القدس-المحتلة- خاص قدس الإخبارية: هدمت آليات الاحتلال مبنى بمساحة (1400) مترا مكونا من (20) مخزنا ضمن محاولاتها الحثيثة للسيطرة على مواجهات مخيم شعفاط شمالي القدس، والتي تعتبر من أعنف المواجهات التي تشهدها المدينة في هبتها الشعبية.
لم تمر ساعات طويلة بعد عملية الهدم التي نفذتها آليات الاحتلال بمرافقة المئات من عناصر شرطة وجنود الاحتلال، حتى أحضرت العوازل الأسمنتية وبدأ الاحتلال بإنزلها في المنطقة تمهيدا لضمها لحاجز شعفاط الجديد الذي أقيم قبل عامين.
وكان الاحتلال أقام حاجزا على مدخل المخيم في بداية الانتفاضة الأولى بعد مصادرة (11) دونما تبعه إحاطة المخيم بجدار الفصل العنصري عام 2006.
خطوة الاحتلال المفاجئة والتصعيدية جاءت بعد فشله بالسيطرة على المواجهات التي يشعلها شبان المخيم منذ استشهاد الفتى محمد أبو خضير، وزادت حدتها إثر تنفيذ الشهيد إبراهيم العكاري أحد أبناء المخيم عملية دهس وطعن، استشهد إثرها.
الناطق الإعلامي باسم لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في مخيم شعفاط مهند مسالمة قال لـ شبكة قدس: إن المبنى الذي هدمه الاحتلال كان يفصل بين الشارع الرئيس في المخيم ومنطقة الحاجز وهي منطقة حيوية مشتعلة دائما بالمواجهات بين المتظاهرين وقوات الاحتلال.
وبين أن محكمة الاحتلال أصدرت قبل عامين قرارا يقضي بهدم المبنى إلا أن اعتصامات أهالي المخيم المستمرة ساهمت في تأجيل عملية الهدم، لافتا إلى أن قوات الاحتلال لم تكن تستطيع اقتحام المخيم بالسابق إلا أنها اليوم وبعد هدم المبنى داهمت المخيم ووصلت إلى مركزه حيث تجدد المواجهات في محيط المؤسسات والمدارس التي تعطلت بالكامل.
وأوضح مسالمة أن هدم المبنى وإحضار عوازل إسمنتية للمكان يعني أن الاحتلال ينوي ضم المنطقة إلى الجدار وإقامة منشآت خاصة للاحتلال عليها، أو إعلانها منطقة مغلقة واستخدامها لأغراض عسكرية.
ويتخوف المتظاهرون من تكرار السيناريو الذي نفذه الاحتلال اليوم، حيث اقتحمت قواته المخيم وتمركزت في وسطه واعتلت أسطح وشرفات المنازل مطلقة وابلا من قنابل الغاز المسيلة للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ما أدى لسيطرتها على المواجهات على عكس المواجهات الماضية والتي لطالما كانت الكرة في ملعب المتظاهرين.
أحد النشطاء في المخيم قال لـ شبكة قدس، إن سيطرت الاحتلال على هذه المنطقة بهدم المبنى الذي كان يشكل درعا للمتظاهرين ووضع العوازل الإسمنتية ربما سيغير المواجهات في المنطقة.
وأكد على أن المتظاهرين ورغم انتشار مئات العناصر من شرطة الاحتلال وقمعهم للمواجهات، إلا أنهم ما زالوا يصرون على الدفاع عن المخيم والاستمرار في المواجهات التي ربما ستصبح تتركز في وسط المخيم.