فلسطين- خاص قدس الإخبارية: من هذه المؤسسة إلى تلك، وداليا (32) عاما تتنقل بين محافظات قطاع غزة فيما يبذل راشد (35) عاما ذات الجهود في محافظات الضفة، باحثان عن يدٍ تمد لهما جسرا يمكنهما من الاجتماع وإتمام زواجهما الذي مضى على عقد قرانه ثلاثة أعوام.
فقبل أربعة أعوام جمع التبادل الشبابي العربي الفلسطيني داليا من خانيونس وراشد من نابلس إلى جانب العشرات من الشبان الناشطين القادمين من مختلف الدول العربية بدورة مختصة بالتعريف عن القضية الفلسطينية في الأردن.
[caption id="attachment_57906" align="alignleft" width="300"] داليا من غزة وراشد من الضفة.. مخطوبان منذ 4 سنوات يطلقان حملة إلكترونية لمساعدتها على إتمام مراسم زفافهما[/caption]بداية القصة
كصديقين وزميليين بدأت علاقتهما، ليقرر راشد التوجه لمنزل أقارب داليا في الأردن أثناء زيارتها لهم، ويتقدم لطلب الزواج منها، تروي داليا لـ شبكة قدس، أنه خلال ستة أشهر استطاع راشد ووالده القدوم إلى غزة والتقدم بشكل رسمي لطلب يد داليا للزواج تم بعده عقد قرانهما.
لم تنته قصة راشد وداليا هُنا، بل من هنا ابتدأت بتفاصيل مؤلمة، ابتدأت وكل منهما في مدينته، وكيف لهما الالتقاء وبينهما عشرات الحواجز العسكرية التي لا يمكن اجتيازها إلى بتصريح من سلطات الاحتلال التي تتعنت في منح داليا تصريح يمكنها من القدوم لنابلس وإتمام زواجها من خطيبها راشد.
داليا كانت تعلم بأنها ستواجه بعض العقبات إلا أنها لم تعِ أن الرفض سيكون قاطعا هكذا، "كل من سألته أخبرني أنني سأستطيع الذهاب إلى نابلس بمجرد أن نعقد قراننا"، لافتة إلى أن أحد الأصدقاء الموظف في السلطة الفلسطينية قطع لها وعدا بمساعدتها بتغيير مكان إقامتها من غزة إلى نابلس، إلا أنه لم يلتزم بوعده الذي ذهب بمهب الريح.
كل أبواب المؤسسات الرسمية والحقوقية والإنسانية طرقت داليا لتحصل على الإجابة الوحيدة "أنت لست بحالة إنسانية لنتعامل معه"، فتوضح داليا أن كل المؤسسات التي توجهت لها تتعامل مع الحالات الإنسانية وترفع قضايا في محاكم الاحتلال التي باتت ترفض البت في قضايا لم الشمل.
الأمل يأتي ويروح في ذات داليا بعد أن أغُلقت كل السبل في وجهها، إلا أن الإصرار ما زال يدفعها لتبذل المزيد، فتقول إن شابة توصلت معها وأخبرتها أنه بإمكانها أن تحصل لها على تصريح عن طريق موظف من موظفي السلطة في الضفة، ولكن عليها أن تدفع (700) دولار مقدما و(600) دولار بعد ان تحصل على التصريح.
[caption id="attachment_57905" align="alignleft" width="300"] وصلني للعريس يا رئيس[/caption]احتيال
تعلقت داليا بالفرصة الجديدة التي ظهرت أمامها، رغم شكوكها التي باتت تواردها بعد أن خذلها الكثيرون، "أصبحوا يماطلوا بالموضوع، من أسبوع إلى شهر، ثم ستة أشهر، ومرة سنة، وأخرى على العيد، وثانية في شهر رمضان".
وتضيف داليا أنهم باتوا يطالبونها بالمبلغ الثاني، وأصبحت تدفع للفتاة مصاريف أخرى كالمواصلات والاتصالات، ومصاريف وهمية متعلقة بإتمام وثائق وثبوتات رسمية.
وأشارت إلى أن الفتاة لم تعد ترد على مكالماتها وباتت تتهرب منها، ليتبين أن أ.ش احتالت على داليا وسرقت أموالها، في حين الأخيرة لا تملك أي أدلة أو إثباتات لتقدم، "استغلت طيبتي وسذاجتي واحتالت علي وسرقت أموالي، وأنا الآن لا دليل معي لأسترد أموالي التي سرقتها".
وأكدت داليا على أن محاولاتها لم تنته وتواصلت مع المؤسسات الرسمية، حيث لا يمر أسبوع دون أن تزور إحداها وتتفقد وجود أي تسهيلات ممكن تمنح للغزيين، "أخبروني أنه يتم رفضي بكل المحاولات، ولا أمامي الآن إلا الحصول على تحويلة طبية، إلا أنني لم أستطع الحصول عليها لأنني بصحة جيدة ولا أعاني من أي أمراض".
وأضافت أن والدتها قررت القيام بعملية زراعة مفصل بشكل مبكر عسى أن تمنح داليا تصريح لتكون مرافقتها وخاصة أنه لا بديل لها بالعائلة، إلا أن هذه المحاولات أيضا باءت بالفشل.
[caption id="attachment_57907" align="alignleft" width="300"] الحملة لاقت اهتماما كبيرا في مواقع التواصل الاجتماعي[/caption]حملة إعلامية
وعن تأخرها في الكشف عن الموضوع إعلاميا، بينت أنها خجلت من إثارة الموضوع تحسبا من نظرة المجتمع وخوفا أن تسبب إحراجا لعائلتها التي تفضل عدم ذكر اسمها، وخاصة في ظل عدم تعامل المؤسسات معها وخطيبها راشد كحالة إنسانية.
لتطلق مؤخرا داليا على شبكة التواصل الاجتماعية "الفيسبوك" حملة وصل العروس للعريس يا رئيس" كمحاولة للتواصل مع الرئيس الفلسطيني عسى أن يقدم حلا لها ولراشد.
للتواصل محاولات داليا التي لا تنتهي، والتي كانت أخرها أيضا البحث عن فرصة عمل في إحدى الدول العربية عسى أن تستطيع وراشد الاجتماع هناك وتحقيق حلمها بتكوين أسرة، مبينة أن نجاح هذه المحاولة غير مؤكدة أيضا فقليل من الدول العربية تمنح الإقامة للفلسطيني الغزي.
مؤكدة، "كل العقبات التي واجهتنا جعلتنا متمسكين ببعضنا أكثر فكل الظروف التي مررنا بها جعلتنا نعلم مشاعرنا"، مشيرة إلى أنها ليست الفتاة الفلسطينية الوحيدة التي تواجهه هذه المشكلة بل يوجد العشرات في الضفة أو غزة أو في الأراضي المحتلة عام 1948 والمحرومات من الاجتماع بأزواجهن.