شبكة قدس الإخبارية

الفلسطينون بالعام الجديد.. أمنيات معلقة على حيطان العالم الافتراضي

هدى عامر

غزة-خاص قدس الإخبارية: في ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة بدأت فراقيع الكلمات تلمع في سماء مواقع التواصل الاجتماعي، فما أن شرع عام 2014 بتجميع أوراقه الأخيرة، حتى بدت كلمات الرثاء أو الهجاء تدق أبوابها معلنة صفارة العام الجديد ببعضٍ من أمل أن يكون القادم أفضل وأجمل.

كالمعتاد، باتت مواقع التواصل الاجتماعي ملتقى التهاني، كما باحة التعبير عن الامتنان لأشخاص كانوا ويبقون متواجدين في عامهم وكل عام، ومعلقات الأمنيات، كما كانت مساحة للاعتراف أو حتى للأسى.

فما أن تفتح صفحتك الفيسبوكية حتى تجد العشرات من الذين عاينوا مرور عامهم السابق، - وفق تطبيق يتيح تجميع الصور الخاصة بأبرز المناسبات التي مرت خلال العام تلقائيًا-، وموجِهًا عبارة موحدة جاء فيها "لقد كان عامًا رائعاً، شكرًا على كونك جزءاً منه"، بغض النظر عما إذا كان العام رائع فعلاً.

بشكلٍ خاص، ودّع الفلسطينيون عامهم المثقل بالذكريات، بتوجيه كلمة للسنة التي كانت " الصفة الحربية" سمتها الغالبة خاصة على أهالي قطاع غزة، فغالبية الذين اعتبروها أسوأ أعوامهم عانوا فيها الفقد أو تبدد الأحلام التي أملوا تحقيقها.

محمد أبو سيف 24 عامًا، اعتبرها أسوأ سنين حياته التي فقد فيها والديه ورفيق دربه، داعيًا أن يبدل الله أيامها السابقة بقادم أخف سوءًا.

فيما تقول ولاء فروانة: " في غزة، تكون رأس السنة التاريخ المأساوي للكثير من الأطفال الغزيين، الذين فقدوا أبيهم بتاريخه من ذكرى حرب الفرقان، ولم يعودوا يستطيعون فرحة في تاريخها سواء ذهب عام أو جاء أخر"

فهذا "2014"، الأسوأ على الوطن، فهو حسب المعطيات المنشورة كان الأسوأ على أحوال القدس والأقصى وأوضاع الأسرى وزيادة الاستيطان وسوء الأوضاع بغزة.

المقدسية فردوس الشنطي تقول:" رغم سوء العام على الوطن إلا أننا نأمل أن يكون قد مهد لثقافة انتفاضة قادمة قد نشهد اندلاعها في 2015"

بدقة الوصف، يحق لنا أن نعتبر وداعنا لعام 2014 كوداع أم لابنٍ عاق، لا هي قادرة على احتضانه ولا باستطاعتها ألا تعترف بوجوده وهو الذي كان جزءًا منها.

بنهايات العلاقات تتزايد الاعترافات، فهذه فرصة للكثير مما سنحت لهم الفرصة أن يجلسوا ليعترفوا على الأقل أمام ذواتهم وأيامهم التي مضت، فهذه هاجر توالت اعترافاتها الشخصية بالندم أحياناً والعزم تارة أخرى ألا تكرره.

"أمنيات معلقة"

"عروسة وإسطنبول" أمنيات الشاب أديب عبد الحليم الذي تمنى أن يكون لعام 2015 شرف تحقيقها، فهو من كتب على صفحته على فيس بوك:" وداعًا لعام حرق أمنياتنا بالحروب، وأهلًا بعامِ نتمنى ألا يشبه سابقه"

" الأختان روند وسها" كانت رغبتهما بالسفر كبيرة، فقد كتبتا على صفحتهم على مواقع التواصل" يا 2015 نتأمل فيك أن تخرجنا من هنا، المستقبل ينتظرنا" مضيفة الأخرى "نظرًا لأنها الممنوع الذي يمنع الغزيون من النظر ببعد الأفق، فهذا الأفق الضيق بفعل الحصار قد ضاق بهم"

تمنى الطلبة الجامعيون استكمال دراستهم وتطورهم، فيما تأمل طلبة الثانوية أن يكون عام نجاح ومعدلات عالية، أما الموظفون الذين توقفت أمنياتهم على تحسين وضعهم الوظيفي واستحقاق رواتبهم كاملة وتحسين الوضع الاقتصادي عامة"

كما امتلأت صفحات التواصل برسائل مضمونها دعوة "أن يحفظ الله لنا أهلينا ولا يرينا بهم مكروه، وأن يحفظ الله أوطاننا ومقدساتنا"

فيما تبقى أمنيات البعض بتحسين الأوضاع العامة في البلد، والعمل على انتهاء الأزمات كالكهرباء والصحة والرواتب والمصالحة الوطنية، معلقة على صفحات التواصل إلى أن تحققها الأيام وتنتقل من حيطان افتراضية على أرضية الواقع"

"روح جديدة"

فيما وجه الصحفي محمد هنية دعوته للجميع أن يجعلوا من فوارق النهايات والبدايات فرصة جديدة كي يجلسوا مع أنفسهم، يحددون فيها ما مر وما سيأتي، لافتًا أنها "منحة الله" كي نحقق في الآتي ما لم نستطع تحقيقه، والبدء بروح جديدة وتخطيط لمستقبل ينتظر منا الأفضل.

يوافقه توفيق حميد الذي قال إنها فرصة كذلك للإقلاع عن عادات لم نستطيع تركها، وقطع عهد جديد بتغيير الجدولة، قائلًا إنها احتوت كثيرًا من سوئنا كما احتوينا سوءها.

وبالنظر إلى حال الغالبية التي ألحقت التشاؤمية بالعام السابق، طالبين من التالي أن يكون أفضل قال محمد اليازجي "لا تطلبوا من الأعوام ان تكون جيدة لأجلكم، كونوا أنتم أفضل ما فيها".