليوم انا الي برة السجن سنة

معيش بجيبتي شيكل ..وطز شو يعني ولا بشتغل ..ولا حدا راضي يشغلني

وقلبي مكسور وخاوي

نفسي اقول للي بالسجن تطلعوش بلاش تموتو قهر او تبيعو حالكم... انا والي زيي عادي متل القندرة بس ام ولا اخت وازوجت ولابنت شهيد ...شو نقلهم ...؟؟؟ كيف نتطلع فيهم ...

اذا بدي اشكر حدا ع اشي بهاي السنة بشكر الي حبتني وتحملتني و وقفت جنبي وحياتي وظروفي قتلتها بشكر الي حب يجربني ورماني بعد شهر بشكر الي كسرني عشان بدوياني ومعرفش انو هدمني بشكر الي اذاني عشان اتعلم انو الحياه سافلة والبلد هاي مزرعة الي خلفوه.. بشكر الي خلاني حس دون مايحكي بانو لسه في حدا بقدر يقول لا وانو لو داسوك ودعسو عليك وعمرك راح قول لا لانو عادي ما تبيع حالك ...انا اه ندمت مش لاني دخلت السجن .. انا بندم لاني طلعت منو ....اشو يعني راح من عمري تسع سنين طز ولا اشي شو يعني عيني راحت ...طز في كمان وحدة ..شو يعني . بدهم يقتلوني ولا يحبسوني اليهود ولا السلطة متل صرمايتي... طول ما بقدر اوقف ع حيلي بحتجش حدا ولا بتسول من حدا كل شي متل اجري بس بضل الي اقدر اتطلع بالمراي وما اخجل..