شبكة قدس الإخبارية

تسريبات المقاومة تثير غضب الإسرائيليين وتهز ثقتهم بجيشهم

هيئة التحرير

تداولت عدد من وسائل الاعلام الإسرائيلية الالكترونية والمرئية صباح اليوم الأحد، الشريط الذي بثّته قناة " الأقصى" التابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس، نقلا عن الجناح العسكري للحركة كتائب الشهيد عزّ الدين القسام، ويظهر انسحاب مقاتليها بكل أريحية وطمأنينة من فوق الأرض بعد تنفيذهم عملية "خلف خطوط العدو" شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير.

ورصدت كاميرا جيش الاحتلال التي صورّت عملية اقتحام موقع أبو مطيبق العسكري الإسرائيلي أحد مقاتلي القسام وهو يحمل بندقية من نوع "إم 16" غنمها من أرض المعركة ويعود بها مع زملائه عبر الجدار الفاصل.

وكان الجيش الإسرائيلي احتفظ بهذه التسجيلات في حواسيبه، ولم يعلن عن وقوع عملية على الرغم من اعلان كتائب القسام، حيث آثر التكتم عليها، في ظل الاقتحامات المستمرة للكتائب.

وقالت صحيفة " معآريف" العبرية، إن الجيش الإسرائيلي كما يبدو الان أمام سلسلة تسريبات خطيرة للغاية، فالى جانب هذا الشريط، سربت مواد مصورة أخرى قبل نحو أسبوع لعملية " زيكيم" العسكرية، وبثتها حماس".

وأشارت الى ان الشريط، قد يؤكّد ان حماس حصلت على مشاهد مصورة أخرى لعمليات تمت خلال الحرب على غزّة، وهي مشاهد في غاية السرية.

ونقل موقع " واللا" العبري عن مصدر عسكري قوله :" بعض هذه المشاهد معروف لدينا مسبقًا، يبدو ان الحديث يدور عن تسريبات سنقوم بالتحقيق فيها ".

واثار بث الشريط المسرب، ردود فعل واسعة في إسرائيل، حيث عبّر إسرائيليون عن عدم ثقتهم بالجيش وقياداته، " هذه المؤسسة التي تخصص لها المليارات سنويًا".

وبدا ان اتجاه الإسرائيليين يذهب صوب الميزانية التي تحظى بها المؤسسة العسكرية، التي خيّبت ظنون الكثيرين، فصاروا كما يبدو يرون في ميزانيتها مجرد نفقات عبثية لا جدوى منها.

ويرى أحد المعقبين الإسرائيليين على الشريط في الموقع الالكتروني لصحيفة " معآريف" العبرية، أن " الأخطر ليس هجوم كتائب القسام واقتحامها المواقع الإسرائيلية، انما التعتيم الذي تفرضه قيادات الجيش على المجتمع الإسرائيلي، والتغييب وعدم مصارحته بالمعلومات والمجريات".

وقال آخر :" يا له من عار، رغم كل الإمكانيات لم يستطيعوا قتلهم، وعادوا بأمان الى غزّة".

واتهم معلق آخر على صفحات الموقع الالكتروني لصحيفة " يديعوت احرونوت" الجيش الإسرائيلي بالكذب، داعيًا الى مصارحة المجتمع".

وعلى الموقع ذاته، دار نقاش بين عدد من المعقبين الإسرائيليين، الذين اثار فضولهم مصدر الشريط، حيث لم يخل الامر من الاساطير، فذكر عدد منهم ان إشاعة انطلقت خلال الحرب، حول جندية متهمة بالتعاون مع " العدو"، وانها " ربما سرّبت مشاهد خطيرة لحركة حماس، قبل اكتشاف امرها".

وقال احد المعقبين :" يتضح الان ان الجيش الذي تبلغ ميزانيته، 60 مليار شيكل، لا يساوي أي شيء". وشاركه في ذلك إسرائيلي آخر بقوله :" الامر غير منطقي ابدا، المؤسسة العسكرية التي تحصل على الميزانية الاضخم، يتضح الان ان جنودها لا يعرفون أسس القتال في الميدان، ولا يستطيعون حماية ارشيفهم السري، جميل جدًا، والان سوف يطالبون بمضاعفة الميزانيات اكثر".

واختلف الإسرائيليون فيما بينهم حول التسريبات العسكرية، فحمّلها عدد منهم بعدا سياسيًا، حيث يرى إسرائيليون ان نتنياهو هو المعني ببث مثل هذه التسريبات قبيل الانتخابات، للتأكيد على ان إسرائيل ما زالت تعيش أجواء الحرب، وان المجتمع بحاجة لقيادته، بينما على الجهة المقابلة يرى آخرون ان الخلافات السياسية وراء التسريبات، " ربما سرّبها من يريد التعطيل على نتنياهو والحاق الخسارة به في الانتخابات".

وعلى الجهة المقابلة، ما زالت التعقيبات الإسرائيلية مستمرة، والنقاش دائر حول الشريط الذي بثّته قناة الأقصى، وفي ظل ذلك، وبينما الرأي العام الإسرائيلي منشغل في سبر اغوار التسريب الذي اثار جدلا واسعا، أعلنت حماس عن عرض عسكري ضخم يقام اليوم في غزّة، وناشدت كتائب القسام إسرائيل بترجمة بياتها، وسماع ما بين السطور" .

فلسطينيو 48