شبكة قدس الإخبارية

الأسير أمجد قبها طبيب يزاول مهنته داخل السجون منذ 12 عاما

هيئة التحرير

مركز أحرار لدراسات الأسرى-محمود مطر: لا يستطيع أصحاب المهن الإنسانية التخلي عن رسالتهم في أحلك الظروف التي قد يمرون بها في حياتهم، بل يضحون ويبذلون في سبيل ذلك ويدافعون عنه بكل ما أوتوا من قوة ووسيلة، هذا ما حدث ويحدث مع الطبيب الأسير أمجد قبها (45 عاما) من مدينة جنين.

لم يمنعه الأسر ولم تثنيه سنوات الاعتقال الطويلة عن مواصلة ممارسته لمهنته التي أحبها وأفنى حياته وكرسها لها، رغم مكوثه في سجون ومعتقلات الاحتلال الاسرائيلي منذ أكثر من 12 عاما لم ينس يوما أنه طبيب، ولم يتوانى عن تقديم الخدمة الطبية لأي أسير مريض.

اعتقله الاحتلال بتاريخ 472002 وحكم عليه بالسجن مدة 18 عاما، ويقبع حاليا في سجن النقب الصحراوي، متزوج ولديه “تسنيم” الابنة الوحيدة التي ولدت بعد اعتقاله بشهور ولا يتجاوز عمرها الآن عمر الاعتقال الذي حرمها من رؤية والدها إلا أحيانا من وراء القضبان.

تؤكد زوجة الأسير السيدة سهام قبها (37 عاما) في حديثها مع مركز “أحرار” لدراسات الأسرى وحقوق الانسان أن زوجها لم يتخل يوما داخل سجنه عن مهنته كطبيب عام، وأشرف عدة مرات على تشخيص الوضع الصحي للعديد من الأسرى المرضى داخل المعتقلات الإسرائيلية.

وإن كان الاحتلال كما تشير العديد من المؤسسات الحقوقية ينتهج عمدا سياسة إهمال علاج الأسرى المرضى، فهو في ذات الوقت أيضا يمنع أي مساعدة طبية قد يقدمها أي طبيب أسير لزميله الأسير المريض بين جدران السجن.

تروي السيدة قبها أن زوجها الأسير تعرض لأكثر من مرة لعقوبات فرضتها عليه إدارة سجون الاحتلال نتيجة تدخله المباشر وإشرافه على الوضع الصحي لرفقائه الفلسطينيين في الأسر، ومن أبرز الحالات الصحية الخطيرة التي كان الأسير قبها مشرفا مباشرا ومتابعا لها هي الحالة الصحية للأسير الذي استشهد لاحقا عام 2013 داخل السجون الاسرائيلية ميسرة أبو حمدية، والذي كان يعاني من مرض سرطان الحنجرة.

خارج السجن تعيش عائلة الأسير قبها ألم فراق الزوج والأب، حالة الاشتياق للقاء الحرية يتنامى يوما بعد يوما ويعظم حجمه في قلوب العائلة التي أضحت يوما ما مجردة من رب الأسرة التي قطع الاحتلال أواصرها بسكاكين الاعتقال والأسر.

من ناحية أخرى لا تلمس زوجة الأسير قبها أي حراك تضامني ملموس من قبل نقابة الأطباء الفلسطينيين كون زوجها الأسير أحد أعضائها المنتسبين، فمنذ اعتقاله قبل اثني عشر عاما لم تشهد أي فعالية أو نشاط قد يسلط الضوء على معاناة زوجها الطبيب داخل السجون.

وتطالب قبها بضرورة تسليط الضوء على قضية زوجها كطبيب أسير، والعمل الجاد والتحرك للإفراج عنه من قبل المنظمات الحقوقية الدولية والتي تعنى بالأخص في الأطباء من مختلف دول العالم.

من جهته أشار مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الانسان فؤاد الخفش أن الاحتلال لا يزال يعتقل عددا من الأطباء الفلسطينيين في سجونه، ويعد قبها من أقدم هؤلاء الأسرى.

وأوضح الخفش أن الاحتلال لا يتورع عن اعتقال أي فلسطيني مهما كانت مهنته أو عمله إنساني أو ذو حصانة كالأطباء والصحفيين وغيرهم، معتبرا أن ذلك جريمة يستمر الاحتلال بارتكابها مع كل يوم يمر في حياة أولئك المعتقلين.