الولايات المتحدة – خاص قُدس الإخبارية: من واقع انتهاكات الاحتلال التي يوثقها المصورون الصحفيون في الميدان، تحصل المغتربة الفلسطينية في الولايات المتحدة هبة زغلول على المادة الخام التي تمكنها من تحويل الألم إلى أمل، وصياغة رسالة فلسطينية إلى الاحتلال.
هبة زغلول (27 عامًا) من بلدة ترمسعيا شمال رام الله، تعيش منذ ثماني سنوات في ولاية شيكاغو الأمريكية، درست التصميم في كلية فلسطين التقنية، وتطمح أن تكمل مشوارها في مجال تصميم الأزياء والذي تعمل به الآن.
تقول هبة لـ قدس الإخبارية، إن فنها يقوم على الرسم على صور الدخان، وهي هواية كانت لديها بالصغر حيث كانت ترسم على عشوائية صور للغيوم بعد أن تقوم بالتقاطها.
وعادت هبة للممارسة هوايتها أثناء العدوان الأخير على غزة، فبدأت ترسم على صور توثق الدخان الذي تخلفه القنابل والصواريخ بعد إلقائها من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية.
وتوضح هبة، "أي إنسان يرى هذا الكم من الدمار والألم الذي ألحقه الاحتلال في غزة كان يتأثر .. الفنان يستطيع أن يحول أي شيء عادي إلى لوحة فنية تحمل رسالة وهو ما بدأت بتنفيذه".
وتضيف، "كيف أرى كل هذا الألم والدمار ولا أعمل شيء، كان علي أن أثبت أن الامل ما زال موجود وأنا الفلسطيني قادر على تحمل الألم وقادر على المقاومة"، مبينة، أن رسوماتها تؤكد على الصمود والصبر والتمسك بالحياة.
هبة أم للطفلين أحمد (6 سنوات) وغزل (3 سنوات)، تقول، "عندما نذهب لرؤية المفرقعات النارية في الأعياد والتي تكون تبعد عنا أكثر من (100 متر) يشعر ابني بالخوف ويبكي، أحضنه وأفكر مدى الألم الذي تتحمله الأمهات في غزة تحت القصف".
وتؤكد أن طفليها يشكلان دافعًا وحافزًا لها في رسومتها التي تستطيع إنجازها بعد أن يخلد طفليها إلى النوم وخاصة أنها تحتاج لوقت وجهد وتركيز كبير، مشيرة إلى أن زوجها يشجعها إضافة لتشجيع والدتها وجدها.
وعن أفكار رسوماتها، تبين أنها تتابع نشرات الأخبار على الفضائيات الفلسطينية باستمرار إضافة لمتابعتها وسائل التواصل الاجتماعي، فتنفذ الرسومات التي تتناسب مع الأحداث الجارية، "عندما يرى الفلسطيني الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال يولد لديه طاقة من الحزن يفرجها ليقاوم بها ويعبر عن نفسه .. الفلسطيني أينما كان يجب ألا يكون مجرد متفرج، وعليه أن يقاوم بطريقته وقدرته".
وأكدت هبة أن رسوماتها تركز على زراعة الأمل والقوة، "أحول الصور من مصدر للألم إلى رمز للقوة والصمود وهذا النوع هة براءة اختراع يجب أن يناله الفلسطيني، الذي دائما يحول ألمه لأمل".
فعن استشهاد وزير هيئة الجدار والاستيطان زياد أبو عين نفذت هبة ثلاث لوحات، تبين أن الأولى عبارة عن جذع زيتون فيه الشهيد أبو عين وابنته محار خلال وداعها الأخير له، فيما الثانية تظهره داخل شجرة زيتون وذلك إشارة إلى تضحياته ونضاله، "الأشجار تحزن عندما يموت غارسها، وهذه اللوحة جاءت من هذه الفكرة، فأنا أشعر أن الأشجار التي غرسها الشهيد زياد حزينه لفقدانه".
وعن اللوحة الثالثة، تقول هبة إن صورة للشهيد أبو عين وهو يصرخ، مشيرة إلى أن اللوحة تدعو للاستمرار بالمقاومة وزراعة أشجار الزيتون.
وتبين هبة - التي يخبرها دوما من حولها بسعة خيالها - أن الفلسطيني لديه دائما حالة من الإبداع في كل مجالات الحياة رغم الظروف السياسية التي يعيشها من عشرات السنوات، مضيفة، "الصور والرسومات لغة عالمية تعبر عن آلاف الكلمات ولا تحتاج لشرح وتوضيح، وهي طريقة سهلة وسريعة لإيصال معاناتنا للعالم".
وأوضحت، أن الرسالة التي تحاول إيصالها من خلال رسوماتها هي أبسط طريقة للمشاركة بالمقاومة ضد الاحتلال.
وعن تفاعل المحيط معها، بينت زغلول أنها ترسل صورها باستمرار للصفحات الفلسطينية على وسائل الإعلام الاجتماعي، حيث تلقى التشجيع على الاستمرار وتحظى بتأكيدات على مدى التفاعل مع رسوماتها، "أشعر بالفخر وأتشجع لأستمر بعملي رغم صعوبته".
هبة شاركت في معرض بالولايات المتحدة، وقد خصصت لها زاوية لعرض رسوماتها ولوحاتها، "الزاوية نالت إعجاب الجميع، وكانوا يأتون ويلتقطون الصور بجانب اللوحات"، مشيرة إلى أنها تطمح لإقامة معرض خاص للوحاتها في الولايات المتحدة وفلسطين.